الرواية والريف.. محمد البساطي يرصد تفاصيل الأيام الصعبة
تناولت العديد من الروايات الريف المصري، واستطاعت أن تصور عالم الفلاح ومعاناته المعيشية ومن بين هذه الروايات رواية الأيام الصعبة للكاتب محمد البساطي.
تدور الرواية في إحدى القرى في موسم جمع القطن؛ حيث ينخفض ثمن محصول القطن وينتظر الفلاحون وصغار تجار القطن أن يرتفع ثمنه، بعدما أصبح بسعر رخيص وتنقل الرواية أحلام هؤلاء التجار الضائعة وتبخر الحلم بزيادة نصف جنيه في ثمن القنطار، ولكن الأحلام تتبخر ونجد أحد كبار التجار يقع من القمة إلى القاع نتيجة غدر الحظ به.
ويذهب بعض صغار التجار إلى المدينة لترقب الأخبار هناك عند كبار التجار، ويحدث هناك في المدينة عدد من المفارقات التي ينقلها محمد البساطي بأسلوبه السهل البسيط، لكن يؤخذ على الرواية بطء حركة الحدث، رغم جمال سرده ووصفه الرائق ولغتها العذبة.
من أجواء الرواية: ويضحك التاجر ويتحسس جانب صدره الأيسر المنتفخ - حيث يحتفظ بكيس النقود - ويبدو جيب الصديري من فتحة الجلباب المهدلة، وسلسلة فضية لامعة تترجرج خفيفا، ويقول
- ومن يلومكم؟ تجلسون في الظل وتتكلمون، وماذا عندكم تبيعونه؟ شيكارة قطن؟ مقطف؟ لو انخفض السعر أو ارتفع کم يكسب الواحد منكم أو يخسر؟ بريزة.. ريال ۰۰ يصرفها على المقهى في سهرة، ولو كان عنده خمسون قنطارا وانخفض السعر في آخر الموسم؟ إيه.. سيرتمي كالنعجة: وهل أحدد أنا السعر؟
معلومات عن محمد البساطي
والكاتب محمد البساطي من مواليد عام 1937 في بلدة الجمالية المطلة على بحيرة المنزلة بمحافظة الدقهلية، حصل على بكالوريوس التجارة عام 1960، وتدور معظم أعماله في الريف من خلال التفاصيل الدقيقة لحياة أبطالها المهمشين في الحياة.
عمل البساطي مديرًا عامًّا بالجهاز المركزي للمحاسبات، ورئيسا لتحرير سلسلة أصوات الأدبية التي تصدر في القاهرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ونشر البساطي أول قصة له عام 1962م بعد أن حصل على الجائزة الأولى في القصة من نادي القصة بمصر.
من أهم أعمال محمد البساطي: التاجر والنقاش، والمقهى الزجاجي، والأيام الصعبة، بيوت وراء الأشجار، الجوع، وصخب البحيرة، أصوات الليل، ويأتي القطار، وليالٍ أخرى، والخالدية.
وحصل محمد البساطي على عدد من الجوائز منها أحسن رواية لعام 1994 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عن روايته صخب البحيرة، وحصل على جائزة سلطان العويس في الرواية والقصة لعام 2001 مناصفة مع كاتب آخر.