القاهرة 24 يتابع آلية قراءة ورصد الزلزال في معايشة بـ القومية لرصد الزلازل
شهدت الدولة المصرية، خلال شهر أكتوبر الماضي الأخيرة، حراكا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي وذعر كبير بين المواطنين، ذلك بسبب تسجيل الشبكة القومية لرصد الزلازل ثلاث هزات أرضية داخل الأراضي المصرية، لذا أجرت القاهرة 24 بجولة داخل المركز الرئيسي للشبكة القومية المسؤولة عن رصد الزلازل على مستوى المحافظات، للتعرف على كيفية عمل الشبكة في تجميع البيانات وتحليلها ورصد الزلزال وقت حدوثه على المستوى المحلى والإقليمي والدولي.
كيف يتم قراءة ورصد الزلازل؟
أوضح الدكتور أحمد حسني، نوبتجي غرفة الرصد الزلزالي لـ القاهرة 24 أن عملية الرصد والمتابعة لحدوث الزلازل تتم بشكل يومي ولمدة 24 ساعة خلال اليوم، مؤكدًا أن هناك شاشة عرض كبيرة يتم من خلالها نقل قراء البيانات، عن طريق برامج خاصة لتحليل البيانات الصادرة من محطات الرصد الزلزالي، حيث توضح البيانات التوقيت الفعلي لوقوع الزلزال بمُعامل تأخير يصل إلى صفر، وعند حدوث أي إشارات على الشاشة يتم نقل البيانات التي يحتفظ بها داخل وحدات تخزين البيانات.
ويسحب العاملون بالشبكة البيانات ويعملون على تحليلها من خلال جهاز تحليل البيانات، وفي حال رصد زلزال قوته أكبر من 4 ريختر، يتم إبلاغ إدارة المعهد القومي للبحوث الفلكية بحدوث هزة أرضية.
3 وسائل لتجميع البيانات عن الزلازل
أوضح أخصائي شبكة الزلازل، أن هناك 3 وسائل لتجميع البيانات عن الزلازل، أبرزها استخدام موجات الراديو اللاسلكية في نقل البيانات، ومحطات القمر الصناعي، وتقنية الجيل الرابع لنقل البيانات، مشيرًا إلى أن الهدف من توفير هذه التقنيات هو أنه في حالة حدوث زلزال وتعطل جزء من شبكة الرصد يعتمد على باقي الأجزاء الأخرى.
أسباب حدوث الزلازل
أشار الدكتور أحمد حسني، إلى أن مناطق التي تحدث بها الزلازل هي منطقة التقاء الألواح، حيث يوجد بالكرة الأرضية 7 ألواح أرضية والمعروفة بالأحزمة الزلزالية، حيث توجد مصر داخل اللوح الأفريقي، ما يحمي مصر من حدوث زلازل متكررة، أما بالنسبة لمنطقة البحر المتوسط وجزيرة كريت وجزيرة قبرص، فهي منطقة تحدث بها هزات أرضية متكررة وهذا بسبب وجودها في منطقة التقاء اللوح الإفريقي باللوح الأوروبي، حزامان من الزلازل.
يوجد سبب أخر لحدوث الزلازل، غير التقاء الألواح الأرضية وهو منطقة الفوالق النشطة الأرضية، حيث يوجد في مصر عدد من الفوالق الأرضية، أهمها فالق كلبش بأسوان وهو فالق يمكن رؤية بالعين على سطح الأرض، فضلًا عن وجود فوالق أرضية غير ظاهرة وتكثر بمنطقة جبال البحر الأحمر.
70 محطة رصد زلزالي
تعد الشبكة القومية للزلازل، المحطة الأخيرة التي تستقبل بيانات 70 محطة رصد زلزالي على مستوى الجمهورية، حسب أحمد حسني، أخصائيي شبكة الزلازل، حيث تتنوع أنواع محطات الرصد بين محطات قصيرة المدى للرصد المحلى، وأخرى متوسطة للرصد الإقليمي، ومحطات كبيرة للرصد على مستوى العالم، ومعظم محطات الرصد الكبيرة موجودة في الأماكن المهمة مثل محطة الضبعة، وشبكة رصد الزلزالي القريبة من سد أسوان.
مناطق نشطة بالزلازل في مصر
توجد في مصر بعض المناطق النشطة بالزلازل، وهي منطقة شرق القاهرة التي حدثت بها الهزة الأرضية الأخيرة، ومنطقة جنوب غرب القاهرة التي حدث بها زلزال عام 1992، ومنطقة خليج السويس وخليج العقبة، ومنطقة جزيرة شدون، والمنطقة الشمالية والمجاورة لجزيرة كريت، بالإضافة إلى وجود مناطق زلازل مستحدثة نتيجة ضغط المياه المحيطة بخران أسوان والسد العالي، وتلك المنطقة قوة الزلازل بها ضعيفة.
نسجل زلازل بشكل يومي
بشأن تعرض مصر لثلاث هزات أرضية خلال الشهر الماضي، قال أحمد حسني، إن البحوث الفلكية ترصد هزات أرضية بشكل يومي، حيث سجلت خلال العام حتى الآن أكثر من 300 زلزال صغير، مؤكدا أنه لا يشعر أحد بهذه الزلازل، ولا تشكل أي خطر على المواطنين، كما أن الشبكة القومية للزلازل هي التي تراجع بيانات الزلازل بطريقة يومية.
سجل تاريخي للهزات الزلزالية في مصر
وتحتوي الشبكة القومية للزلازل، على السجل التاريخي لجميع الهزات الأرضية في تاريخ مصر، حيث في عام 1849، شهدت مصر زلزالا قويا، أسفر عن وفاة المئات من الأشخاص وإصابة الكثير، بالإضافة إلى خسائر فادحة في الجانب الاقتصادي للبلاد، لكن لم يتوفر معلومات كافية عن هذا الزلزال.
بينما في عام 1903، وقع زلزالا قويا في مصر، وتحديدا في محافظة القاهرة، تسبب في وفاة نحو 10 آلاف شخص، ويعد هو الأقوى من حيث الكوارث الكونية في بداية القرن العشرين.
وخلال فترة الثمانينات، شهدت مصر زلزالين كبيرين، أولهما عام 1982، بقوة 5.6 ريختر، في منطقة السد العالي، دون وقوع إصابات، ثم حدث الزلزال الآخر في 29 مارس 1984، بجنوب غرب السويس، بلغت قوته 4.3 ريختر، ولم يسجل أي خسائر أيضًا، حتى أنه لم يؤثر في السد العالي.
كما يوجد بالسجل التاريخي لأهم الزلازل التي شهدتها مصر، الزلزال الأول والأقوى وهو زلزال أكتوبر 1992، والدمار الذي خلّفه في الأرواح والمباني، حيث توفّى على إثره 541 شخصا، وبلغ عدد الجرحى 6522 شخصا، كما تعرضت العديد من المنازل للانهيار وبلغ عددها 398، وأصبح حوالى 8 آلاف منزل غير صالحة للسكن في كل من القاهرة والجيزة والقليوبية والفيوم، وهى أكثر المناطق التي تضرّرت من هذه الهزّة، إضافة إلى تضرّر عدد من المدارس والأبنية التعليمية.
ضرب زلزال بقوة 6.4 درجات منطقة البحر المتوسط، عام 2013، بسبب التأثر بالزلزال الذي حدث في اليونان، لكنه لم يتم الإبلاغ عن خسائر بشرية عنه.
كما شهدت منطقة السبتية بالقاهرة زلزالًا قويًا بقوة 5.2 ريختر، خلال عام 2015، ما أسفر عن انهيار عقار مكون من 3 طوابق، دون وقوع أي خسائر في الأرواح.