القطن المصري يتربع على عرش المحاصيل الزراعية.. وخبراء: الأسعار زادت بنسبة 70%
شهد القطن المصري طفرة كبيرة في الأسعار خلال الموسم الحالي، بسبب تطبيق منظومة المزايدة وإدخال الأقطان الملونة إلى الأسواق المصرية، ولحسن الحظ؛ لعبت التغيرات المناخية دورًا هامًا في زيادة إنتاجية المحصول بـ 69 ألف فدان عن الموسم الماضي.
أهمية منظومة التسويق
كشف الدكتور وليد يحيى، رئيس قسم بحوث القطن بوزارة الزراعة، أن أسباب ارتفاع أسعار القطن بصورة ملحوظة، يعود إلى وقوع الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم، أبرزها حرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي والفياضات والسيول الموجودة في الهند والصين، فضلًا عن جائحة كورونا؛ التي ضربت محصول القطن بالهند باعتبارها من أكبر الدول المنتجة للأقطان؛ وانتشار الندوة العسلية في القطن الأمريكي الذي تلعب دورًا مهمًّا في تغير لونه.
وأضاف يحيى في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24 أن القيادة السياسية تهتم بمحصول القطن، لزيادة مساحات المزروعة من القطن المصري حتى نستخرج أقطانا ليس فقط من أجل تصنيع الغزل والنسيج، ولكن لاستخراج زيوت من بذرة القطن، واستخراج ألياف وأعلاف حيوانية.
وأشار إلى أن منظومة التسويق الجديدة بالسعر العالمي، أدى إلى ارتفاع سعر قنطار القطن والوصول إلى الأسعار العالمية.
أسعار عالمية
من جانبه، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي جامعة القاهرة، إن أسعار القطن هذا العام شهدت طفرة ملحوظة، حيث وصلت مساحة الأراضي المزروعة إلى 231 ألف فدان، بزيادة 69 ألف فدان عن الموسم الماضي، بإجمالي إنتاج 275 ألف بالة أي تقريبًا 7 قنطار.
وأوضح صيام في تصريحات خاصة، أن أسعار القطن هذا العام، بسبب التغيرات المناخية وزيادة الطلب على القطن المصري، مشيرا إلى أن أسعار القطن زادت بنحو 70%.
وأكد أن أسعار القطن وصلت من إلى 4500 إلى 5500، مما أدى إلى ربح الكثير من الفلاحين وضمان هامش ربح يتراوح من 12 إلى 15 ألف جنيهًا للفدان الواحد.
ويتوقع أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن مساحة المنزرعة من القطن العام المقبل ستصل إلى 400 ألف فدان، لكن بأسعار مُنخفضة، وقد يصل سعر القنطار إلى 4000 جنيهًا على الأكثر، بسبب زيادة العرض وزيادة الإنتاجية، مشيرًا إلى أن متوسط الإنتاجية في جمهورية مصر العربية 7 قنطار فقط منذ 30 عامًا، مؤكدا أن التغيرات المناخية أثرت على القطن بالإيجاب.
الأقطان الملونة
حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، ذكر أن الموسم الجاري، هو أسعد موسم على الإطلاق لمزارعي القطن في مصر، وسيُشكل بداية قوية لعودة محصول القطن لصدارة المحاصيل الصيفية بمصر.
وأضاف نقيب عام الفلاحين في تصريحات خاصة، أن أسعار القطن قفزت في مصر إلى أعلى مستوى لها في التاريخ، وسجّل قنطار القطن جيزة 94 سعر5260، ليكون أعلى سعر يُباع به قنطار قطن منذ بداية زراعة القطن وحتى الآن.
كما نجحت زراعة القطن الملون في مصر لأول مرة، مما يضيف ميزة جديدة للأقطان المصرية، ويفتح أسواقا جديدة بما ينعش زراعة وتجارة وصناعة الأقطان في مصر، بالإضافة إلى نجاح تجربة زراعة الأبلاند - القطن قصير التيلة بإنتاجية وصلت إلى 15 قنطارًا للفدان، مما يُساهم في توفير مليارات الدولارات قيمة الأقطان قصيرة التيلة، التي تستوردها مصر سنويًا.
