السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ملابس مُهترئة ونوم على الرصيف.. القصة الكاملة لـ اختفاء طفلين شقيقين بالشرقية

الطفلين بملابس بالية
محافظات
الطفلين بملابس بالية وأخرى جديدة بعد العثور عليهما
الأربعاء 10/نوفمبر/2021 - 02:15 ص

بعد عناء ودعوات استمرت طيلة خمسة أيام متتالية منذ صباح الخميس الماضي، عاد أخيرًا الطفلين محمد وشقيقته علا إلى أحضان أسرتهما بعد غيابهما خارج أرجاء محافظة الشرقية، في فترة ليست بالقصيرة استضافهما خلالها رجلًا أمينًا أكرم الله أسرتهما واستجاب لدعواتهما أن يعثر عليهما ويبحث بنفسه عن أصل الطفلين حتى جعله الله سببًا رئيسيًا في عودتهما من جديد إلى أحضان أهلهم.

 

أول الحكاية

مع شروق شمس الخميس الماضي، غادر الطفلين (محمد – 12 سنة) وشقيقته (علا – 10 سنوات) منزل أسرتهما الكائن في منطقة الدوكار ببندر مركز شرطة بلبيس بمحافظة الشرقية، في طريق كان يُفترض أن يصل بهما إلى باب مدرستهما الشهيد حمزة الابتدائية، التي يدرس الفتي في الصف السادس الابتدائي بها في حين تصغره شقيقته وتدرس بالصف الرابع الابتدائي بنفس المدرسة، لكن الصغير كان قد أعد العُدة يومها لأجل ألا يذهب إلى المدرسة هو وشقيقته، وعوضًا عن ذلك ترجل الاثنين إلى حيث المكان الذي اتفق الفتى مع أحد أقرانه وآخر يكبرهما بنحو أربع سنوات، على الالتقاء فيه لأجل استكمال النزهة التي استقر الجميع على قضائها بدلًا من الذهاب إلى المدرسة في ذلك اليوم.

 

رحلة مجهولة

تقابل الأطفال الأربعة في موعد الذهاب إلى المدرسة، وتوجه الجميع إلى مدينة الزقازيق مستقلين قطارًا من محطة قطارات بلبيس، في رحلة تنزه استغرقت حتى قرابة الثانية ظهرًا، وعاد الطفلين إلى منزل أسرتيهما دون الشقيقان (محمد وعلا)؛ إذ تبين أنهما استقلا من جديد القطار في رحلة ربما قصدا بها الزقازيق، دون أية خيوط تقود إلى وجهتهما -حسب ما دلت عنه تحريات المباحث الجنائية-، وبين هذا وذاك مشاعر تبدلت من قلق إلى شك إلى خوف ملأ فؤاد الأسرة على الصغيرين؛ خاصةً وأنهما قد أخبرا والدتهما بأن لديهما امتحان في المدرسة خلال ذلك اليوم.

 

سردت الأم تفاصيل الدقائق التي حظيت خلالها برؤية طفليها قبل أن يُغادر المنزل دون عودة، قبل أن تشير لـ القاهرة 24، إلى أن الصغيرين لم يعتادا ترك المنزل أو يتذمران يومًا من معاملة سيئة أو شيئًا قد يحملهما على ترك المنزل، فيما حررت الأسرة بلاغًا رسميًا بمركز شرطة بلبيس ظهر الجمعة الماضية، يفيد بتغيب الطفلين واختفائهما، دون أية خيوط تقود للعثور عليهما أو عن مكان الاختفاء والتغيب.

 

قطر إسكندرية

من سوء حظ الطفلين أن رحلة عودتهما لم يكُن مخططًا لها أن تتم –إذا كان الطفلان ينويان العودة فعلًا- بتلك السهولة التي يظنها الطفل الأكبر؛ بعدما استقلا القطار ومن عربة لأخرى ورصيف لآخر حتى وصل بهما الأمر إلى أن هبطا من القطار في النهاية على بُعد دقائق من شاطيء مياه  البحر الأبيض المتوسط بمحافظة الإسكندرية، وهناك تبدل الحال تمامًا ما بين فرح وسرور ورغبة في (العوم) في الساعات المتبقية من نهار الخميس، حتى ارتداء ملابس مُهترئة وبالية وهيئة رثة لا تدل على تلميذين لا يزالان بمرحلة التعليم الابتدائية، وبين هذا وذاك جزء من ملابس الفتاة ارتداه شقيقها كأنما بات ذلك هو السبيل الوحيد للحصول على الدفء لأجل جسده الواهن، فيما جذبت هيئة الطفلين أعين أحد رجال المنطقة، ويُدعى العم محمد بدر، المشهور هناك باسم (محمد بندق)، الذي أحس بشيء ربما هرب الطفلين منه لكنه باديًا على ملامح كلٍ منهما، إذ أكد الرجل لـ القاهرة 24، على أن الطفلين رغم سوء حالة الملابس التي يرتدونها إلا أن هيئتهما وطريقة حديث البنت على وجه الخصوص تؤكد على أنهما (ولاد ناس مش أطفال شوارع).

 

بابا مات

العم محمد تحدث بعفوية لـ القاهرة 24، مؤكدًا على أن بداية الحديث بينه وبين الطفلين كانت بسؤال مباشرة سأله للفتى، الذي أخبره آنذاك باسم مختلف عن اسمه الحقيقي، قبل أن يؤكد الطفل على أن والده ليس من أهل الدنيا: قال لي بابا مات، يضيف الرجل: لما سألتهم من فين مكانهم الولد قال من طنطا وبعدين البحر وبعدها الكورنيش.. بصراحة صعبوا عليا وأخدتهم بيتي وسط ولادي لغاية ما أشوف حكايتهم.

أربع ليالٍ بأيامها مضت دون جديد يُذكر سوى ملابس مُبهجة وعلاقة باتت وطيدة تربط بين الطفلين وأهل البيت الموجود في منطقة سموحة، قبل أن تتبدل الأحوال فجر الثلاثاء؛ إذ توضأت الفتاة لتُصلي الفجر خلف العم محمد (صاحب المنزل) وبعدها أخذت تكتب في كراسة كانت قد أعطتها إياها ابنة الرجل، لكن بين الكتابات والرسومات كتبت الفتاة رقم مختلف من اليومين إلى اليسار، تبين فيما بعدْ أنه رقم هاتف والدها، وقبل التأكد تحدثت الفتاة بصراحة هي وشقيقها مع العم محمد وأخبرانه باسمهما الحقيقي.

 

فرح وترقب

بثبات وجّلَد يُحسد عليه العم محمد تحدث إلى والد الطفلين وظل يُهاتفه لنحو ساعة وأكثر حتى اطمئن قلبه أنه والد الطفلين، لكنه قبل أن يُغلق الهاتف طالبه ألا يحضر وحده لاستلام الطفلين، وأن حضور رجال الأمن أمر لا غنى عنه، وهوَّ ما كان وحدث مع الساعات الأخيرة من مساء الثلاثاء، قبل أن يُغادر الطفلين رفقة والدهما ورجال المباحث الجنائية محافظة الإسكندرية ويودع الصغيران العم محمد، فيما وصل الجميع أرض محافظة الشرقية مع الدقائق الأولى من صباح اليوم الأربعاء، على أن تتأخر عودة الطفلين إلى منزلهما لحين الانتهاء من إجراءات التحقيق في الواقعة من جانب جهات التحقيق بمركز شرطة بلبيس، التي لا تزل تباشر التحقيقات حتى كتابة هذه السطور، في الوقت الذي تُزين فيه اللمبات المضيئة جنبات الشارع الذي تعيش فيه الأسرة داخل منطقة الدوكار بمركز بلبيس، حتفالًا بعودة الصغيرين والعثور عليهما من جديد.

الطفل محمد بملابس بالية
الطفل محمد بملابس بالية
الطفلة علا بملابس بالية
الطفلة علا بملابس بالية
الطفلة علا فور العثور عليها بمحافظة الإسكندرية
الطفلة علا فور العثور عليها بمحافظة الإسكندرية
الطفلين بملابس بالية وأخرى جديدة بعد العثور عليهما
الطفلين بملابس بالية وأخرى جديدة بعد العثور عليهما
الطفلين رفقة محمد بدر، الشخص الذي عثر عليهما بالإسكندرية
الطفلين رفقة محمد بدر، الشخص الذي عثر عليهما بالإسكندرية
الطفلين رفقة والدهما والشخص الذي عثر عليهما 01
الطفلين رفقة والدهما والشخص الذي عثر عليهما 01
الطفلين قبل وبعد العثور عليهما
الطفلين قبل وبعد العثور عليهما
الطفلين محمد وعلا قبل وبعد العثور عليهما
الطفلين محمد وعلا قبل وبعد العثور عليهما
الطفلين وقت وصولهما محافظة الإسكندرية
الطفلين وقت وصولهما محافظة الإسكندرية
محمد وعلا قبل وبعد العثور عليهما
محمد وعلا قبل وبعد العثور عليهما
تابع مواقعنا