الناس في الأول افتكروني تاجرة مخدرات.. الأسطى فتحية أشهر سواقة توك توك في الجيزة
في رضا تام، وحب لما تعمله، تستيقظ الأسطى فتحية كل يوم لتنُهي واجباتها المنزلية، وتطمئن على ابنيها التوأم، ثم تبدأ رحلتها اليومية الطويلة، التي لا تخرج عن نطاق محافظة الجيزة، والمتمثلة في توصيل زبون أو اثنين في الجولة الواحدة، إلى حيث يريدان، فهي تعمل سائقة توك توك بـ الحلال كما وصفت.
روت السيدة فتحية عبد التواب، سائقة توك توك، 43 عاما، أنها منذ أعوام طويلة، كانت زوجة لرجل يعمل بنفس المهنة، وأنجبت منه ابنين وفتاة، وهي الآن متزوجة، أما الابنين فيتناوبان معها قيادة التوك توك.
تمكنت فتحية من تعلم قيادة التوك توك من زوجها الذي طُلقت منه فيما بعد، وأصبحت أُمًا تعول 3 أبناء بمفردها، هذا هو السبب وراء تفكيرها في شراء تلك المركبة الصغيرة حجمًا، والتي لا تحمل سوى فردين في الخلف، وهي في الأمام تمسك بالمحرك بيديها التي أصبحت جافة من تُراب الطريق.
تقول الأسطى فتحية لـ القاهرة 24، إنها تعلم جيدًا أن هناك وظائف أخرى للسيدات أمثالها، اللاتي لا يجدن القراءة ولا الكتابة، كالعمل في البيوت مثلًا، ولكنها ترى أن قيادة التوك توك بالوردية أفضل بكثير من الخدمة بالمنازل، حتى ولو عادت منه في منتصف الليل كما تفعل يوميًا.
الناس بيفتكروني بياعة مخدرات أو حرامية.. هكذا وصفت عبد التواب رؤية الزبائن لها للوهلة الأولى، باعتبارها سيدة تقود توك توك، فهو مشهد غير مألوف لهم.
فتحية تقود توك توك بالجيزة
وذكرت الأسطى فتحية أن أبناءها في البداية كانوا يرفضون عملها سائقة بشكل كبير، ولكن فيما بعد أصبحوا يشعرون بالفخر بسببها، مضيفة: أنا بشتغل ومبعملش حاجة غلط.
وأشارت عبد التواب إلى شهامة السائقين الرجال من حولها، حيث توقعت في البداية أنها ستتعرض لمضايقات منهم، ولكنها وجدت أنهم يُقدّرون كونها السيدة الوحيدة التي تقف لتعمل مثلهم.
اختتمت الأسطى فتحية حديثها قائلة: ولادي الصبيان دلوقتي بيشتغلوا معايا ورديات، واللي بيطلع بنحمد ربنا عليه، وأي لقمة حلال مش هنقولها لأ.