السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أمين مجمع البحوث: الفلسفة الإسلامية أسهمت في تشييد الحضارة الإنسانية وبناء صرحها المجيد

الدكتور نظير عياد
دين وفتوى
الدكتور نظير عياد
الأحد 14/نوفمبر/2021 - 12:46 م

قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر العلمي الخامس لكلية اللغة العربية بأسيوط؛ والذي تعقده تحت عنوان الأصول الفلسفية للعلوم الإنسانية قديمًا وحديثًا، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذا المؤتمر يأتي في سياق مُتَّصل مع مؤتمرات متعددة ومتنوعة تقِيمُها الكليات الشرعية واللغوية بجامعةِ الأزهر؛ لتؤكد إسهامات المسلمين الحضارية في العلوم الإنسانية والفلسفية، وتسْعى إلَى أن تُقدم حلولًا ناجعة لمشكلات البحث والمناهج العلمية لهذه العلوم وتلك الفنون؛ حيث يتناول هذا المؤتمر أسس العلوم الإنسانية الفلسفية وما يتعلق بِها مِن خلفيات ونظريات ومشكلات وآفاق. 

وأضاف عياد في المؤتمر الذي حضره الدكتور سلامة جمعة، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، نهلة الصعيدي، وعدد من عمداء كليات جامعة الأزهر، أن الفلسفة بشكل عام، والإسلامية بشكل خاص أسهمت في تشييد الحضارة الإنسانية وبناء صرحِها المجيد؛ فما من دعوة إصلاحية أو حضارية نجحت قديمًا وحديثًا إلا ولَها أصول ونظريات فلسفية كان لها الدور الأكبر في نجاح هذه الدعوة والترويج لها بمَا يتفق وصحيح العِلْم والمنطق، مشيرًا إلى أن المتأمل لأصل الفلسفة يجد أنَّها تَتَّفق وأصول الإسلام التِي حثَّت علَى النظر والتأمل والتفكر بُغية الوصول إلى نتيجة تقرب الإنسان مِن الإله الخالق وتجعل مِنْه إنسانًا راشدًا يتمتَّع بنظرة جيدة للكون والحياة.

وأشار الأمين العام إلى أن علاقة الفلسفة بالعلوم الطبيعية والإنسانية تُعنى بالتوجيه والتنظير والتأصيل للنظريات الأخلاقية والاجتماعية التِي تنقل هذه العلوم مِن حالة راكدة إلى أُخرى حيوية متجددة، موضحًا أن الفلسفة الإسلامية تتميز عن باقِي الفلسفات الغربية والمادية فِي علاقتِها بالعلوم الإنسانية والطبيعية؛ حيث إنَّها تَستثمر علاقتَها بتلك العلوم فِي توطيد علاقة الإنسان بالإله الخالق، وتُبرِز الجوانب الرُّوحية والإيمانية فِي هذه العلوم، وما يمكن أن تقدمَه فِي تقوية الجانب الروحي والإيماني عند الإنسان، وتنظِّم حياة الإنسان علَى أساس واقعِه الرُّوحي وواقعِه المادي؛ حتَّى يحيَا الحياة الراشدة والطَّيبَة التِّي هِي فِي الأصل غاية الفلسفة ومقصدِها الأهم، والتي لن تتأتَّى إلَّا بترسيخ أصول الإيمان وركائزِه فِي النفس الإنسانية. 
أوضح عيّاد أن الحديث عن إسهامات الفلسفة في تشييد الحضارات الإنسانية قد أخَذ حيِّزًا كَبيرًا فِي الدراسات العلمية والفلسفية القديمة والمعاصرة؛ حيث أكدت هذه الدراسات أن الحضارات الإنسانية تَزْدَهِر بالفلسفة؛ لأنَّهَا هي التِي تُجدد أسلوبَها، وتحرِّك فِي تَجرِبَتِها، وتحقق لها الاستقرار، وتضمن لَهَا الاستمرارية والفاعلية، وتعزِّز قيمها ومبادئها وأخلاقَها بين أفراد المجتمع؛ مؤكدا على أن الفلسفة كانت – وما زالت - هي الطريق الأمثل للوقوف على القواسم الحضارية المشتركة بين الإنسان على اختلاف مذهبِه ولونِه وعِرقِه، وأبرزت لنا منهجية سديدة للإفادة مِن هذه القواسم لبناء مجتمع حضاري يقوم على قيم: العدل، والحرية، والمساواة، والتسامح، والإخاء، وغيرها من القيم والمبادئ التي يحتاج إليها أيّ مجتمع حضاري كحاجتِه للطعام والشراب. 

وختم عياد كلمته بالدعوة إلى أهمية انفتاح الفلسفة الإسلامية المعاصرة علَى الفلسفات الأُخرى وذلك بهدف الإفادة مِنها، وضرورة تدريس مادة الفلسفة للباحثين والدارسين، حتى يتكون عند هذا الباحث مَلَكة فلسفية تجعله قادرًا على الانتقال بالفكرة البحثية من الإطار التقليدي في المنهج والنتائج إلى التجديد في البحث ومخرجاته، وضرورة أن تشتبك الفلسفة مع واقع المجتمع ومشكلاته، لا أن تظَل قابعة في أعماق الماضي وجذور التاريخ، أو حبيسة التنظير والتأصيل في الإطار العلمي والأكاديمي فقط.

تابع مواقعنا