ذاكرة الأمثال.. بالوعد أسقيك يا كمّون
الأمثال إرث الأجداد الذي ينبغي أن نضعه نصب أعيننا ونتعلم منه دروسًا وعبرًا وخبرات حياتية، كما أنها تمثل ذاكرة الشعوب تحفظ عاداتهم ومعتقداتهم وما آمنوا به، ومن ثم فمن من الخطأ الكبير أن يعتبر البعض الأمثال أقوالا يتم استدعاؤها لمجرد التسلية واللهو والتسامر، ومضارب الأمثال كثيرة جدا ومتنوعة.
من الأمثال المتوارثة قولهم: بِالْوَعْدِ أَسْقِيكْ يَا كَمُّونْ، ويؤكد أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية: هذا المثل يُضرَب في عدم الوفاء وكثرة الوعود التي لا طائل من ورائها أي أقول بلا أفعال، وهو مَبْنِيٌّ على زعمهم في اكتفاء الكمون بالوعود عن السَّقْيِ. وللعرب في أمثالهم قول طريف يشبه هذا القول هو: «أَخْلَف من شرب الكمون».
كل زبون واديه شكله
من الأمثال المتوراثة أيضا: اِلْخَوَاجَهْ قَالْ لِابْنُهْ: كُلِّ زْبُونْ وِادِّيهْ شِكْلُهْ» المقصود بالخواجه هنا التاجر، والمعنى الإجمالي للمثل أن التاجر قال لابنه: اعرض على كل مشترٍ ما يناسبه من السلع، فليس من الحزم أن تعرض الرخيص على الغني والغالي على الفقير، فينفر كلاهما وتبور التجارة.