الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إن الله فتح على المسلمين مصر.. قناة السويس في زمن الفتح الإسلامي

قناة السويس
ثقافة
قناة السويس
الثلاثاء 16/نوفمبر/2021 - 10:04 م

نمر اليوم بذكرى افتتاح قناة السويس، والذي يوافق 16 نوفمبر من العام 1869، في حفل، كان حديث العالم وقتها، حيث أصر الخديوي إسماعيل على أن يكون أسطوريا بكل المقاييس.

 

قناة السويس

حضر حفل افتتاح القناة، العديد من قادة العالم، مثل الإمبراطور النمساوي فرانسوا جوزيف، وإمبراطورة فرنسا أوجيني، زوجة نابليون الثالث، وشقيق ملك أسوج وزوجته، والخديوي إسماعيل، والسفير الروسي، والكونت أندراسي سفير المجر، والبارون دي بست، وفرديناند دي لسبس، والمسيو لافالي، وكثيرون غيرهم.

 

لم تكن قناة السويس بالفكرة الحداثية، وليدة القرن التاسع عشر، وإنما ترجع جذور القناة إلى عصر الفراعنة، الذين أتتهم فكرة توصيل البحرين الأحمر والمتوسط، لتسهيل طرق التجارة بين العالم، ويرجع تاريخ أقدم قناة، إلى الأسرة السادسة، في القرن السابع والثلاثين قبل الميلاد، ويذهب بعض المؤرخين إلى أن أول من وصل البحرين، كان بطليموس فيلادلفوس، في القرن الثالث قبل الميلاد، والأرجح، أنه فقط أعاد صيانته، وكان الطريق موجودا قبل ذلك.

 

قناة السويس

أفكار قديمة وتاريخ عريق لقناة السويس

على مدار التاريخ، كانت هناك العديد من الأفكار لوصل البحر المتوسط بالأحمر، ومنها ما كان عن طريق النيل، والذي لم يكن وقتها يمتد بفرع دمياط ورشيد وفقط، بل كان هناك فروع أخرى، ومنها فرع بلوسيوم، الذي كان يمر بالقرب من بنها، ويمتد حتى يصب في البحر المتوسط.

 

وأول من فكر في ذلك، كان الملك نخاو الثاني، وذلك حسب المؤرخ الإغريقي هيرودوت، حيث قام بشق ترعة، من النيل إلى البحر الأحمر، في 610 ق.م، من فرع بلوسيوم، وكانت نقطة الالتقاء في الزقازيق.

 

أُهملت القناة تماما في العصر البيزنطي، حتى جفت، وغطتها الرمال، وظلت إلى أن فتح العرب مصر بقيادة عمرو بن العاص، 639، وقد فطن ابن العاص إلى أهميتها، والتي قال عنها المقريزي، هي خليج قديم، استخدم في الأزمان الماضية، في الملاحة، موصلا بين النيل والبحر الأحمر.

 

 

حفر قناة السويس بعد الفتح العربي

 

يحكي المؤرخون المسلمين، أمثال السيوطي، والمقريزي، وعبد الرحمن بن عبد الحكم، وغيرهم، بأن بداية فكرة القناة في عهد العرب، جاءت بعد ما يعرف بعام الرمادة، الموافق 18هـ، وانتشر في هذا العام الطاعون في الجزيرة، فكتب الخليفة عمر بن الخطاب، إلى عمرو بن العاص، يطلب منه المدد، حيث قال، من عبد الله أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص، سلام عليك، أما بعد، فلعمري يا عمرو ما تبالي إذ أشببت أنت ومن معك، أن أهلك ومن معي، فيا غوثاه، ثم يا غوثاه.

 

ورد ابن العاص: أما بعد فيا لبيك، ثم يا لبيك، فقد بعثت إليك بعير أولها عندك وآخرها عندي، والسلام عليك ورحمة الله.

 

كما رد الخليفة على الخير والكرم الذي أتاه من أهل مصر، بأن قال: يا عمرو إن الله قد فتح على المسلمين مصر، وهي كثيرة الخير، والطعام، وقد ألقى على روعي لما أحببت من الرفق بأهل الحرمين التوسعة عليهم حين فتح الله مصر، وجعلها قوة لهم، ولجميع المسلمين، أن احفر خليجها من نيلها، حتى يسيل في البحر، فهو أسهل لما نريد من حمل الطعام، إلى المدينة ومكة، فإن حمله على ظهر البعير، يبعد، فانطلق وأصحابك، فتشاورا في ذلك، حتى يعتدل رأيكم.

 

حفر ابن العاص بالفعل الخليج، كما أمره عمر بن الخطاب، ومكث عاما حتى انتهى منه، ومده من النيل إلى البحر الأحمر، مرورا بالفسطاط، وعمل هذا الخليج في عام 23 هـ، وجرت فيه السفن وقتها، محملة بالخيرات والمدد إلى الحجاز.

تابع مواقعنا