إصابة 89 جنديًّا ومقتل 15 متظاهرًا.. ماذا حدث في السودان بـ مليونية 17 نوفمبر؟
غاز مسيل للدموع، وطلقات حية، تعامل الأمن السوداني مع المتظاهرين أمس، في محاولة لتفرقتهم، أثناء احتجاجهم على ما نفذه عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، من إقالة الحكومة وغير ذلك من اعتقالات.
وتصاعدت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن السوداني التي لم تكتف باستخدام الطرق المعروفة عالميا لتفرقة الحشود المتظاهرة، بل لجأت إلى استخدام الطلقات الحية والتي أودت بحياة 15 شخصا، وفقًا لما أعلنته لجنة الأطباء المركزية السودانية.
وأوضحت اللجنة المستقلة، في بيان لها، أن الوفيات حدثت إثر التعرض لرصاص حي، ما أدى أيضًا إلى جرح العشرات، فيما وصف بأنه أكثر الأيام دموية خلال الشهر الماضي.
الشرطة السودانية تعلق على المظاهرات
وعلقت الشرطة السودانية، على الاحتجاجات التي شهدتها ولاية الخرطوم أمس، اعتراضًا على قرارات الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والمجلس السيادي الجديد.
وقالت الشرطة السودانية في بيان لها اليوم، إن القوات أدت واجبها لتأمين مؤسسات الدولة والمتظاهرين، خلال مسيرات انطلقت بولاية الخرطوم، مؤكدة أن حصيلة احتجاجات أمس بلغت حالة وفاة، و30 حالة اختناق، مشيرة إلى إصابة 89 شرطيا، أثناء تنفيذهم مهام عملهم، وتدمير 3 آليات عسكرية.
وأوضحت الشرطة السودانية، أن القوات استخدمت الحد الأدنى من القوة والغاز المسيل للدموع، ولم تستخدم السلاح الناري مطلقًا، رغم أنها قوبلت بعنف غير مبرر تجاه أفرادها ومركباتها، مشددة على حرصها على أداء واجبها القانوني، في حماية الأمن والسلم المجتمعي.
كيف بدأت مظاهرات السودان
كان عدد من النشطاء السودانيين قد دعوا للنزول إلى الشوارع، لإحياء اليوم الذي كان من المفترض أن يتولى فيه مدني؛ قيادة مجلس السيادة الحاكم الذي حله قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي.
وذكرت مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية في حكومة عبد الله حمدوك التي حلها البرهان، أن الجنود يضربون الناس في شوارع الخرطوم ويخطفون الشباب من الطرقات.
وشددت المهدي على ضرورة رفض أي شرعية للانقلاب، وإلا فإنها تُخاطر بالعودة إلى النظام السابق؛ الذي اتسم بالخداع وانعدام الثقة وانعدام سيادة القانون.
تطور التظاهرات السودانية إلى اشتباكات
أكد شهود عيان في تصريحات لوسائل إعلام سودانية وعالمية، أن المتظاهرين ساروا في أحياء متفرقة في الخرطوم ومدينتيها الخرطوم بحري وأم درمان، لكن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، بعد قطع اتصالات الهاتف المحمول في وقت سابق من اليوم.
وأوضح شهود العيان أنه رغم قطع شبكة الاتصالات، فإن المتظاهرين تابعوا التجمع للوقوف ضد عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وإقالته لحكومة حمدوك.
وطالب المتظاهرون خلال الاحتجاجات؛ تسليم البرهان قائد مجلس السيادة الانتقالي، السلطة لحكومة مدنية، والعدول عن قراراته الأخيرة، والتي تُعد انتهاكًا للشرعية.
قطع الإنترنت وشبكات الاتصالات في السودان
شهد السودان قطعًا تاما للإنترنت في أراضيه منذ 25 أكتوبر الماضي، رغم وجود حكم قضائي يلزم شركات الاتصالات بإعادة الخدمة.
وأكدت وسائل إعلام سودانية، أنه منذ انقطاع الإنترنت؛ اعتمدت الدعوات إلى التظاهر على الطَّرق على الأبواب والمكالمات التليفونية وتوزيع المنشورات.
ووصف الكثيرون تلك الحالة، وكأن السودان عاد إلى القرن الماضي، في محاولة للتغاضي عن قطع وسائل التواصل، واللجوء إلى حلول قديمة لحشد المتظاهرين والمطالبة بعودة الشرعية.