علي جمعة: لا ضابط ولا رابط عند فقد الحياء وهناك فرق بين الحرية والانفلات
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، ومفتي الجمهورية السابق، إنه إذا فقدنا الحياء؛ فلن يكون هناك انضباط ولا ضابط ولا رابط، مضيفًا أن هذا هو الفرق الكبير بين الحرية والانفلات، موضحا أن الحرية حالة مطلوبة، ويجوز أن نسكن بها الحياء، فيكون هناك حرية مع الحياء، كما يكون هناك حرية مع العقيدة، وفي الانتقال والعمل والرأي وغير ذلك.
وأشار الدكتور علي جمعة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ، معقبًا: فكأن هذه العبارة قد جاءت مع كل نبي، وليس فقط مع دين الإسلام، متابعًا: فليس الإسلام وحده هو الذي يدعو إلى الحياء، بل إن الحياء مطلوب منذ آدم وإلي خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.
وتابع مفتي الجمهورية السابق خلال منشور له بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إذًا الحياء يساوي كنتيجة لهذا الخلق الفطري الذي فطر الله الناس عليه، الانتظام والانضباط، متابعًا: السير في جماعة يعرف أحدنا واجبه وحقه، فيؤدي هذا ويطلب هذا، ويكون ذلك برفق ورحمة وتعاون، ويعمل الناس، كما خلقهم الله سبحانه وتعالى في مجتمع واحد.
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن الحرية لا تعني الاعتداء على الغير، ولا الانفلات والخروج عما يطلق عليه النظام العام والآداب، والذي تعد مخالفته جريمة، لأن مخالفته خروج عن حد الحياء والانضباط، وعن مفهوم الحرية التي هي الوجه الثاني والآخر للمسئولية.
وواصل رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: الحياء هو الذي يجعلنا نصف الحرية بالحرية المقبولة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى وأتاحها حتى في العقيدة {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}، ثم جعل العقاب يوم القيامة وليس في هذه الدنيا، {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} فالمسألة بيد الله سبحانه وتعالى في يوم آخر يحذرنا منه وينبهنا أنه سوف يكون هناك حساب حتى تستقيم سلوكياتنا في هذه الحياة الدنيا.