للمرة الثانية في يومين.. انتحار شاب أمام مترو الدقي وانشطار جثته
أقدم شاب على الانتحار، صباح اليوم الأربعاء، بأن قام بإلقاء نفسه أمام القطار بمحطة مترو أنفاق الدقي التابعة لمحافظة الجيزة، مما أسفر عن توقف حركة القطارات لدقائق قبل أن تعاود السير.
تفاصيل الواقعة
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا يفيد قيام شاب بإلقاء نفسه أمام قطار مترو الأنفاق بالدقي، بالخط الثاني، ووفاته على الفور، وانتقل رجال المباحث، كما هرعت سيارات الإسعاف، إلى مكان البلاغ وبيّن الفحص الأمني أن الجثة لشاب انشطرت نصفين لكنه مجهول الهوية.
وتقوم أجهزة الأمن بعمل تحرياتها لكشف هوية الشاب المنتحر، وحُرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.
انتحار آخر
وفي سياق آخر، كان أحد الأشخاص قد انتحر بنفس الطريقة، حيث قام بإلقاء نفسه أمام قطار الخط الثاني لمترو الأنفاق، بمحطة مترو الجيزة.
وقال شهود عيان، إن الشخص انتظر قدوم القطار ثم قفز أمامه، ورصدت صور التقطها الركاب محاولات استخراج الجثمان من تحت عجلات القطار، بينما أفاد مصدر أنه انشطر إلى نصفين.
وتسبب الحادث في تزاحم بالمحطة، وتوقف حركة القطارات لدقائق، قبل أن تعود الحركة مرة أخرى.
الأزهر يحرِّم الانتحار
حذّر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في وقت سابق، من ارتكاب جرائم الانتحار، والتي شاعت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، خاصة بين الشباب.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من أَولى وأعلى مقاصده حتى أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي على حياته ويحفظها من الهلاك.
وتابع الأزهر للفتوى خلال منشور له بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: جاء الإسلام بذلك موافقًا للفطرة البشرية السوية، ومؤيدًا لها؛ لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًّا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته.
وأردف: لكن الحق على خلاف ذلك؛ لا سيما عند مَن آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية، لا نهايتها.
وواصل بأن الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، وقال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وأكمل: وهذا بلا شك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر على الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها؛ فالمؤمن يرى وجود الشَّدائد والابتلاءات سُنّة حياتيّة حتميّة، لم يخلُ منها زمانٌ، ولم يسلم منها عبد من عباد الله سبحانه؛ بَيْدَ أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّر أخرى، بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرى، قال سُبحانه: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.
واستطرد مركز الأزهر: يستطيع ذَوُو الألباب والبصائر أن يُعددوا أوجه الخير في كل محنة، والله سبحانه وتعالى قال عن حادثة الإفك في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...}، رغم ما كان فيها من الشِّدة والبلاء على سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وزوجه أم المؤمنين السّيدة عائشة، رضي الله عنها، والمجتمع الإسلامي كله.