كشفه بـ 3 جنيهات وتبنَّى مشروعات الشباب.. محطات من حياة طبيب الغلابة في ذكرى رحيله الأولى بالفيوم
وهبَ حياته كُلها للخير، كما وهبها والده، وشارك في العديد من الأعمال الخيرية حتى وفاته، فضلًا عن كشفه الذي لا يتجاوز 3 جنيهات، حتى لُقب بـ طبيب الغلابة بالفيوم، إنه الراحل الدكتور سليمان داوود، استشاري الأمراض الصدرية بالفيوم، والذي توفي عن عمر ناهز الـ 72 عامًا داخل مستشفى قصر العيني الجديد، في نهاية شهر نوفمبر الماضي، إثر إصابته بـ التهاب رئوي حاد، بعد إجراء عملية القلب المفتوح، تاركا خلفه أعمالا خيرية وسيرة عَطرة وطيبة.
ورثَ طبيب الغلابة كما لُقّب، مميزات والده الذي كان يعمل طبيبا جراحا، وكان يبلغ كشفه 25 قرشًا فقط ولم يحصل عليها لنفسه، بل كان يُقدمها للخير، وشارك في العديد من الأعمال الخيرية، وهو ما اكتسبه الدكتور سليمان داوود، من والده، وانتهج طريق الخير، حيث لم يتعد كشفه الـ 3 جنيهات للفقراء والمحتاجين، فضلًا عن مساعدة الشباب وتوفير فرص عمل لهم.
لم يرزقه الله بأبناء، فتبنى مشروعات الشباب ودعم أبحاثهم العلمية، وشجعهم أن يشقوا طريق النجاح ويحققوا أحلامهم ومشروعاتهم على أرض الواقع، وكان إنسانا بروح أب قبل أن يكون طبيبًا.
محطات في حياة طبيب الغلابة الراحل بالفيوم
عن أبرز محطات الراحل الخيرية للراحل، يقول أسامة أحمد، مدير جمعية خدمة البيئة والتنمية الشاملة بمركز إطسا بالفيوم، وهي الجمعية التي أشهرها الراحل طبيب الغلابة في عام 2009: الدكتور سليمان داوود ليس لديه أبناء، فكان دائمًا يُساعد الشباب، ووهبَ حياته لخدمة المواطنين والمجتمع، وكان من أحب الأعمال لديه التركيز مع الشباب، حيث وفر في الفترة الأخيرة قبل وفاته مشروعات للشباب، لتكون مدخل رزق لهم، ووفر تروسيكلات لهم، فكان دائمًا حريصا أن يكون عمله خيريا وتنمويا يستفيد منه الشباب، ويكون بمثابة دخل ثابت لهم.
وأضاف أحمد، أن الدكتور سليمان داوود، كان صاحب مشروع أكشاك القمامة بالتعاون مع المحافظة، وتبرع بـ 252 ألف جنيه لمشروع أكشاك القمامة، فضلًا عن إنه تبنى مشروع القمامة بإطسا، وكان يدفع مرتبات شهرية بلغت نحو 10 آلاف جنيه لعمال النظافة والسائقين شهريا من جيبه الشخصي، لمدة عام ونصف.
وتابع: الدكتور سليمان، حل مشكلة محطة الترحيل بمجلس مدينة إطسا، أيضًا من جيبه الشخصي، وساهم بمبلغ 42 ألف جنيه في أزمة فيروس كورونا، فيما يخص تطوير شبكة الأكسجين بمستشفى إطسا المركزي.
لم تكن هذه أبرز محطات الراحل طبيب الغلابة بالفيوم، بل عمل مشروعات للأرامل والمُعيلات، منها مشروعات بطاريات الفراخ، والأرانب، لم يتحصل على جنيه واحد طوال تاريخه الطبي من الكشف على المرضى، وخصص 3 جنيهات ثمن الكشف على الفقراء وغير الفقراء للجميع، ولم يكن يتحصل عليها، بل كان يُعطيها للتمرجي، وكان كشفه يعتبر مجانًا، وعندنا خرج على المعاش، خصص يومًا في الأسبوع للكشف على المرضى مجانًا بمستشفى التأمين الصحي بمحافظة الفيوم.
ذكرى رحيل طبيب الغلابة
واستكمل مدير جمعية خدمة البيئة والتنمية الشاملة بمركز إطسا بالفيوم: الراحل أنشأ جمعية خدمة البيئة والتنمية الشاملة بمركز إطسا، وأشهرها في عام 2009، ومن خلالها عمل مشروعات تنموية منها مشروع البيوجاز، وزراعة الأسطح.
ولفت إلى أنه اشترى جرارا على حسابه الشخصي، لمشروع القمامة لمدة نحو 5 سنوات، وهبَ وقته للناس، وتبنى الشباب في أبحاثهم العلمية وكان مستعدا لتبني أي حالات من هذا النوع، حيث كان دائمًا يقول للشباب: مستعد أدفع كل حاجة بس اعملوا حاجة على أرض الواقع.
وعن لقب طبيب الغلابة، أوضح أسامة، أن الراحل كان لا يُفضل هذا اللقب، وكان دائمًا يقول: الأعمال بيني وبين ربنا فقط، لكن المواطنين من شدة حبهم له، لما له من أعمال خيرية أغرقت الأهالي في الخير، أطلقوا عليه هذا اللقب ووجدا أنه يستحقه بالفعل.
إطلاق اسم طبيب الغلابة على مدرسة إطسا الابتدائية بنين
وافق المجلس التنفيذي بمحافظة الفيوم، خلال الاجتماع الدوري للمجلس التنفيذي للمحافظة، والذي عُقد بقاعة الاجتماعات الكبرى بالديوان العام الخميس الماضي، على إطلاق اسم الدكتور سليمان داوود، استشاري الأمراض الصدرية، على المدرسة الابتدائية بنين بإطسا، نظرًا لخدماته الطبية المقدمة لمرضاه بشكل شبه مجاني طوال فترة حياته، إضافة لمساعدته الدائمة للفقراء حتى وافته المنية.
