المحرصاوي يستقبل رئيس المجلس البابوي للحوار: منفتحون على المؤسسات الدينية المسيحية في أوروبا
استقبل الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، الكاردينال ميجيل أنجيل أيوسو، رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان.
وأعرب المحرصاوي عن ترحيبه له في رحاب جامعة الأزهر، مؤكدا أن الأزهر قد اتخذ خطوات عملية لترسيخ ثقافة الحوار بين أتباع الأديان، بدءًا من إنشاء بيت العائلة المصرية برئاسة مشتركة بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذوكسية، تلاها انفتاح الأزهر على المؤسسات الدينية المسيحية في أوروبا وعقد شراكة مع مجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري في بريطانيا والتي انبثق عنها إقامة منتدى شباب صناع السلام في جامعة كامبريدج عام 2018م بين شباب الشرق والغرب؛ لترسيخ أسس الحوار والتسامح وصناعة سفراء للسلام والتعايش المشترك.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، أنه جاء توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس عام 2019م؛ تتويجا للجهود التي بذلت بين الأزهر والفاتيكان على مدار عام كامل، وقد كان توقيع الوثيقة بداية لمشوار طويل في ترسيخ أسس الحوار والتعايش، أعقبها تشكيل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية التي تولت تنفيذ بنود الوثيقة على أرض الواقع، وضمت اللجنة شخصيات دينية وثقافية ممثلة لمختلف المجتمعات العرقية والعلمية والدينية والثقافية، وتبنت مجموعة من المشروعات والمبادرات للتعريف بالوثيقة من خلال إدراجها في المناهج التعليمية في عدد من الدول، إضافة إلى اعتماد الأمم المتحدة للرابع من فبراير ذكرى توقيع الوثيقة- يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية، ودعوة الدول الأعضاء للقيام بفعاليات وأنشطة لترسيخ قيم الوثيقة في هذا اليوم.
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن البعض من ضعاف النفوس، حاول تشويه هذا الحدث التاريخي بدعوى أن هذه الوثيقة جاءت لتوحيد الأديان ومزجها في بوتقة دين واحد يتلاشى فيه هوية كل دين، وتضيع فيه شخصية كل عقيدة، مشددا على أن في هذا الكلام ما لا يخفى من الكذب والخداع والتضليل، حيث نصت الوثيقة على احترام خصوصية كل دين وحرية الاعتقاد، وضمان حماية المواقع الدينية الخاصة بكل دين، وشددت على ضرورة حماية كل أتباع الديانات وضمان ممارستهم لشعائرهم الدينية.
وشدد على أن الأصوات التي انتفضت للتشكيك في الوثيقة عن عمد أو غير عمد، لم تدرك ما يمر به عالمنا اليوم من اضطهاد وصراعات وفتن، تحتاج من المؤسسات الدينية والثقافية أن تتحد لتقديم المثل والقدوة ورسم الطريق لأتباع الديانات، للسير معًا لما فيه خير الإنسانية جمعاء.