جون ميلتون.. لماذا أصبح الكاتب الأهم بعد شكسبير؟
جون ميلتون الشاعر الكبير، والمفكر الإنجليزي المشهور، المولود في 9 ديسمبر من العام 1608، اشتهر بقصيدته الملحمية الفردوس المفقود، كما عد أحد أعظم الأدباء الإنجليز عبر التاريخ، كما عده الكثيرون الكاتب الأعظم بعد شكسبير.
ولد ميلتون ونشأ في لندن، وكان أبوه ملحن كبير، فاستطاع توفير معلمين بشكل خاص لابنه، التحق ميلتون بعد فترة التأسيس بمدرسة سانت بول، وتعلم اليونانية واللاتينية هناك، وساعدت تلك اللغات في ترك بصمات متعددة على أشعاره وتنوعها.
التحق جون ميلتون في 1625 بكلية المسيح، كامبريدج، وتخرج بدرجة البكالوريوس، وكان ترتيبه الـ 24 بين زملائه وأقرانه، وحصل في عام 1632 على الماجستير في الآداب، ورغم ذلك عرف عن ميلتون بأنه كاره للمقررات الدراسية والجامعية، وكتب في تلك الفترة العديد من القصائد الإنجليزية، منها في صباح ميلاد المسيح، ومرثية لشكسبير.
بعد حصوله على الماجستير مكث على القراءة والتعلم، قرأ كل الأعمال القديمة التي استطاع الوصول إليها، في اللاهوت، والفلسفة، والأدب، والتاريخ، والسياسة، وتلقى الدعم الكبير من والده، بسبب أن هذا غيري مربح بالطبع، لأنه تفرغ بشكل كامل للقراءة لما يقرب من 6 سنوات.
قام ميلتون في 1638، بالسفر خارج بريطانيا، في جولة إلى العديد من البلدان الأوروبية، استمرت 15 شهرا، قضى أغلبها في إيطاليا، وكون العديد من الصدقات هناك، والتقى خلال تواجده بفلورنسا بجاليليو، وكان وقتها قيد الإقامة الجبرية بسبب خلافاته مع محاكم التفتيش ورجال الدين، وكان جاليليو وقتها كبيرا ومسنا، وهو المعاصر الوحيد الذي ذكره ميلتون بعد ذلك في ملحمة الفردوس الشهيرة.
ملحمة ميلتون وترجمته عن مصر
كان جون ميلتون مترجم ولغوي بارع، ومن الأعمال التي ترجمها المزمور 114، حيث نقله من العبرية الأصلية إلى الإنجليزية، وهو المزمور الذي يحكي قصة خروج بني إسرائيل من مصر، وأعاد صياغتها بعد ذلك في نص شعري على البحر الخماسي، ثم ترجمه بعد ذلك إلى اللاتينية.
كتب ميلتون القصيدة الملحمية الأهم في حياته الفردوس المفقود في الفترة من 1658 إلى 1664، بعد أن أصابه العمى في 1652، ونشرت في 1674، وتتكون النسخة الأولى من تلك الملحمة الكبيرة من عشرة كتب، تتكون من 10 الاف سطر، وجاءت الطبعة الثانية منها في 12 كتاب.
تتحدث الملحمة بشكل أساسي عن الشيطان لوسيفر، وآدم وحواء، يتناول فيها حروب ملائكية، دارت على الجنة، وتمرد الشيطان، واشتباك الملائكة مع الشياطين في معارك، على مدى ثلاثة أيام، وبعد تطهير الجنة من المتمردين، يخلق الله آدم وحواء، ويعطيهم الحرية الكاملة، مع أمر وحيد، ألا يأكلوا من شجرة ما، ليتم إغوائهم بعد ذلك ليتناولا الفاكهة، ويطرد بعدها آدم وحواء من الجنة بعد العصيان، وانتصار الشيطان عليهم.