الدموع جفت الجرح ما زال ينزف.. آلام عائلة مسيحية مستمرة بعد 5 سنوات من تفجير البطرسية
صباح يوم الأحد الحادي عشر من ديسمبر 2016، شاهد العالم أجمع دماءً ملطخة وأشلاء جسدية في كل زوايا كنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، نتيجة انفجار قنبلة تزن 12 كجم، خلال إقامة صلوات القداس الإلهي مما أسفرت عن استشهاد 29 شخصا وإصابة 31 آخرين.
وتحيي الكنيسة القبطية اليوم، الذكرى الخامسة، لشهداء انفجار كنيسة البطرسية في جريمة إرهابية، اهتز العالم أجمع لها، وجعلت صوت الدماء يصرخ في 29 منزلا.
28 سيدة وحارس كنيسة رحلوا إثر الانفجار الأليم من بينهم الشقيقات والعائلة الكاملة، والأطفال، والسيدات كبار السن.
نصف عائلة ترحل وتترك النصف الآخر يتألم
كان من ضمن شهداء كنيسة البطرسية، الشهيدة ڤيرينا عماد صاحبة الـ19 عاما ذات البسمة المنفردة ووالدتها الشهيدة مادلين السيدة الأربعينية، ليتركوا الوالد رب الأسرة عماد أمين ونجله بيتر في حزن لا يمكن وصفه.
«كانت معركة حربية».. هكذا بدأ عماد أمين والد وزوج الشهيدتين ڤيرينا ومادلين، حديثه للقاهرة 24 واصفًا انفجار كنيسة البطرسية، بالمعركة الحربية.
أردف والد الشهيدة: زجاج الكنيسة بأكمله أصبح قطعا صغيرة، وكانت الدماء في كل زوايا الكنيسة وأشلاء جسدية وأصوات وجع وصراخ واستنجاد من جميع المصابين الملقين على أرض الكنيسة، كنت تشعر وكأنك في حرب كبيرة، وكل خطوة من خطاويك تحمل ثقلا وعبئا لا يوصف.
«بنتي قالتلي الحقني يا بابا» بهذه الجملة تحدث أمين عن رؤيته ابنته وهي ملطخة في دمائها قائلا: استنجدت فيرينا بي عند رؤيتها لي وقالت «الحقني يا بابا» ليُجيبها الآخر «متخافيش مش هسيبك».
أكمل عماد حديثه للقاهرة 24: حَملت ڤيرينا وأعطيتها لشقيقها ليذهب بها إلى المستشفي وحَملت انا والدتها وذهبنا لمحاولة إنقاذهما، ولكن كانت مادلين «زوجته» استشهدت بالفعل وتبعتها ابنتها الشهيدة ڤيرينا.. واصفا المشهد بقوله: «مع المسيح ذاك أفضل جدًا».
تابع: مر 5 سنوات على الحادث، وكل يوم من وقتها وهو مثل المُر لدي، مضيفا الـ5 سنوات مروا كأنها 100 سنة وليس 5 سنوات فقط.
ووجه والد الشهيدتين رسالة للإرهاب قائلا: ربنا قال في العالم سيكون لكم ضيق، ونحن نقبل مشيئة الله.
وعقب حدوث الانفجار في 11 ديسمبر لعام 2016 ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة الجنازة، بكنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة نصر، وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، والبابا تواضروس الثاني، جنازة عسكرية لشهداء الكنيسة البطرسية.
وقال البابا تواضروس خلال مؤتمر صحفى عقده فى نفس يوم الحادث، إن تلك الجماعات التي هاجمت الكنيسة البطرسية تجردوا من كافة المشاعر وأوجه الإنسانية، مشيرا إلى أن أهم شيء خلال المرحلة الحالية هو الوحدة بين صفوف أبناء هذا الشعب العظيم، موضحا أن الشعب المصري معروف عنه فى مثل هذه الظروف الوقوف جنبا إلى جنب.
وقدم البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الشكر للقوات المسلحة، وكل أجهزة الدولة التى قدمت الدعم للجميع؛ عقب وقوع الحادث.