لماذا حصل الشاعر الإسباني الكبير بيثنتي أليكساندري على جائزة نوبل؟
بيثنتي أليكساندري الشاعر الإسباني الكبير وأحد أعظم الشعراء في القرن العشرين في إسبانيا، والذي رحل عن عالمنا في 14 ديسمبر من العام 1984، حاز على جائزة نوبل في الأدب عام 1977.
ولد بيثنتي أليكساندري في مدينة إشبيلية عام 1898 لعائلة برجوازية من الطبقات الثرية، وانتقل بعد ذلك مع عائلته إلى مالاجا، وكان يطلق عليها الجنة، لأنه قضى أيام طفولته بأكملها هناك، وفي عام 1909 انتقل إلى مدريد العاصمة الإسبانية، حيث درس القانون والتجارة وتخصص في القانون.
ثم التقى بـ داماسو ألونسو في عام 1917، وكان اللقاء بمثابة الشرارة الأولى التي جعلته يتجه للأدب وبدأ وقتها في قراءة الشعر الإسباني، حتى أنهى معظمه إلى جانب الأعمال الرمزية الفرنسية، وغيرها من الأعمال المعاصرة.
وفي العشرينات أصيب ألكساندري بمرض خطير، وفي إحدى نوباته أصيبت إحدى كليتيه واضطر إلى استئصالها بعد ذلك، وخلال فترة الاستشفاء من العملية كان يكتب القصائد، وفي عام 1926 نشر عمله الأول والذي أدى إلى أن يتعرف بشعراء عصره من الشباب، مثل لوركا وسيرونودا.
أطوار بيثنتي أليكساندري الشعرية
اهتم بيثنتي أليكساندري بتطوير شعره بشكل دائم ومستمر، ولم يكتب أي نوع آخر من الأنواع الأدبية ومر بيثنتي أليكساندري بالعديد من المراحل والأطوار الأدبية خلال رحلته، وقسمها النقاد إلى الشعر الخالص من عام 1924 إلى 1927، في ديوان أمبيتو والذي تأثر فيه بأعمال خوان رامون خيمينيز، والكلاسيكيات التي قرأها.
ثم الشعر السريالي في الفترة بين 1928 إلى 1932، وتلك المرحلة تعد أولى التغيرات الجذرية التي طرأت على شعره، حيث تأثر في ذلك الوقت بالسرياليين الأوائل، الذين يأخذون من قصائد النثر طريقة للتعبير عن ما يجول في خاطرهم.
وكذلك الشعر المتمركز حول الإنسان، وهى أشعار بيثنتي أليكساندري بعد الحرب ويتميز بتناوله الهموم الاجتماعية، والمعاناة التي أصابت الناس وحياتهم، وأتت بعدها مرحلة أشعار الشيخوخة في آخر مؤلفاته الشعرية، والتي أعادته إلى النمط الشعري اللاعقلاني.
وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1977، وذلك لكتاباته الشعرية الإبداعية التي أضاءت الحالة الإنسانية في الكون، والمجتمع وفي الوقت نفسه، وكان بيثنتي أليكساندري مجددا كبيرا في تقاليد الشعر الإسباني بين الحروب.