السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا تمنح قطر جائزة أفضل لاعب بكأس العرب للسولية؟

الخميس 16/ديسمبر/2021 - 12:09 ص

تابعنا على مدار ستة عشر يومًا مباريات بطولة كأس العرب، وظهرت فيها صورٌ مغايرة كليًّا لما عهدناه في الملاعب العربية، من الاستعانة بمختلف الأجناس من المتطوعين من شتى دول العالم لتنظيم الحدث وفعالياته، كما لفت نظر الكثير الاستعانة بالمرأة على المستوى الرياضي، في طرح مغاير للصورة، التي ربما ما زلت سائدة لدى جزء من أوروبا وشعوب الأمريكتين عن المرأة العربية ودورها مجتمعيًّا؛ استعدادًا للكأس الكبيرة والتجمع الرياضي العالمي الأهم كأس العالم بقطر 2022.
استضافت في السابق سبع دول كأسَ العرب، فقد استضافت كل من: الكويت، وقطر والمملكة العربية السعودية مرتين، في حين استضافت كل من: لبنان، والعراق، والأردن وسوريا الكأس المغبونة مرة واحدة، وتستضيف قطر بطولة 2021 الحالية، لتصبح ثالث دولة تستضيف مباريات في بطولتين عربيتين. 

السولية والشناوي


وإحقاقًا للحق فقد ظهرت النسخة الحالية بشكل يعكس استراتيجية ناجحة تبنتها الدوحة، ظهرت جليةً في بنيتها الأساسية رياضيًّا وإداريًّا، فالتصوير والإدارة والمدرجات والملاعب والتغطية اقتضت جهدًا كبيرًا يعرفه القائمون على الحقل الإعلامي جيدًا.
بيت القصيد لأهل مصر هو منتخبهم، وخروجه في الساعات الماضية، في اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي، بنيران السولية الصديقة «العجيب أن السولية يتبنى الآلية نفسها في التغطية مرة أو مرتين بين كل مباراة وينجح فيها ويتلقى أحيانًا كثيرًا من إشادات الشناوي بس غلطة الشاطر بألف»، وبدا دعم زملائه له فورًا فور دخول هدف المباراة اليتيم والحاسم شباك الشناوي. 
وبالطبع بدت علامات الدهشة والوجوم وصدمة الهزيمة على وجوه الآلاف في المدرجات والملايين أمام الشاشات، لكن ربما تبدل الوضع سريعًّا لا سيما أن عشاق المستديرة يعلمون قيمة وأبعاد إقامة الكأس العربية، إذ إنها بطولة تحتل مرتبة بعيدة عن صدارة الكؤوس الأهم، الكأسان الإفريقية والعالمية، فكُلنا رأينا اختيارات كيروش وفرضيات لعبه وتبديل مراكز اللاعبين - غير المنطقي والبديهي إلا في حال تجربة الأنسب في بطولة أو تجمع يشبه الكأس الحالية من وجهة نظري- وإن كانت أيضًا خففت البطولة من بعض التوتر بلقاءات تجمع بين النظيرين الجزائري والمغربي، وقدمت في حين آخر سوريا بطرح مغاير رياضيًّا.
الكرة فيها ما فيها بمتعتها وشقائها والخروج عن إطار المتوقع والعادة والبديهي بالفطرة، وربما كان هذا سر الانتشاء بها عند كثيرين، فالرغبة في المعرفة والتطلع للمقبل من الأحداث، إنْ اقترن بتشجيع فريق أو لاعب بلغْت ذروة السعادة لا شك حينئذ.
أكبر خطأ يمكن ارتكابه بل الجرم الأقبح هو ذبح أكباش الفداء حاليًا على آتون معبد البرامج الرياضية، أو صحفيًّا حتى، إلا أن يكون نقدًا يحفز لما هو قادم وبشكل متوازن، يراعي الخلفيات واستحداث المدير الفني وعدم استدعاء الدوليين.
فرصة الوقوف على المنصة ثالثًّا ليست بعيدة - وإن لم تكن الرغبة والطموح نحو الثالث عربيًّا موجودة أساسًا- فلنخطط لمباراة قطر على المركز الثالث، فربما يسهم هذا في تضميد جرح الخروج الهزيل، الغائر عند مفرطي الحب.
لا شك أن الرياضة لغة إشارة ملعوبة؛ للتقارب بين المختلفين في الجنس والعرق واللون، وأداة لتقريب الفرقاء وفتح صفحات جديدة بين الدول والحكومات لا سيما المختلفين توُّجهًا وسياسةً: فتُرى هل تفعلها اللجنة المنظمة لكأس العرب وتمنح كأس أفضل لاعب بالبطولة للسولية دعمًا معنويًا له في سلوك ربما يغير كثيرًا من مستقبل اللعب في المستطيل الأخضر وخارجه، وربما يأتي تقديرا لدوره مع المنتخب في غياب أركانه الرئيسية، فإن لم تكن الجائزة للأسباب التي طرحتها سابقًّا، فليكن منح الجائزة من قبل متعة فعل المستغرب وغير المتوقع كما عهدنا من مجاذيب الكرة، وكما ألفنا المستديرة دائمًا.
وإنْ وضعنا في الاعتبار عرف المستطيل الأخضر من أن الثالث يناله تقدير لتأخر مركزه؛ فربما يكون اختيار السولية هو الأنسب والأحْكَم تصرفًا من قبل اللجنة وناصر خاطر والقائمين على التنظيم.
شكرًا لاعبينا على الأداء، شكرًا للسولية على تحمله المسؤولية.. وهارد لك على عدم التوفيق، شكرًا كيروش على التجربة والتجريب «اللي ما نتمناش يستمر أكتر من كده».

تابع مواقعنا