الغويل مرشح انتخابات رئاسة ليبيا: لا يمكن الوصول لحل سياسي دون مصر.. والليبيون يديرون الصراع نيابة عن أطراف خارجية | حوار
سلامة الغويلي المرشح الرئاسي في ليبيا:
-لا مفر من إجراء انتخابات ليبية حتى وإن تم التأجيل
-كل الأطراف تستشعر الحرج أن تعمل ضد الانتخابات
-لا يوجد ليبي عاقل يجيز تواجد المرتزقة الأجانب في البلاد
-لا يمكن إغفال الدور المصري في حل الأزمة الليبية
-التقاطعات السياسية والأمنية فرضت نفسها في عودة العمالة المصرية إلى ليبيا
-الكثير من الليبيين أصبحوا يديرون الصراع نيابة عن الأطراف الخارجية والأجنبية
-لا يمكننا الوصول إلى منتج سياسي يمثل الشعب الليبي إلا من خلال مصر
تشهد الساحة السياسية الليبية تطورات متسارعة بشان الانتخابات الرئاسية الليبية، وسط ترقب شعبي ودولي لحسم مصير الانتخابات بشكل نهائي في ظل اقتراب الموعد المحدد لإجراء الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية المقررة 24 ديسمبر المقبل، فيما لم تعلن المفوضية الوطنية العليا عن القوائم النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، والتي تضمنت 73 مرشحًا مقبولا في القوائم الأولية بينهم سلامة الغويل، وزير الدولة لشؤون الاقتصاد في حكومة الوحدة الوطنية الليبية.
أجرى القاهرة 24، حوارًا مع سلامة الغويل، المرشح للانتخابات الرئاسية الليبية، والذي أكد أنه لا يوجد عاقل في ليبيا يقبل باستمرار تواجد المرتزقة الأجانب في بلاده، وأنه لا مفر من إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا حتى وإن تأخرت عنن موعدها المقرر 24 ديسمبر الجاري.
وإلى نص الحوار....
وفقًا لخارطة الطريق الليبية والإجراءات التي نراها حاليًا.. هل يمكن تأجيل الانتخابات بشكل صريح.. وما السيناريوهات حال التأجيل؟
ليبيا محل اهتمام العالم، لأهميتها الجغرافية والسياسية، وداخليًا نحن نعيش انسدادا سياسيا حقيقيا بسبب الصراع والتدخلات الأجنبية وتقاطعات المصالح السياسية لعدة أطراف، واليوم نشهد من خلال المسؤولين أنه يصعب إجراء الانتخابات في الموعد المقرر لها، إلا أنه لا مفر من إجراء انتخابات ليبية، حتى وإن تم التأجيل سيكون بتأجيل زمني محدود لأن الليبيين والدول المهتمة بليبيا لا خيار أمامهم إلا إنتاج سلطة سياسية يزكيها الشعب الليبي وسيكون لها الصلاحيات والاختصاصات التي تمتلك حق صيانة ليبيا والحفاظ على كرامة مواطنيها.
وفي تقديري الشخصي حتى لا يكون الزمن غير ضاغط، الانتخابات ستكون خلال شهر فبراير القادم، وتحديدًا منتصف فبراير، حتى يكون سياق العمل منطقي، وتكون الأفكار بشأن الاختلافات السياسية والقانونية قد نضجت، كما تكون القوى الدولية الضاغطة في توجيه دوائر القرار، حسمت أمرها بشأن ضرورة الانتخابات، واختيار سلطة منتخبة من الشعب.
هناك مخاوف من تزوير الانتخابات الليبية الرئاسية.. ما تعليقك على ذلك؟
كل الأطراف السياسية الليبية والأمنية تتعامل مع الوقت وفقًا لما تفتضيه مصلحتها، أعتقد أن الليبيين بكافة نخبهم والقرار الإقليمي والعالمي عرفوا أن الشعب متمسك بالانتخابات ولا خروج من ذلك المأزق الليبي إلا من خلال الانتخابات، وكل من يتجه اتجاها سلبيا في دائرة محيطة ودائرة محيط سيطرته سيحسب عليه الموقف ويتحسس رأسه من خلال اتخاذ قرار ضده أممي أو دولي أو إقليمي، ويصدر بشأنه قرار من قبل الليبيين.
أصبحت كل الأطراف تستشعر الحرج أن تعمل ضد الانتخابات، لذلك لا نتوقع أن تكون هناك انتخابات شفافة بنسبة 100% ولكن نأمل في الوصول إلى نسبة 85% أو 90% وهذه النتيجة تتجه لها السلطة ويظل الأمر الحقيقي فيمن يتم انتخابه ومن يكون له القدرة على معرفة التكوين الاجتماعي الليبي، لأن ليبيا تدار اجتماعيًا أكثر من إدارتها اقتصاديا وسياسيًا، فالبلاد تحتاج إلى شخص مدرك وعاقل ويعلم بالتكوين الاجتماعي لكي يجبر بخواطر الليبيين ويشركهم في العملية السياسية، ويدخل من خلالهم إلى كل مدينة وكل قرية ليبية، من يستطيع ذلك سينتج بلدا آمنا نسبيًا، ولكن من يقول أنه بين يوم وليلة ستكون ليبيا مثل سويسرا هذا غير معقول.
دائمًا هناك حديث عن مصالحات وطنية بين جميع الأطراف.. كيف يمكن أن يتم لملمة المجتمع الليبي مرة أخرى؟
في تقديري أن الليبيين شعب يعرف أدق التفاصيل عن بعضه، ولذلك إذا وُجدَت قيادة تتمكن من لملمة المجتمع الليبي من خلال معرفة ثقافتهم واهتماماتهم والحرص على وطنهم، ستكون قادرة على خلق مصالحات وطنية اجتماعية حقيقية على قاعدة أن الإسلام يجب ما قبله، وسنعيش طول عمرنا في ليبيا على مبدأ الانتخاب، لذلك الليبيين بحاجة إلى إرادة سياسية بإعطاء الحقوق إلى كافة الليبيين، ويجب أن يشعروا بالأمان وأنهم من منظومة الدولة.
كيف يتم التأكيد على استمرار المصالحة الليبية الوطنية؟
ذلك يعتمد على شرف الاتفاقات، فإذا وجدت إرادة سياسية حقيقة مدركة وعاقلة، وتحكم تعهداتها فكل المناطق لها أبواب ومداخل، والليبيين محتاجين إلى حق وعدالة في توزيع ثرواتهم وعدالة اجتماعية للحصول على الوظائف القيادية، خاصة أن الليبيين يعانون من وجود ظلم في الحصول على المناصب القيادية والوظيفية في الدولة.
ليبيا بها مدن منتصرة ومدن منهزمة، ويجب أن يكون هناك ترابط بين كافة الليبيين، وكل المرحلة التي بنيت على ظلم أنتجت غبن وكره لمن يقومون على الدولة الليبية، ولا بد من جبر خواطر الليبيين وتنمية حقيقة لكافة ليبيا وليس مناطق بعينها، وإهمال البقية وخاصة الجنوب، من يستطيع أن يقود ليبيا هو من يفهم التركيبة الاجتماعية الليبية ويستطيع العمل بها، ولا يمكن ثبات المصالحة دون العمل على الجوانب الاجتماعية الليبية.
في حال وصولك إلى كرسي رئاسة ليبيا.. كيف تتعامل مع الانقسام الذي تشهده المؤسسة العسكرية الليبية؟
تصوري بأن من يجيد التعامل مع القيادات بكل المحافل الأمنية وإشراكهم شراكة حقيقية ويتمكن من خلق رسائل تطمين، ويمنع سفك الدماء ويمنع زيادة الدمار ويمنع التبعية للخارج وخلق مصالح حقيقة، هو من يستطيع أن يجمعهم، ويحول الانقسام من نقاط سلبية إلى نقاط إيجابية، لأن التعامل سيكون مع جهات تحتاج إلى مطالب، وبالتالي في حال ضمان حقوق هؤلاء الجهات المتخاصمة فيما بينها ويضمن مشاركتهم، يبقى كل واحد محرج من الخروج من دائرته المحددة له، لذلك مطلوب من القيادة السياسية أن يقف على دوائر الفعل الحقيقة ودوائر الأمن الحقيقة التي لا يمكن استبعاد مشاركتها من المشهد السياسي، ويجب أن نأخذ تجارب ممن سبقونا في الدول الأخرى.
وإذا استمر تواجد المرتزقة والقوات الأجنبية.. كيف تتعامل معها؟
لا يوجد ليبي عاقل يجيز تواجد المرتزقة الأجانب في البلاد لكن نتيجة الأمر الواقع ومبدأ المغالبة ونتيجة الخوف وترهل الإرادة السياسية الليبية وضعف الموقف، فرض علينا المرتزقة، لذلك نطالب بأن التوافق يكون ليبيا ليبيا لإخراج كل المرتزقة، والليبيون قادرون على إنتاج توافق سياسي دون تدخل أجنبي، ولن نسمح أن يكون المرتزقة والخراب في بيوتنا مقابل رسائل شكر تأتي لنا من الخارج.
هناك بعض الاتفاقيات الليبية مع دول خارجية يوجد بشأنها الكثير من الغموض حول مصيرها.. ما هو مصير الاتفاقيات التي أبرمت خلال العشر سنوات الماضية؟
الرأي العام الليبي رأي عام ناضج، ولن يسمح لأي من كان بالاستمرار في أي قرار لا يوافق عليه الشعب الليبي، وإذا رأى الشعب أن مصلحته في أي من الاتفاقيات سيدافعون عنها، وإذا رأي أن أي الاتفاقيات تعارض مصالحهم سيرفضون تلك الاتفاقية.
وبالتحديد الاتفاقيات الموقعة بين حكومة السراج وتركيا.. كيف ستتعامل مع تلك الاتفاقيات خاصة أنها اتفاقيات عسكرية؟
صاحب القرار في حينه البرلمان هو من يمتلك القرار في تلك الاتفاقيات، ولن نسمح أبدا بأن تكون ليبيا جزء داخل كيان تابع للآخرين، ليبيا ذات سيادة خاصة بها، وأي شيء ليس في مصلحة البلاد ليذهب إلى الجحيم، ونحن مع مصلحة الليبيين وسيادتهم على أرضهم، وأي شيء في غير مصلحة ليبيا لن نشارك به، وهذا وعد من كل الليبيين.
نحن لن نعتدي على العالم ونؤمن بالوسطية في الجهات ولا نؤمن أن نظلم أحدا أو أحد يظلمنا.
مصر وليبيا شعبان شقيقان وتربطهما الكثير من الروابط الاجتماعية والاقتصادية وغيرها... كيف ترى الدور المصري في إنهاء الأزمة الليبية وصولا إلى الانتخابات؟
الدور المصري قديم متجدد، لا يمكن إغفال الدور المصري في حل الأزمة الليبية نظرًا لوحدة الشعبين، ووحدة التاريخ والثقافة والعلاقات التاريخية ولا يمكن الفصل بين الشعبين تحت أي ظروف، في كل أزمات الدولة الليبية كانت مصر حاضرة، وكذلك متى احتاجت مصر لليبيا ستجدها حاضرة، ونحن نفتخر بهذا التاريخ ونأمل على تطويرها ونقل التجربة المصرية في المسار الاقتصادي والاجتماعي والأمني، مصر اليوم دولة رائدة بشهادة كل دول العالم، ونحن نطمح إلى نقل التجربة المصرية، ونطمح أن الجغرافية الليبية تكون متأثرة بالتقنية والحداثة المصرية، لذلك لا يمكن فصل الكيانين عن بعضهما، ودور مصر واضح لكل العيان.
وإلى أين وصلت إجراءات عودة العمالة إلى ليبيا؟
الأمر الواقع فرض نفسه والتقاطعات السياسية والأمنية فرضت نفسها وبالتالي مصر تتعامل كونها المسؤولة عن العمالة المصرية وتأمين أبناء شعبها في ليبيا، وكذلك ليبيا كدولة تطمح في البناء ومشاركة العمالة المصرية في التنمية واحتياجات السوق الليبي، لذلك يتحركون ببطء لإيجاد حالة استقرار لتلافي كافة الأخطاء التي حدثت في السابق، والإجراءات ماشية وشركات جلب العمالة تسجل حاليًا في السفارة الليبية، والعملية تسير في مسار إيجابي.
وكيف رأيت إعلان القاهرة فيما يتعلق بإنهاء الصراع والتدخل الخارجي في ليبيا؟
المواقف المصرية هي نجاحات تتلوها نجاحات في ليبيا، فالرئيس عبد الفتاح السيسي، يتعامل مع الملف الليبي بعقلية الأخ وعقلية المسؤول والحريص على جيرانه وإخوته في ليبيا، وأمن بلاده، فلا يمكن فصل الأمن القومي المصري عن الليبي، لذلك كان إعلان القاهرة يمثل روح دعوى لجميع الأطراف للمصالحة الليبية، وتكاتف القوى الليبية مع بعضها البعض، والأخذ في الاعتبار في المواقف الإقليمية، فدائمًا الدور المصري كان له ثقله وحساباتها على مستوى العالم وعلى مستوى الإقليم.
ومصر كانت مؤثرة في المجتمع الليبي، وخلق نوع من التوازن بين أبناء الشعب الليبي، ومصر أصبحت تقف بنفس المسافة من جميع الأطراف، ويستعان بها الآن للتأثير على من هم داعمين لهم في المجتمع الليبي للوصول إلى حالة تكامل وتوافق سياسي بين جميع الأطراف والوصول إلى حالة مصالحة وطنية حقيقة، لأنه لا يمكننا الوصول إلى منتج سياسي يمثل الشعب الليبي إلا من خلال مصر، ومصر تلعب دورا استراتيجيا في المصالحة بين مكونات الشعب الليبي.
دائمًا ما يتم القول بأن ما تشهده ليبيا حاليًا بسبب التدخلات الخارجية.. من أرغم الليبيين على الوصول إلى ما هم عليه الآن؟
الدولة الليبية سقطت نتيجة الصراع السياسي الذي حدث، وتم التدخل الأجنبي، وهو ما أنهك الدولة الليبية وأنهك مؤسساتها، وتسبب في فقدان للسيادة الليبية، وأصبحت الدول تترجم صراعتها الخارجية في ليبيا، وللأسف الكثير من الليبيين من أصبحوا يديرون الصراع نيابة عن الأطراف الخارجية والأجنبية.
وانعكس ذلك على شكل حروب في الداخل الليبي، وتأثيره على الاقتصاد الليبي، لكن هذه الحالة حدثت بشكل اضطراري، وعلينا الآن أن نبحث عن حلول لتلك الأزمة لإنهاء التدخل الخارجي، فـ الليبيون غرر بهم، وهم حاليًا في حالة ندم، فكل ليبي خضع للخارج وكان وسيلة للقوى الخارجية في سبيل إنهاك بلده هو في حالة ندم حاليًا، والليبيون يسبون ويلعنون من تسبب في إدخال القوى الخارجية إلى ليبيا.
رأيت ما حدث في العاصمة الليبية مؤخرًا بقيام مليشيات بالسيطرة على الجهات السيادية الليبية.. هل هذا يؤثر على العملية الانتخابية والسياسية الليبية؟
هذه كلها صراعات بسيطة وصغيرة ولا تعدوا أن تكون ومضات صراع فقط، لا ترتقي حتى للحدث الذي يؤثر على ليبيا، كل يوم يحدث ذلك في ليبيا نتيجة عدم وجود سيادة للقانون، لا يمكن أن تصل تلك الأحداث إلى إنهاك الدولة وتعطل الانتخابات، فبعد حدوثها يأتي صباح اليوم التالي وكأن شيئا لم يحدث، والليبيون تعودوا على ذلك.
في حال الوصول إلى انتخابات رئاسية.. من ترى من المرشحين منافسًا قويًا لك؟
قد تحدث حالة جديدة في انتخابات ليبيا كما حدث في تونس خلال انتخابات الرئيس الحالي قيس سعيد، ولا يمكن التنبؤ بعقلية الناخب الليبي، لأنه يستطيع اختيار من يمثله، ويحتاج إلى شخص قريب منه يستطيع تلبية احتياجاته، ومن يستطيع تلبية احتياجات الليبيين سيكون هو الخيار الاستراتيجي لليبيين، وأنا لا أستغرب أن تنتج العملية الانتخابية رئيسًا خارج التوقعات كما حدث في الانتخابات الرئاسية في تونس التي أوصلت الرئيس قيس سعيد للحكم.