أحمد العوضي: الإخوان حوَّلوا المدينة الساهرة لمُظلمة.. وما قبل الاختيار ليس كـ بعده.. وشخصية هشام عشماوي أصابتني بالاكتئاب | ندوة
شعرة واحدة وبسيطة تفصل بين ابن البلد والبلطجي، المصريون دائمًا ما ينجذبون لابن البلد المجدع في السينما والتليفزيون، منذ أيام فريد شوقي، البطل الشعبي القريب من الناس، تِلك الشعرة التي استطاع النجم أحمد العوضي الحفاظ عليها، فخلال أعماله التي قدمها وقدم خلالها أدوارًا مُتنوعة لكنه ظل في أعين الجمهور ابن بلد، حتى حينما قدم الشر في شخصية هشام عشماوي بمسلسل الاختيار لم يكرهه الجمهور.
أحمد العوضي حل ضيفًا على موقع القاهرة 24 في ندوة صحفية وحوارية، تحدث فيها عن الكثير من الأسرار في حياته وكشف لنا عن رأيه في عدد من الأمور، لعل أبرزها تلك الفترة الصعبة التي عاشتها مصر قبل ثورة 30 يونيو، وإليكم بعض من تصريحات أحمد العوضي خلال الندوة.
النشأة؟
أنا نشأت في منطقة شعبية من أسرة عادية وأحببت التمثيل من صغري، وحاولت بعد الانتهاء من الدراسة في الثانوية العامة دخول معهد التمثيل لكن أسرتي رفضت وقررت دخول كلية التجارة بجامعة حلوان ومن السنة الأولى التحقت بمسرح الجامعة وشاركت في عدد كبير من المسرحيات وفي مهرجانات ومسابقات جامعية كثيرة، وبعد تخرجي من الجامعة قررت التوجه للتمثيل بشكل احترافي.
في طفولتي كنت أهوى رياضة المُلاكمة بجانب الدراسة لكن لم أفكر يومًا باحترافها، لأن في مصر ليس فيها مُستقبل للمُلاكمين، وأتمنى الاهتمام بالرياضات الفردية، لكنها للأسف لا توفر لممارسها العائد المادي الذي يكفيه للعيش.
عن منطقته عين شمس
أنا باتشرف إني من عين شمس، عين شمس من المناطق الشعبية الأصيلة، والمناطق الشعبية مدرسة نتعلم فيها الرجولة والأصول والجدعنة، وأرى أن أي ناجح لا بُد وأن يكون شقيان منذ صغره، وليس هناك أفضل من المناطق الشعبية لتربي الشخص على الكثير من الأصول نفتقدها اليوم وسط الانفتاح الكبير الذي نعيش فيه، وشرف كبير لي أني أكون من عين شمس.
على الله حكايتك
على الله حكايتك ووحش الكون وكل هذه الجُمل والقفشات المُنتشرة كلها ألفاظ سمعتها ودونتها سابقًا، أنا اتربيت في التمثيل على مدرسة الكراسة، أدون كل شيء يقابلني وأي لفظ أسمعه أكتبه، حتى يأتي اليوم الذي أستخدمه فيه، وأختار لكل شخصية الألفاظ التي تليق بها، فما يقوله الخديوي المعلم الكبير ليس كالذي يقوله بروسلي.
حب الشعر واللغة العربية
أدين بالفضل في إجادتي للغة العربية لقراءة القرآن ومسرح الجامعة، وبالأخص المُخرج أحمد سيف، المُخرج الذي كان يُخرج لنا مسرحيات الجامعة، وهويت الشعر وأحب نغمته، لذلك تميزت في إلقاء الشعر، وأوازن دائمًا ما بين الحفظ والإلقاء وكانت موهبة من طفولتي وقمت بتنميتها، وأنا متأثر كثيرًا بالإمام علي بن أبي طالب مدينة العلم.
عن مُكتشفه الراحل نور الشريف
أفتقد نور الشريف اليوم بشدة وكنت أتمنى أن يكون بيننا لأذهب له وأخبره بكل خطوة خطوتها ونجحت فيها في حياتي، من طفولتي مثلي الأعلى هو الفنان نور الشريف، وأعشق أعماله، وفي بداية مشواري كنت أتمنى مُقابلة نور الشريف مُجرد المُقابلة فقط، والعمل معه كان حلما لم أتخيله، لكن شاء القدر وعن طريق الصدفة أن ألتقي به ويتخذني كابن له، تِلك الفرصة التي لم تأت لكثيرين، نور الشريف فتح لي قلبه لأتعلم منه، تعلمت منه وشاركته للمرة الأولى في مسلسل الدالي، تعلمت منه أن الفنان لا بُد وأن يكون مثقفا وقارئا جيدا، والموهبة والكاريزما وحدهما لا يكفيان، وأن الممثل الجيد هو نتيجة خبرات كثيرة والخبرات تأتي من الاحتكاك بالشارع.
أصحاب الفضل
سينرجي أصحاب الفضل الأكبر في مسيرتي، ونور الشريف صاحب الفضل الأول، وهناك الكثيرون ساعدوني في مسيرتي، أولهم والدي الذي تعلمت منه الكثير، وأرفض تقديم سيرة الفنان نور الشريف الذاتية خوفًا على سيرته وأنا لن أغامر بسيرته.
مسلسل الاختيار
كل خطوة في حياتي سلمة، فـ السبع وصايا والميزان وكلبش كلها علامات فارقة، لكن الانطلاقة كانت في مسلسل الاختيار، فما قبل الاختيار ليس كبعده.
أهمية مسلسل الاختيار في حياتي تنقسم لأكثر من شق، أولها الشق الوطني، حيث المشاركة في عمل يرصد حالة حقيقية حدثت تجاه مصر، وهي الفترة التي ظلت مصر فيها تُحارب من جميع الجهات التي تكره أن تعيش دولتنا في سلام، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حقق لنا الأمن والسلام بعد أعوام كثيرة كنا نبحث عنه، لذلك كانت الحرب الشنعاء علينا، فكانت فترة صعبة في تاريخ مصر، فالمشاركة في عمل يرصد هذه الفترة شرف عظيم جدا.
شخصية هشام عشماوي
أما الشق المهني فالعمل كان نقلة من مُجرد ممثل معروف لممثل يشارك في عمل بهذه الضخامة بعد ترشيح الشركة المُنتجة سينرجي وتحديدًا من حسام شوقي وتامر مرسي، بجانب الشخصية الصعبة التي جسدتها وهي شخصية الإرهابي هشام عشماوي، الشخصية الشائكة جدا ودور عظيم من الناحية التمثيلية.
هشام عشماوي شخصية لديها الكثير من الغل والسواد الذي يكفي البلد بكاملها، شخص يقتل ويسفك دماء الأبرياء بلا هدف، شخص كئيب ونفسيا مُدمِّر، وهذه كانت الصعوبة، ولم أجد إلا أنْ أقدمه من زاويته الحقيقية دون إضافات وبلا تمثيل ودون فذلكة، شخصية هشام عشماوي أصابتني طيلة فترة التصوير التي استمرت 6 أشهر باكتئاب شديد.
جلست مع زملاء هشام عشماوي من ضباط الجيش ودفعته في الكلية الحربية، قالوا الكثير من التفاصيل الغريبة عنه، أهمها أنه كان شخصا يجلس دائمًا بمفرده، ضيق الفكر لا يقبل الهزار وأفكاره دائمًا ليست منطقية وفي حالة شتات دائم، لذلك تحول من النقيض للنقيض، وهشام عشماوي ومن ينتهج نهجه ملعوب في دماغه.
توقعت نجاح مسلسل الاختيار ونجاح عشماوي لكن لم أتوقع كم النجاح الذي حدث، أنا أسير في الحياة بمقولة سيدنا علي: توقع ما تتمنى فكل ما هو متوقع آت، وما قاله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: تفاءلوا بالخير تجدوه.
إشادة الرئيس السيسي
من أهم الإشادات التي جاءت للدور هي الإشادة التي تلقيتها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعيدًا عن الإشادة أنا أحب سيادة الرئيس جدا وأحترمه جدا، فما بالك بأن يشكر في شخصية قدمتها وفي طريقة الأداء، حينما قال إنني جسدت حالة وصلت إلى أن هناك شخصيات وأفكارا مُدمرة لبلدنا.
عام من حُكم الإخوان
كان عامًا صعبًا للغاية وكنت دائمًا أسأل نفسي سؤالا: إحنا هنقعد مع الناس دي إزاي؟ وهنكمل إزاي، هل بالفعل تحولت المدينة الساهرة لمدينة مُظلمه؟، كيف استطاعوا في ثلاثة أشهر فعل كل هذه الأزمات في البلد من بنزين لكهرباء في عام واحد فقط؟ عام واحد فقط فكيف سيصير الحال بعد عامين أو ثلاثة؟ هل سنصير جيبوتي؟، كنت أشعر أنني لست في بلدي مصر.
سعدت جدا حينما قامت ثورة 30 يونيو، وكنت أشعر بالرعب من فشلها، لكن حينما وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الشعب كانت أفضل لحظة في حياتي، شخص لم يخذلنا ولم يكسر رغبتنا وقالها: أنا معاكم وذلك حينما استجاب الجيش لرغبة الشعب.
الفن للتسلية فقط أم للتأثير في الجمهور؟
لا أؤمن بأن الفن للتسلية فقط، نحن القوى الناعمة هناك قوانين كثيرة شُرعت بسبب السينما، أؤمن بأن رأيي كممثل له مُعجبون هو رأي مؤثر، ومن الممكن أن يصلح حال المُجتمع، الممثل الذي يملك مُحبين سيتأثرون به ويكون بالنسبة لهم قدوة، الممثل قدوة وأنا موجود في أي مكان عشان الناس تقلدني، النجاح هو أن يتأثر الجمهور بالعوضي فيحاولوا تقليده.