رحلوا وبقيت آثارهم.. أدباء ومثقفون غادروا عالمنا في 2021 | تقرير
تُطوى اليوم آخر صفحات العام 2021، وتطوى معها أعمار رجالٍ أعطوا للثقافة حريتها، وأدَّوا للفكر كلمته، ولكن لم تأذن لأسماء المؤثرين منهم أن تولّي، ولا لبصمات المثقفين أن تزول، بل يمر كل يومٍ فيها ولم ينضب الأثر، وجهد الوزارة في تخليد الاسم بالاحتفاليات والفعاليات لم يعرف لليأس طريقًا، شخصياتٌ رحلت هذا العام نعتها جدران الثقافة وأعلامها وأحرفها ووزيرتها، وكان لها خالص العرفان في نفوس الشعوب، ليس المصريين وحدهم، ولكن لكل من قرأ لهم حرفًا أو اتخذهم قدوة.
في التقرير التالي: يستعرض معكم القاهرة 24 أبرز هذه الشخصيات، في سطورٍ وجيزة تحمل أثر كلمتهم وثقافتهم:
جابر عصفور.. الوزير الناقد الذي لا يشق له غبار
غيب الموت صباح اليوم، الجمعة 31 ديسمبر 2021، الكاتب الكبير جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراعٍ مع المرض.
ونعته وزيرة الثقافة قائلة: إن الثقافة المصرية والعربية فقدت أحد أعمدتها الراسخة، وأن الراحل وضع بصمات بارزة في مجال التنوير وحقق الكثير من الإنجازات الخالدة به، مشيرة إلى دوره الرائد فى البحث الاكاديمي وإدارة المواقع الثقافية التي تولاها، ووجهت العزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه، داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته.
كما نعاه عدد كبير من المثقفين والسياسيين والكتاب، شاهدين على أثره وجهوده الواضحة في سبيل إقرار الفكر الحر، والثقافة السليمة، قبل توليه الوزارة وبعدها.
جدير بالذكر أن جابر عصفور قدَّم رحلة مليئة بالعطاء طيلة مسيرته الفكرية والثقافية، حيث يعد أحد أهم مفكري مصر في العصر الحديث، وهو من مواليد 25 مارس 1944، كما أنه شغل منصب وزير الثقافة الأسبق، بجانب رئاسته لقسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وكونه الأمين العام في المجلس الأعلى للثقافة، وشغل منصب القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، ومدير المركز القومي للترجمة.
لـ جابر عصفور العديد من الكتب أبرزها: أنوار العقل، اتجاهات النقد المعاصر، استراحة البيان، نظرية الفن عند الفارابي، قراءة التراث النقدي.
كما حاز عدة جوائز أهمها: جائزة أفضل كتاب في الدراسات الأدبية، جائزة أفضل كتاب في الدراسات الإنسانية، جائزة النيل عام 2019، جائزة القذافي العالمية عام 2009.
وحيد حامد.. فارس الثقافة والسينما المصرية
شهدت أول أيام يناير 2021 وبالتحديد في فجر يوم السبت الثاني منها، وفاة الكاتب الكبير وحيد حامد، إثر أزمة قلبية تدهورت حالته الصحية قبلها، عن عمر ناهز 76 عامًا.
ونعت وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، الكاتب الكبير قائلة: إن الراحل كان خير سند للمبدعين والمثقفين والفنانين وصاحب مواقف تكتب بحروف من نورٍ في سجلات تاريخ الوطن، مضيفة أنه خلق بقلمه شخصيات ستبقى خالدة في ذاكرة السينما المصرية والعربية.
جدير بالذكر أنه تم تكريم الراحل وحيد حامد في الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحصل على جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، وهو التكريم الذي أهداه لكل من ساعده ودعمه في بداية مشواره.
ويعد وحيد حامد أحد أشهر كتاب السيناريو في مصر، وُلد في 1 يوليو عام 1944 بقرية بني قريش مركز منيا القمح محافظة الشرقيّة، وحصل على ليسانس آداب قسم اجتماع عام 1965، بدأ كتابة الأعمال الدرامية منذ أواخر الستينيات، وترك بصمة مضيئة في مجال السينما والثقافة المصرية.
نوال السعداوي.. المرأة التي دافعت عن جنسها بجسارة ودون خوف
وفي مارس 2021 كان الموت ينتظر الكاتبة نوال السعداوي ليغيبها عن عالمنا في الواحد والعشرين من ذاك الشهر، بعد رحلة مليئة بالعطاء والثراء الفكري والثقافي، عن عمر ناهز الـ 90 عامًا.
وأثارت وفاتها جدلًا من قبل معارضيها ومحبيها على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة عنها إنها اهتمت بالكثير من القضايا الاجتماعية ووضعت مؤلفات تضمنت آراءً صنعت حراكًا فكريًا كبيرًا.
جدير بالذكر أن نوال السعداوي ولدت عام 1931، وهي طبيبة وكاتبة وروائية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، وكتبت العديد من المؤلفات منها: أوراق حياتي، مذكرات طبيبة، المرأة والجنس، رواية تعلمت الحب، معركة جديدة في قضية المرأة، رواية الصورة الممزقة.
كما أسست الكاتبة نوال السعداوي جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، وساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، كما نالت ثلاث درجات فخرية من ثلاث قارات، ففي عام 2004 حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا. وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.
شاكر عبد الحميد.. أيقونة الثقافة المصرية
وقبل السعداوي بأيامٍ معدودات، لم تدع كورونا الفرصة لـ شاكر عبد الحميد أن يعيش أكثر من الـ 69 عامًا، وهو وزير الثقافة الأسبق، توفي في الـ 18 من مارس هذا العام، وسبَّب فراقه لوعة في قلوب أصدقائه ومحبيه.
وقالت الدكتورة ايناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، إن الراحل لعب دورًا هاما في الثقافة المصرية وترك بصمات بارزة في مجال النقد الفني، كما شارك في إعداد اجيال من المبدعين.
يذكر أن الدكتور شاكر عبد الحميد سليمان من مواليد 20 يونيو 1952 بأسيوط بصعيد مصر، وحصل على درجة الدكتوراه تخصص علم نفس الإبداع من جامعة القاهرة، كما تولى منصب وزير الثقافة بوزارة الدكتور كمال الجنزوري في 2011، وعمل أستاذًا لعلم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون ونائبًا سابقًا لرئيس الأكاديمية.
وتعد من أبرز الآثار التي تركها شاكر عبد الحميد ما يلي: الفكاهة والضحك، الغرابة.. المفهوم وتجلياته في الأدب، الأسس النفسية للإبداع في القصة والأدب، العملية الإبداعية في فن التصوير، التفضيل الجمالي.. دراسة في سيكولوجية التذوق الفني.
صلاح الراوي.. أيقونة الفلكور الشعبي المصري
أما شهر أكتوبر عام 2021 فكان الموت له موعد مع الأديب صلاح الراوي، في صباح يوم الإثنين الـ 18 منه، عن عمر ناهز الـ 75 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
ونعته وزيرة الثقافة قائلة: إنه أحد علامات جيل الدارسين المبدعين في الأدب الشعبي، مشيرة إلى أنه نجح في وضع بصمات بارزة في علم الفولكلور ومجال الفنون الحركية الشعبية، وتوجهت بالعزاء إلى أسرته وأصدقائه ومحبيه، داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته.
يذكر أن صلاح الراوي حصل على ليسانس الأدب العربي من جامعة القاهرة، وهو أحد أهم القادة البارزين المؤثرين في الفلكور الشعبي، وشغل عدة مناصب أبرزها: عضوًا بلجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة، عضوًا بشعبة الفنون بالمجالس القومية المتخصصة، ومديرًا عامًا للإدارة العامة للفنون الشعبية.
كما أشرف صلاح الراوي على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في تخصصات: الأدب الشعبي، المعتقدات الشعبية، الدراما الشعبية، الرسـوم المتحركة، الموسيقى والغناء، النقد المسرحي، في معاهد الفنون الشعبية، الموسيقى العربية، السينما، النقد الفني.
مريد البرغوثي.. الكاتب الفلسطيني الذي أحبه المصريون
وفي الـ 14 من فبراير، توفي الشاعر والأديب الفلسطيني مريد البرغوثي عن عمر ناهز الـ 76 عامًا.
ولد في رام الله عام 1944، وسافر إلى مصر في عام 1963 حيث التحق بجامعة القاهرة وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها العام 1967.
تزوج الرغوثي من الروائية المصرية الراحلة رضوى عاشور، أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس، ولهما ولد واحد هو الشاعر والأكاديمي تميم البرغوثي.
ويعد كتابه رأيت رام الله هو الكتاب الأبرز في حياته على الإطلاق، وكتبه حينما عاد إلى بلدته بعد 30 عامًا من التنقل بين البلاد والمنافي الأوروبية.
مكرم محمد أحمد.. الصحفي الذي ساند قضايا المصريين بقلمه
توفي الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام السابق، في الـ 15 من أبريل هذا العام، عن عمر ناهز الـ 85 عامًا، وبعد صراع طويل مع المرض.
وأحدثت وفاته ضجة كبيرة في وسائل الإعلام آسفين حزنًا عليه، داعين له بالرحمة والغفران، ومن أبرز الناعين له: الإعلامي مصطفى بكري، الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئاسة النادي الأهلي، ضياء رشوان نقيب الصحفيين، كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وغيرهم.