تعرف على أهمية البردي في مصر القديمة
كان نبات البردي ينمو في الدلتا بمصر السفلى، وقد يصل طول ساقه إلى عدة أمتار، ولقد ورد ذكر نبات البردي على لسان المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي تحدث عن استخدامه في أغراض عديدة، واستخدمت زهوره في الزينة وفي الأكاليل، كما استخدمت جذوره كطعام ووقود.
وأما سيقان نبات البردي، فكانت تستخدم في صناعة القوارب؛ وكمادة بناء، بكل تأكيد، في العصور التاريخية المبكرة، واستخدمت كذلك في صناعة الحبال والحصير والسلال والصنادل وغيرها، وتوضح النقوش الجدارية بالمقابر مشاهد حصاد البردي وصناعة القوارب.
وأشهر استخدام لنبات البردي كان كمادة كتابة، سابقة لصناعة الورق، وكانت أوراق البردي تصنع من النبات الطازج، حيث كان اللب يقسم إلى شرائط ترص معًا في تلامس أو تداخل؛ ثم يغطى ذلك بصف آخر متعامد مع الأول.
ثم تضرب الطبقتان لتسويا معًا، بواسطة مطرقة أو حجر، وهما بعد طريتان؛ ثم يضغطان ويتركان ليجفا، في ورقة واحدة مسطحة.
وكان السطح العلوي للورقة ينعم بواسطة قطعة من الحجر أو الخشب.
والمنتج الأصلي يكون أبيض اللون، كما تشهد بذلك التجارب الحديثة والنقوش الجدارية التي تضم صور لفائف البردي؛ ولكنه يتحول إلى اللون الأصفر مع الزمن، وليس معروفًا تمامًا توقيت بداية استخدام البردي كمادة كتابة؛ وإن كانت العلامة الهيروغليفية الدالة على لفة بردي تستخدم في الكتابة منذ بداية التاريخ المصري، ولقد عثر على أجزاء من قطع بردي خالية من الكتابة يرجع تاريخها إلى عهد الأسرة الـ1.