السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصة سيدنا موسى بأنامل ذهبية على جدارية خشب.. عم حسن صنايعي دمياطي بدرجة فنان تشكيلي

جدارية خشب عليها
محافظات
جدارية خشب عليها قصة سيدنا موسى
السبت 01/يناير/2022 - 11:13 م

إيديهم تتلف في حرير، نماذج تمكنت من التعبير عن نفسها بشكل كبير، أتقنوا الصنعة وشغلهم الوصل إلى قمة الإبداع فيها، رصدت كاميرا القاهرة 24 لوحة فنية صنعها أحد صنايعية دمياط، قصة جسدت مهارة الصناعة لدى الدمايطة وكيف تمكنوا من غزو العالم بأدواتهم البسيطة.

عم حسن صنايعي بدرجة فنان

أدوات بسيطة.. ومسطح خشبي.. تلك هي محتويات ورشة عمل حسن صاحب الـ 63 عاما، تجولنا بداخل تلك الورشة لنكتشف أسرار مهنته.

تعلقت بمهنة النحت على الخشب عشان أقدر أقدم اللي نفسي فيه، وحبيت الشغل الفرعوني لأنه صعب، بهذه العبارة بدأ عم حسن حديثه لـ القاهرة 24، قائلا: أنا أعمل في هذه المهنة منذ 40 عاما تقريبا، تمكنت من توصيل شغلي لدول الغرب، وأثبتنا نفسنا في المنافسة مع دول أوروبا، التقط واحدة من أدواته وراح ينحت على جدار خشبي، دقائق وبدأت لوحته في البروز، فكان نموذجا لطفل منغولي، عاد إلينا مجددا قائلا: المصريون القدماء أول من اخترعوا النحت، وحبيت الشغل ده عشان أكون امتداد ليهم، تراثنا عريق ومحتاج اللي يحافظ عليه د، والصنايعي هو اللي يقدر ينفذ ده.

اصطحبنا فنان دمياط في جولة داخل ورشته الصغيرة، فأخبرنا قائلا: أنا اللي بحدد شكل الشغل، ولا أسعى للكسب منها فقط، فأنا أعمل على أن أمتلك موسوعة من صناعة يدي، أعمل علي تحويل تلك الورشة لمتحف يحتوى على قطع نادرة جميعها صناعة يدوية.

ثورة الماكينات قضت على روح المهنة

صمت عم حسن قليلا، ثم عاد إلينا قائلا: دمياط تعاني من عدة مشاكل، أبرزها ثورة الماكينات، واللي قدرت تنهي على روح المهنة، في دول الغرب بيتمنوا الشغل الهاند ميد، وبيقدروه واحنا أحسن ناس تقدر تنفذه.

نحتاج دعما كبيرا من الدولة، واحنا قادرين على المنافسة واختراق السوق الأوروبية بشكل واسع، شغلي شارك في مهرجانات في إيطاليا بلد النحت وده دليل علي مهارة الدمايطة.

قصة سيدنا موسى على جدارية خشب

أثناء جولتنا التقينا بجدارية خشبية مصنوعة بشكل يدوي، قبل سؤالنا عنها بادر عم حسن بالحديث إلينا، فقال: حاولت من خلال تجسيد قصة سيدنا موسى إحياء الوازع الديني لدى أحفادي، اشتغلت عليها 6 شهور كاملة، حتى انتهيت منها، اللوحة منقسمة لجزئين، وتسرد قصة نبي الله موسي وكيف التقطته امرأة فرعون حتى أوصلته لقصر ملك مصر آنذاك.

راح فنان دمياط يشرح لنا تفاصيلها، ثم عاد لحديثه قائلا: فور الانتهاء منها، جاءني طلبات كثيرة لشرائها، أبرز تلك العروض كانت من واشنطن، ولكني لن أفرط في هذه اللوحة نهائيا، أنا صنعتها فقط لنفسي وسعيد جدا باقتنائي هذه التحف في منزلي الصغير.

اختتم عم حسن: رسالتي للناس اشتغلوا على نفسكوا، وننتظر من الدولة دعمها الصانع الصغير والصناعات اليدوية، قادرون على غزو أسواق دول الغرب لو أتيحت لنا الفرصة لذلك. 
انتهت رحلتنا مع عم حسن، ولكن قصة مهارة صنايعية دمياط لن تنتهي بعد، فما زال لدى أبناء دمياط الكثير ليبهروا به العالم.

تابع مواقعنا