السائرون نياما.. سعد مكاوي يرصد 30 عاما من ظلم المماليك في رواية تاريخية
عمدت الكثير من الروايات إلى الاتجاه إلى التاريخ وجعلتها مادة لروايتها، وليس الهدف من الرواية التاريخية هو نقل التاريخ في حد ذاته يجنح الكاتب إلى التاريخ لإسقاطه على الواقع والتعبير عن قضاياه.
من أهم الروايات التاريخية رواية السائرون نيامًا للكاتب الكبير سعد مكاوي؛ حيث تدور أحداثها في فترة تقع في حوالي ثلاثين عامًا من حكم المماليك، يرصد خلالها سعد مكاوي صراع المماليك على السلطة والحكم وتقسيم البلاد فيما بينهم دون أن يأبهوا لما يعانيه الشعب المصري من ظلمهم.
تدور الرواية في خطين متوازيين بين عالمين هما عالم الحكام والسلاطين المماليك وصراعاتهم على الحكم دائرة إزاحة بعضهم البعض عن الحكم في القاهرة، وبين عالم المهمشين في القاهرة أيضا من خلال حارة، وينقلنا الكاتب إلى إحدى قرى الريف في الجيزة.
ينقسم العمل إلى ثلاثة أقسام: الطاووس، الطاعون، الطاحون، والطاووس قد يرمز لفترة زهو المماليك بأنفسهم في الحكم لأن الشعب المصري يخشاهم ويصمت على ظلمهم.
أما الطاعون فيرمز للقضاء على جيل المتخاذلين الذين يخنعون لحكم المماليك ليأتي من بعدها الطاحون الذي كون فيه الجيل الذي يتمرد على حكم المماليك وتنتهي الرواية بوقوع اشتباكات اعتراضا مع المصريين الفلاحين البسطار على حكم الماليك.
سعد مكاوي.. من الطب إلى عالم الأدب
والكاتب الروائي سعد مكاوي من مواليد 6 أغسطس سنة 1916 في قرية الدلاتون، مركز شبين الكوم التابع لمحافظة المنوفية، تلقى تعليمه في مدرسة فشل في دراسة الطب باريس ويحول لدراسة الآداب في السوربون ليعود، لكنه ما لبث أن عاد بسبب الحرب العالمية الثانية دون أن يحصل على شهادة وبعد عودته عمل في الصحافة ومن الصحف التي علم بها جريدة المصري وجريدة الشعب.
ترك سعد مكاوي عددا كبير من المؤلفات فمن الروايات كتب السائرون نياما، الرجل والطريق، الكرباج، لا تسقني وحدي.
ومن القصص القصيرة قدم مكاوي قهوة المجاذيب، شهيرة وقصص أخرى، قديسة من باب الشعرية، مجمع الشياطين، الرجل والطريق، مخالب وأنياب، الرقص علي العشب الأخضر، الزمن الوغد، راهبة من الزمالك، الفجر يزور الحديقة، أبواب الليل، القمر المشوي، علي حافة النهر الميت.
ومن المسرحيات قدم سعد مكاوي: الميت الحي، الحلم بداخل القرية، الهدية.