خبراء: المسيرات المفخخة على العراق نموذج جديد لتصدير الثورة الإيرانية | تقرير
بالرغم من مغادرة القوات الأمريكية الأراضي العراقية قبل أسابيع، فإن الهجوم بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ لم يهدأ، لكن هذه المرة ضد القوات العسكرية العراقية، لتثار التساؤلات حول توقيت الهجوم ودلالاته، وما إن كانت ورقة ضغط إيرانية على السياسيين العراقيين، أم أن تلك الميليشيات تمتلك الدلائل حول عدم مغادرة الجيش الأمريكي لكل القواعد العسكرية.
سياسيون عراقيون، أكدوا في حديثهم مع القاهرة 24، أن دلائل كثيرة وراء عدم توقف الهجمات ضد القوات العراقية، لعل أبرزها ضعف الجيش العراقي، في حين وصف البعض أن تكون تلك الهجمات سياسية بامتياز.
المسيرات نموذج لتصدير الثورة الإيرانية
الدكتور عمر عبد الستار، خبير العلاقات الدولية العراقي، قال لـ القاهرة 24، نحن دخلنا حقبة المسيرات، وأن نموذج تصدير الثورة الإيرانية يكمن في تصدير المسيرات المفخخة إلى البلدان ومنها العراق، وبالتالي فهي مشكلة كبيرة تواجه المنطقة بأسرها، ومن ثم ستكون المسيرات المفخخة أحد أذرع الميليشيات التي يصعب السيطرة عليها مستقبلا.
وتابع عبد الستار: يجب إحداث حالة من التسابق الأمني لحفظ أمن البلدان التي تهددها مسيرات الميليشيات التابعة لإيران، واتخاذ قرار أمني موحد بخصوص ذلك الأمر.
وأشار السياسي العراقي إلى أن غالبية العمليات الأخيرة في المنطقة تمت بهذا السلاح، مثلا، فاستهداف قاسم سليماني تم بمسيرات مفخخة، كذلك مقتل فخري زادة ربما تكون للمسيرات دور فيها، ولذلك سنسمع عن عمليات مشابهة باستخدام هذا السلاح خلال الأيام المقبلة.
سيطرة الميليشيات الإيرانية على المشهد
الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي، اللواء محمد شنشل، قال لـ القاهرة 24، إن الميليشيات المسلحة التابعة لإيران هي من تسيطر على المشهد العراقي، وبالتالي لن تتوقف تلك الميليشيات عن قصف القواعد العسكرية حتى بعد رحيل القوات الأمريكية من العراق.
وأشار الخبير العسكري العراقي إلى أن الجيش العراقي ليس بالقوة الكافية لردع تلك الميليشيات، ومن ثم فسيطرة تلك الميليشيات على كل شيء بالعراق سيعاني منه الجميع، حتى المدنيون سيعانون أيضا.
استهداف عسكري لكنه سياسي
من جهته، اعتبر وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، استهداف القواعد العسكرية العراقية التي تضم مستشارين تابعين للتحالف الدولي بعد إتمام انسحاب القوات القتالية هو استهداف سياسي.
وقال الوزير في تصريحات صحفية، إن العراق ما زال يحتاج قدرات إضافية للقوة الجوية، ونحن بحاجة للمستشارين ضمن التحالف الدولي.
وأضاف عناد، أن استهداف القواعد وقضية هجمات الطائرات المسيرة هي سياسية لا علاقة لها بالانسحاب من العراق.
تصاعد استهداف القواعد العسكرية العراقية
ومؤخرا، تصاعدت حدة الهجمات بالطائرات المسيرة، والاستهداف المباشر، ضد القواعد العسكرية العراقية، التي كانت تضم قوات للتحالف الدولي، قبل الانسحاب الأمريكي النهائي.
هذا، وتشكك الميليشيات المسلحة والأحزاب الموالية لإيران في الانسحاب الأمريكي من البلاد، وتروج على الدوام لكونه انسحابا شكليا، بهدف تأجيج الرأي العام ومحاولة إيجاد ذرائع للبقاء، في ظل المطالبات المتصاعدة حول ضرورة إنهاء وجود تلك الميليشيات.
وفي آخر تلك الهجمات، وقبل ساعات، أطلقت خمسة صواريخ باتجاه قاعدة عين الأسد العسكرية العراقية، الواقعة في غرب البلاد، وتضمّ قوات استشارية للتحالف الدولي بعد ساعات من هجوم مماثل على قاعدة توجد فيها قواته في شمال شرق سوريا، اتهم التحالف مجموعات موالية لإيران بالوقف خلفه.
أيضا، وقبل يوم أعلنت الحكومة العراقية، إحباط هجوم بطائرتين مسيرتين مفخختين حاولتا استهداف قاعدة عسكرية تضم مستشاري التحالف الدولي.
ويعد هذا الهجوم الثاني خلال أقل من يومين، بعد هجوم مماثل، تزامنًا مع الذكرى الثانية لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس ميليشيات الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أمريكية في مطار بغداد في يناير 2020.
واليوم، تعرض مطار بغداد الدولي أيضا، إلى هجوم صاروخي، بعد يومين على هجوم مماثل بالطائرات المسيرة.
ووفق تقارير دولية، قالت خلية الإعلام الأمني العراقية في بيان إن صاروخا سقط على معسكر النصر في مطار بغداد الدولي، حيث يعمل مستشارون من التحالف الدولي.
وأضاف البيان أن انطلاق الصاروخ كان من حي الجهاد، كما عثرت القوات الأمنية على منصة لإطلاق الصواريخ، عليها صاروخ لم ينطلق عيار 240 ملم، وتم تفكيكه وتسليمه إلى مديرية الأدلة الجنائية.
وقبل يومين تعرضت قاعدة فكتوريا في المطار الدولي، إلى هجوم بطائرتين مسيرتين، لكن منظومة الدفاع الجوية تمكنت من إسقاطهما قبل تنفيذ مهامهما.
كما تعرضت قاعدة عين الأسد، التي كانت تضم قوات للتحالف الدولي، يوم أمس، إلى هجوم بطائرتين مسيرتين، لكنهما أسقطتا أيضا.
تزامنا مع إحياء ذكرى اغتيال سليماني
ويتزامن هذا القصف مع إحياء الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي في الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا مطلع عام 2020، بطائرة مسيرة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.
وقبل أيام من إحياء تلك الذكرى، هددت المجموعات المسلحة باستهداف القوات الدولية في ذكرى اغتيالهما، وهو ما يفسر تصاعد تلك الهجمات ضد القوات العراقية، التي كانت تستضيف القوات القتالية الأمريكية، وفق مراقبين.
يذكر أن العراق لم تهدأ أراضيه من القصف والاغتيالات منذ سنوات، حتى أصبحت الدماء العنوان الأول ليوميات العراقيين، وسط ارتباك سياسي غذته الانقسامات السياسية بين الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية.