قصة نهائي 2004.. عندما حصد زياد الجزيري وصديقه البرازيلي لقب الكان الأول لـ تونس أمام أسود الأطلسي
تظن أنها مجرد مباراة كرة قدم بين طرفين يتصارعان على الفوز، كعادة مواجهات الساحرة المستديرة، أو أنها مجرد 90 دقيقة، تسفر عن طرف فائز وآخر مُنهزم، ولكن الأمر يبدو على خلاف ذلك، فالنهائيات تمثل الخطوة الأخيرة لمعانقة اللقب وتسطير الأمجاد.
النوع هذا من المباريات، يرفع أحلام طرفيها على الأعناق ليكون على استعداد لإدراجه في كفة النهايات السعيدة أو ضمن سيناريوهات كرة القدم القاسية التي يجب أن تكون في طي النسيان.
سلسلة قصة نهائي
قصة نهائي، سلسلة يقدمها القاهرة 24 لمتابعيه وقرائه، قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية في التاسع من الشهر الجاري، والتي ترصد أبرز المباريات النهائية في تاريخ البطولة، والتي دومًا ما تحوي مفردات عديدة لجماهير المنتخبين طرفي النهائي.
ربما يتعلق الأمر في الحلقة الرابعة من قصة نهائي، بفرحة اللقب الأول لشعب كامل ينتظر الأميرة السمراء الدولية تزين خزائن الدولة للمرة الأولى في التاريخ، ولا سيما أن يرتبط ذلك النهائي بمتعة مباريات الديربي التي تتسم بالندية والإثارة الخاصة لجماهير الطرفين، فماذا عن كم الإثارة في نهائي يجمع بين قطبين من شمال إفريقيا و90 دقيقة حاسمة للقب غالٍ.
14 فبراير 2004، الملعب الأولمبي برادس، تونس تلاقي المغرب بحضور جماهيري 65 ألف متفرج، المغرب بأحلام اللقب الثاني وإعادة اللقب الغائب منذ أكثر من 25 عامًا ومنتخب تونس بأحلام النجمة الأولى على أراضيه ووسط جماهيره.
أجواء ما قبل المباراة
كانت الأجواء الأخيرة قبل المباراة النهائية بين تونس والمغرب في كأس الأمم الإفريقية 2004، مثالية ترسم النهاية التي ظهرت للنور عقب صافرة الحكم السنغالي فالا ندويي، حيث كان الجميع يشيد بالتزام صاحبي أهداف المنتخب التونسي ممن قادوا نسور قرطاج لتحقيق اللقب، وسط تدريبات فردية وعدم ظهور إعلامي والتزام كامل حسب ما أشار المقربون داخل معسكر النسور؛ حتى كافئتهما كرة القدم بحصد اللقب الأول لتونس في كأس أمم إفريقيا.
صعد منتخب تونس إلى نهائي كأس أمم إفريقيا المُقامة على أراضي النسور بركلات الترجيح أمام نيجيريا بنتيجة 5-3 في مباراة صعبة شهدت أداءً قويًا من جانب سوبر إيجلز، ولكن نجح المنتخب التونسي في التأهل، كما نجح منتخب المغرب في الصعود إلى هذا الدور بعد الفوز على مالي برباعية نظيفة في نصف النهائي.
حكاية تجنيس دو سانتوس البرازيلي
ويعتبر دو سانتوس صاحب الأصول البرازيلية أكثر اللاعبين تأثيرًا في حصد منتخب تونس للقب كأس أمم إفريقيا 2004، وذلك بعد أن تم تجنيسه، فكان يلعب في صفوف النجم الساحلي التونسي وأبهر مسؤولو الاتحاد التونسي لكرة القدم ليتجهوا من أجل تجنيسه والاستفادة منه في كأس أمم إفريقيا.
وكان انضم دو سانتوس إلى النجم الساحلي في 1998 ورحل في 2000 بعد نهاية عقده، إلا أن الشكوك بدأت تراوضه حول صرف مسؤولي الاتحاد التونسي نظرهم عن تجنيسه في ذلك التوقيت، إلا أنه قبل إقامة البطولة في عام 2004 تم منحه جواز السفر والجنسية التونسية على أن يشارك في النسخة المقبلة مباشرةً من كأس أمم إفريقيا، وينضم لاستدعائه الدولي الأول من تونس في 17 يناير 2004.
ورغم المغامرات التي حلت على مسألة تجنيس دو سانتوس الجندي الأبرز في رحلة حسم لقب 2004، فكان لـ زياد الجزيري نجم منتخب تونس الأسطوري الفضل الأكبر في إقناعه بالحصول على الجنسية التونسية، في الفترة المذكورة التي ساد الشك في رأس سانتوس حول جدّية مسؤولي الاتحاد التونسي بشأن مسألة تجنيسه.
الجزيري وصديقه البرازيلي يحصدان لقب الكان الأول لـ تونس
ومع بداية المباراة، وضع التونسي المُجنس صاحب الأصول البرازيلي دو سانتوس هدفًا مبكرًا لصالح منتخب نسور قرطاج، وذلك في الدقيقة 4 من عمر اللقاء، حتى أشعل يوسف حجي نجم منتخب المغرب مدرجات الملعب الأولمبي برادس بهدف التعادل الصادم قبل نهاية الشوط الأول من المباراة، والذي أعاد اللقاء إلى نقطة الصفر.
ولم يمر سوى 7 دقائق فقط من الشوط الثاني حتى كوفئ زياد الجزيري على التزامه الذي أشاد به الجميع مسبقًا، وسجل الهدف الحاسم لصالح منتخب تونس، والذي حصد النجمة الإفريقية الوحيدة في تاريخ نسور قرطاج في البطولة التي أقيمت على الأراضي التونسية، ورفع الجزيري وصديقه البرازيلي الذي أحضره بإقناعه وعلاقتهما المميزة إلى اللعب في منتخب بلاده والحصول على الجنسية التونسية، اللقب القاري الوحيد في تاريخ منتخب تونس على حساب أسود الأطلسي.