يحاكي علم الطب..علي جمعة يدعو إلى ضرورة تعلم الخطاب الإسلامي
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، إنه من أراد أن يطلع على مثال؛ نُولد به علمًا يخدم الإسلام والمسلمين، فليبدأ في علم يمكن أن نطلق عليه علم الخطاب الإسلامي.
علي جمعة: ما أشد شدة الحاجة إلى علم الخطاب الإسلامي
وأشار جمعة إلى شِدة الحاجة إلى هذا العلم؛ الذي يدرسه الخطيب والمدرس والداعية والمتصدر للإفتاء والمرشد الديني؛ الذي يتخذه الناس أُسوة حسنة؛ فإذ بهم يدركون كيف يتعاملون مع الناس، ويشعرون بمشكلاتهم، وبكيفية الدخول إليها من المدخل الصحيح، ونحن نسمع كثيرًا عن اعتراض الناس على كثير من الخطباء والدعاة، وعلى تلك الحالة من الفوضى؛ التي اكتنفت الفضائيات، وهذه الحالة من الفوضى التي اكتنفت الصحافة في التعامل مع الدين.
وأكّد جمعة أنه لو كان مثل هذا العلم موجودا بهذه الصفة التي سنشرحها، لكان المرجع والمقياس؛ الذي يُقاس عليه لمعرفة الخطأ من الصواب، وكان الضابط المانع لأي انحراف أو قصور أو تقصير، والدافع للأداء المتميز المستمر الذي يؤتي أكله كل حين بإذن ربه.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق أن العلوم تتمايز موضوعاتها، وموضوع العلم هو ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية حتى تتكون المسائل في هذا العلم من الموضوع والوصف المناسب له، والمسائل هي الجمل المفيدة التي عرفناها في اللغة العربية في علم النحو وغيره، والتي تتكون إما من مبتدأ وخبر، وإما من فعل وفاعل وكلاهما واحد في الدلالة على الجملة المفيدة؛ التي يستفيد منها سامعها مراد المتكلم من كلامه، ولذلك نرى البلاغيين والمناطقة يجعلونها واحدا، فيسمي البلاغيون ركني الجملة: المسند والمسند إليه، ويسمي المناطقة ركني الجملة: الموضوع والمحمول.
وتابع علي جمعة: موضوع علم الطب جسم الإنسان من حيث الصحة والمرض، وعلى ذلك يكون جسم الإنسان مبتدأ، وما يُعرض عليه من أحوال الصحة والمرض وكيفية العلاج وأسباب ذلك كله، هو الخبر؛ الذي يُكوّن الجمل المفيدة في علم الطب؛ فجسم الإنسان مسند إليه (مبتدأ أو فاعل) فهو موضوع، وما يخبر عنه هذا المسند (خبر أو فعل)، وهو محمول أي محمول على ذلك الموضوع، فقولنا جسم الإنسان يمرض بالميكروب، ويصح بالدواء جمل مفيدة تكون العلم، وكذلك علم الفقه موضوعه فعل الإنسان المكلف مثل الصلاة والزكاة أو حتى السرقة والقتل، ويأتي الخبر في صورة الحكم فنقول الصلاة واجبة، والسرقة حرام، واللغو مكروه، فتكون هذه الجمل مسائل علم الفقه.