كارلوس كيروش.. مدير فني بدرجة ديكتاتور
لا يختلف أحد على أن البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لـ منتخب مصر أحد المدربين أصحاب الأسماء الكبيرة على مستوى الساحة الكروية العالمية، بحكم التجارب العديدة التي خاضها كمدير فني مع العديد من المنتخبات والأندية الكبيرة.
سجل حافل لـ كيروش
ويمتلك كارلوس كيروش في سجله كمدير فني العديد من التجارب لعل أبرزها قيادته فريق ريال مدريد الإسباني، وعمله كمدرب مساعد في فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي مع السير أليكس فيرجسون المدرب التاريخي للشياطين الحمر، كما قاد كارلوس كيروش العديد من المنتخبات مثل جنوب إفريقيا والسعودية والبرتغال والإمارات وإيران وكولومبيا، وشارك في نهائيات كأس العالم كمدير فني 3 مرات حيث قاد منتخب إيران في نسختي 2014 و2018، وتواجد على رأس الجهاز الفني لمنتخب البرتغال في مونديال 2010.
تهمة تطارد كيروش
ورغم الفترة القصيرة نسبيًا التي مرت منذ تولي كيروش - البالغ 68 عامًا - قيادة منتخب مصر حتى الآن، إلا أن المدير الفني البرتغالي طاردته تهمة - العناد - والديكتاتورية في اتخاذ الرأي، وبلغت الانتقادات الموجهة للمدرب البرتغالي أقصاها بعد الخسارة المخيبة التي تلقاها منتخب مصر أمام نيجيريا في الجولة الافتتاحية لبطولة كأس أمم إفريقيا المقامة حاليًا في الكاميرون.
ومنذ جلوس كيروش على مقعد المدير الفني للفراعنة حدثت العديد من الوقائع التي تثبت بشكل أو بآخر تهمة الديكتاتورية على المدير الفني البرتغالي.
ويستعرض القاهرة 24 أبرز تلك الوقائع في السطور التالية..
اختيارات مثيرة للجدل
طاردت علامات الاستفهام اختيارات كارلوس كيروش للاعبي المنتخب في أكثر من مناسبة، وتحديدًا منذ مباراتي ليبيا في تصفيات كأس العالم، ومن بعدها بطولتي كأس العرب وكاس أمم إفريقيا.
وأثار كيروش الجدل باستبعاده ثنائي الأهلي محمد مجدي أفشة ومحمد شريف من قائمة المنتخب في مباراتي ليبيا، وفجر المدرب البرتغالي مفاجأة جديدة باستبعاده طارق حامد لاعب خط وسط الزمالك من صفوف المنتخب منذ مباراتي أنجولا والجابون بتصفيات المونديال حتى الآن، ليتواصل استبعاد اللاعب كذلك في بطولتي كأس العرب وأمم إفريقيا.
التساؤلات الكثيرة حول استبعاد كيروش لبعض الأسماء من المنتخب لم يعر لها المدرب البرتغالي أي اهتمام، رغم إجماع آراء كثير من خبراء كرة القدم والمحللين على احتياج الفراعنة لبعض اللاعبين الذين استبعدهم كيروش مثل طارق حامد ومحمد مجدي أفشة الغائبين عن الفراعنة في بطولة أمم إفريقيا الحالية.
اختراعات تكتيكية
كذلك ظهر انفراد المدرب البرتغالي كيروش بالرأي داخل الجهاز الفني للمنتخب من خلال إصراره على تغيير مراكز بعض لاعبي المنتخب، دون أن يكون لذلك التغيير أي مردودا فنيا إيجابيا على أداء المنتخب.
وكانت أبرز صور تغيير مراكز بعض لاعبي المنتخب بأمر كيروش هو الاعتماد على محمد شريف مهاجم الأهلي في مركز الجناح، والإصرار على الدفع به في هذا المركز لأكثر من مرة رغم وضوح عدم إجادة اللاعب فيها، وافتقاده خطورته التي يتميز بها عند إشراكه في مركزه الطبيعي كرأس حربة.
إصرار كيروش على تغيير مراكز بعض لاعبي المنتخب تواصل ودفع الفراعنة ثمنه غاليًا في مباراة نيجيريا بافتتاحية بطولة أمم إفريقيا، التي خسرها المنتخب بهدف دون رد وذلك بعد أداء غاية في السوء.
تهميش المساعدين
كشفت المباريات التي خاضها المنتخب تحت قيادة كيروش غياب شبه تام للمساعدين المصريين، المتواجدين في الجهاز الفني المعاون للمدرب البرتغالي، وهما الثنائي ضياء السيد ومحمد شوقي.
وظهر بشكل لافت عدم وجود أي دور يذكر للمدرب العام ضياء السيد، وهو ما أثار علامات استفهام عديدة حول طبيعة مهمته داخل جهاز المنتخب، حيث لم يظهر كيروش وهو يستشيره في أي مباراة للمنتخب.
وعدم استماع كيروش لوجهات نظر معاونيه المصريين ترجمت على أرض الواقع، مع إصرار المدرب البرتغالي على تعديل توظيف بعض اللاعبين داخل المستطيل الأخضر دون أن يسفر ذلك عن أي مردود إيجابي على الأداء، ودون أي محاولات من الجهاز المعاون لإثناء المدرب البرتغالي عن تلك التغييرات غير المجدية والتي وضعت الجهاز الفني تحت ضغوط إضافية، لدرجة مطالبة بعض المحللين للمدرب العام ضياء السيد بتقديم استقالته ما دام أنه ليس له دور فعال داخل الجهاز الفني.
أزمة لقاء شوبير
الـ 24 ساعة التي أعقبت مباراة المنتخب ونيجيريا حملت واقعة جديدة أكدت طبيعة الشخصية الديكتاتورية للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش، والذي كان يستعد للظهور في لقاء تليفزيوني مع الإعلامي أحمد شوبير للرد على الانتقادات التي طالته بعد مباراة نيجيريا.
وفوجئ كيروش برفض جمال علام رئيس اتحاد الكرة ظهوره في لقاء تليفزيوني على الهواء مباشرة من مقر بعثة المنتخب في الكاميرون، وطالب رئيس اتحاد الكرة المدرب البرتغالي بإجراء لقاء مسجل على أن يتم مراجعته قبل إذاعته.
مطلب جمال علام قابله كيروش برفض قاطع حيث أصر المدرب البرتغالي على الظهور في لقاء يذاع على الهواء مباشرة ورفض بشكل تام التنازل عن هذا الشرط، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى إلغاء الظهور التليفزيوني للمدرب البرتغالي.