بـ 175 مليون يورو.. حكومة هولندا تشتري لوحة رامبرانت الشهيرة ستاندرد بيرر
قررت الحكومة الهولندية شراء إحدى أعمال الهولندي رامبرانت، حيث وافق مجلس الشيوخ بشكل رسمي على شراء لوحة ستاندرد بيرر لرامبرانت المرسومة في 1636، والبالغ سعرها 175 مليون يورو، بأن تتحمل الدولة 150 مليون دولار، بينما يدفع متحف ريجكس وجمعية رامبرانت 25 مليون يورو.
ووفقا لوزيرة الثقافة جوناي أوسلو، سوف تتم عملية شراء اللوحة خلال أربعة أسابيع، من عائلة روتشيلد المالكة لها، من خلال صندوق استئماني يقع في جزر كوك.
لم يوافق جميع أعضاء مجلس الشيوخ على المقترح، وهاجم العديد من الأعضاء هذا المقترح خلال سلسلة من المناقشات أجراها المجلس وانتهت بالتصويت لصالح عملية الشراء، ومن الأسباب التي تبناها المعارضون، ما يعانيه الكثير من الفنانين الهولنديين جراء فيروس كورونا، وكان الأولى دعمهم بدلا من دفع 150 مليون يورو لعمل واحد.
لكن ترى وزيرة الثقافة والمؤيدون بأنها فرصة لن تعوض خلال فترات قريبة، لأن العمل إحدى أهم وأشهر أعمال رامبرانت، وأن النقاد الفنيين يعدونه نقطة تحول حاسمة في أسلوب رامبرانت الفني، كما أنها بالطبع من الأعمال العالمية الفردية.
جدير بالذكر أن اللوحة عرضت للبيع في عام 2018، ووقتها الحكومة الفرنسية أرادت أن تحصل عليه باعتباره كنزا وطنيا، وحدث اتفاق مبدأي بين الحكومة الفرنسية وعائلة روتشيلد، لكنها لم تكتمل بالنجاح، بسبب عدم مقدرة فرنسا جمع أموال لازمة لتمويل عملية الشراء.
رامبرانت.. الزنديق المتمرد وملك الفن الهولندي
ولد رامبرانت بمدينة ليدن، في العام 1606، وكان لوالده طاحونة، مما جعل أسرته من الطبقات المتوسطة، أراد والده أن يكمل طريقه التعليمي، حتى يحصل على شهادة في القانون، لكن رامبرانت فضل أن يتعلم الفن، وانتقل إلى أمستردام في العام 1624، وتعلم هناك على يد لستمان، لمدة ستة أشهر، وتأثر وقتها بأعمال كارافاجيو، وبعد عودته إلى ليدن، تشارك مع أحد زملائه في فتح مرسم خاص بهما، يبيعان فيه أعمالهما.
عاد رامبرانت إلى أمستردام، في عام 1632، وفي نفس العام أنهى لوحته الشهيرة درس التشريح، رسم رامبرانت جميع أشكال الفن خلال حياته، صور شخصية، ومناظر، وطبيعة، وغيرها، ومن أهم أعماله، دورية الليل، ورجم القديس ستيفن، فنان في مرسمه، وتمثال نصفي لرجل عجوز، والفيلسوف المتأمل، وأضحية إسحاق، والعالم الجالس على طاولته، وعودة الإبن الضال، والعديد من الرسومات الهامة والشهيرة التي تركها الفنان العالمي لتكون محط إلهام الكثيرين من الفنانين من بعده.
تميزت أعمال رامبرانت، التي عدت أفضل أعمال العصر الذهبي الهولندي، بأنها عبرت بشكل استثنائي عن العواطف البشرية والأشكال الطبيعية، واستخدامه المبهر للظل والأضواء والانعكاسات، وكان مهتمًا جدًا بإظهار التفاصيل، كما كان رامبرانت مهتمًا بإنشاء تسلسل هرمي، لشدة الأضواء في أعماله.
وصفه الكاتب المسرحي الشهير في القرن السابع عشر، أندريس بيلز، بأنه زنديق الفن الأكبر، لتمرده على جميع أشكال الفن السابقة عليه، حيث كان رامبرانت يفضل عاملة الغسيل كنموذج لأعماله، بدلا من فينوس إلهة الحب والجمال اليونانية.