الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حوار رئيس الوزراء.. والأجمل حوار مثله مع مسؤول إسرائيلي

الأربعاء 19/يناير/2022 - 11:55 م

لعل الذي تابع الحوار الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، سيقول ما شاء الله هذه القناة تمتلك جرأة كبيرة في توجيه الأسئلة لضيوفها رفيعي المستوى، وتنحاز لصف الفقراء والمحتاجين، وترسخ لمبدأ حقوق الإنسان، وغيرها من الأقاويل التي تدغدغ المشاعر، وهناك أيضًا مَن سيقول ما هذا الكم من التكالب على مصر والتصيد والتربص بها.

وبكل صدق، إذا كنت من أصحاب الرأي الأول، سأقول لك عزيزي المواطن - أنت معك حق - ولكن لا تأخذ الأمر بعين واحدة.. فهناك مَن يدس السم في العسل.. وهنا أطرح سؤالًا.. ما دام أن كل هذه القيم الإنسانية المثالية تتبناها القناة البريطانية المملوكة للدولة والأشهر في العالم، إذن ما المانع أن تجري نفس الحوار مع الرئيس أو رئيس الوزراء الإسرائيلي؟.. وتسأله عن قمع وسحق الفلسطينيين وسلب حرياتهم ومحاصرتها خلف القضبان، ولماذا تقتل وتعتقل الأطفال الفلسطينيين؟ لماذا لا تسأل عن قضايا الفساد المدان فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو وما هي الثقة التي ممكن أن يعقدها لضمان خروج آمن له من تلك القضايا؟

وهنا لا أتذكر أن القناة البريطانية المرموقة، أقدمت على إجراء حوار كهذا مع مسؤول إسرائيلي، وتوجيه مثل هذه الأسئلة، وهنا يتضح لنا أن حقوق الإنسان تختلف معايرها عند الدول الغربية الكبرى. 

بمعنى أن تلك الدول تجد أن ما يحدث في مصر بمثابة قمع ودكتاتورية وغيرها من تلك العبارات الرنانة، وأن ما يحدث في إسرائيل هو دفاع عن النفس واختلاف وجهات نظر مع الفلسطينيين، علمًا بأنَّ القضية الفلسطينية تنزف دمًا من أجساد أبنائها منذ النكبة حتى اليوم، وتحمل مصر على عاتقها حل القضية وتسويتها دون أي مصلحة.

صحيح أن مصر تمر بمرحلة فارقة في تاريخها، قد يتخللها أخطاء أو سوء تقدير في بعض الأوقات، ولكن هذا هو الحال في أي أمر، لا شيء مثالي، كما أن مصر لا تدعي المثالية مثل مدعيها، فهناك دول غزت ودمرت وشردت وقتلت الكبير والصغير والأطفال والنساء، دفاعا عن مصالحها، واليوم تقف أعلى منبر حقوق الإنسان وتدافع عنها.. كيف نصدق ذلك!؟

ليس سرًا أن المتربصين بمصر كثر، ولما لا وهي أقدم الحضارات، وأرض الرسل والأنبياء، مهبط الديانات، ذات الموقع الاستراتيجي المنفرد عالميا، وصاحبة الأيادي البيضاء على جيرانها وأشقائها وأصدقائها، لذلك لا يغرك عزيزي المواطن من يأتي ليقول شيئًا تريد أنت أن تسمعه، ابحث عن سجله الإنساني أولًا قبل أن تصدقه.

تابع مواقعنا