سيدة البرد.. الحاجة عطيات تجلس لبيع البرتقال للإنفاق على أولادها بعد مرض الزوج
بالقرب من مدخل مدينة المحمودية شمال محافظة البحيرة، وتحديدا بجانب مبنى الوحدة المحلية تفترش سيدة خمسينية يكسو ملامحها التعب والإرهاق، ولكن الابتسامة لا تفارق وجهها، وبسبب شدة البرد وسوء حالة الطقس، تلف على جسدها بطانية لتحميها من الصقيع، وتبيع البرتقال للإنفاق على أسرتها المكونة من 9 أفراد.
قصة كفاح الحاجة عطيات.. تعول 8 أبناء
في البداية تقول الحاجة عطيات، بائعة البرتقال، إنها تعول 8 أبناء، بينهم 5 بنات و3 أولاد منهم من أنهى دراسته ومنهم من لا يزال في مراحل التعليم المختلفة، وأنها تعمل منذ قرابة 30 عاما، للإنفاق على أبنائها بسبب مرض زوجها الذي كان يعمل سائقا.
وأضافت خلال لقائها مع القاهرة 24، أنها تبدأ يومها مع فجر كل يوم جديد في رحلة البحث عن لقمة العيش، ثم تعود لمنزلها بعد منتصف الليل لتريح جسدها المريض بضع ساعات، لكي تعاود مرة أخرى رحلتها مع الزمان.
وتابعت قائلة: كل أولادي علمتهم ودخلتهم المدارس، بس معنديش حد منهم شغال، ومستعدة أقعد في الشارع لآخر يوم في عمري عشان أربي عيالي، وزوجي كان شغال سواق، وحصل لي حادثة النار مسكت فيّ، فباع العربية وصرف تمنها على علاجي، ومعاشه لا يكفي ثمن علاجه، بس ربنا كريم.
وحول أسباب عملها في البرد القارس قالت: مفيش حاجة اسمها حر وبرد في حاجة اسمها بيت مفتوح وأسرة محتاجة تتربى، وباكافح وأشتغل علشان أصرف على أولادي، وأولادي الصبيان وهم رايحين يشتغلوا في أول يوم العربية اتقلبت بهم، وربنا وقف لهم أهل الخير من الدكاترة اللي بيساعدونا في علاجهم.
مطالب الحاجة عطيات
وتابعت بأنها أجرت عدة عمليات ويتبقى لها عمليات أخرى، لكنها ترفض إجراءها، قائلة: نفسي أعمل العمليات بس مين هيصرف على عيالي ساعتها، واختتمت حديثها والدموع تتساقط من عينيها: نفسي أقعد وسط عيالي وأحضنهم، لأني طول اليوم برا مش باشوفهم، وباروح وهم نايمين وباصحى الفجر وهم نايمين، ونفسي في شقة تلمنا كلنا، وبنتي اللي معاها دبلوم تجارة وابني بيشتغلوا علشان يساعدوني.
