شعبان يوسف يناقش الذين قتلوا مي اليوم بمكتبة البلد
تعقد مكتبة البلد، اليوم، جلسة ثقافية لمناقشة وتوقيع كتاب الشاعر والناقد شعبان يوسف «الذين قتلوا مي»، والصادر مؤخرا عن سلسلة كتاب اليوم، التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم، ومن المقرر أن يشارك في الجلسة العديد من الأدباء والنقاد، حيث تدير الندوة الكاتبة ضحى عاصي، ويشاركها في النقاش الكاتبة إيمان رسلان، والدكتور شريف الجيار، والكتابة عوة كامل.
يركز الكاتب شعبان يوسف في كتابه الجديد على سيرة حياة الكاتبة مي زيادة ويكشف فيه الظلم الذي عانته الأديبة خلال مسيرتها الأدبية والفكرية.
ينطلق الكتاب من أن مي زيادة لا زالت تفرض نفسها على الحياة الأدبية المصرية، ولازال هناك ما يمكن أن يقال عن تجربتها الاستثنائية على مستوى الأدب والإبداع العربى بصفة عامة، وعلى مستوى الإبداع النسوى والصحافة النسائية بصفة خاصة، وعلى مستوى حياتها وعلاقاتها المتشابكة مع كل رموز الإبداع والفكر والثقافة في مصر.
ويؤكد المؤلف خلال الكتاب أن الظلم الذي عانته الأديبة مي زيادة، لم يكن خاصا فقط بها وبإبداعها وبمسيرتها الأدبية والفكرية، بل تعرضت له كثيرات من الأديبات والمبدعات عموما بأشكال عديدة وذلك على مدى القرن العشرين.
الذين قتلوا مي.. قصة إبداع وتفرد وظلم الكاتبة العظيمة
ويقول الكاتب شعبان يوسف في مقدمة كتابه: «رغم العنت والظلم الذي عانته الأديبة والكاتبة مي زيادة، إلا أن ذلك الظلم لم يكن خاصًا فقط بها وبإبداعها وبمسيرتها الأدبية والفكرية، بل تعرضت له كثيرات من الكاتبات والشاعرات والأديبات والمبدعات عمومًا بأشكال عديدة، مثل الأديبة والشاعرة «باحثة البادية» ملك حفني ناصف، وعائشة التيمورية، وجليلة رضا، ودرية شفيق، ونبوية موسى، وصولًا إلى ليلى الشربيني، ونعمات البحيري، وأروى صالح، وابتهال سالم، ومديحة أبو زيد، وغيرهن من كاتبات ورائدات في مجال إبداع وكتابة المرأة، وذلك على مدى القرن العشرين.
ولأن مي زيادة أكثر الكاتبات تعرضًا للإيذاء والترصد والتحرش والاغتيال المعنوي منذ أن بدأت الكوارث تتواتر على حياتها بعد رحيل الأب والأم، ثم تآمر الأهل عليها ومحاولات السطو على ميراثها، فهى نموذج صارخ وحاد ودال على ثقافة الاستبعاد والتهميش والتسخيف والتقليل الدائم من شأن المنتج الإبداعي أو الفكري أو الثقافي للمرأة وتجاهله، وكل هذه الأفعال قد أحاطت بها منذ ضلوعها الواضح في المشاركة الجادة والفاعلة في صياغة المشهد الثقافي المصري والعربي بقوة، ومساهماتها المتنوعة في كافة المحافل المتاحة في مصر، وكان المتربصون يعملون ضدها بوتائر مختلفة، مرة بالنقد السلبي والمتعسف، ومرة أخرى بالاستخفاف، ومرة ثالثة بالتجريح، ومنذ أن بدأت مي الكتابة للصحف، أصبحت ملء السمع والبصر.
وكانت كتاباتها تنافس كتابات كتّاب كبار كان لهم حضور ثقافي بارز منذ زمن يسبق زمنها بكثير، كتاب من طراز عباس محمود العقاد، وسلامة موسى، وإبراهيم عبد القادر المازني، وزكي مبارك وغيرهم، ومن ثم قفز اسمها عاليًا في الحياة الأدبية والثقافية المصرية والعربية، وأصبح لها قرّاء في مصر والعالم العربي، وبدأت تطلبها الصحف والمجلات لاستكتابها بجد وبإلحاح، وأصبح لكتاباتها حضور عميق وبالغ الأهمية في المجال الأدبي والفكري وكتابة المرأة عمومًا، ذلك الحضور كان بين الكتاب والمبدعين والقراء على حد سواء.