سياسيون يكشفون دلالات زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى لبنان.. وقرداحي يعلق
ألقت زيارة وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، اليوم في أول زيارة رسمية لمسؤول خليجي رفيع المستوى لبيروت منذ ازمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، الضوء على مستقبل العلاقات الخليجية اللبنانية، التي شهدت توترات خلال الأشهر الماضية.
وزير الخارجية الكويتي وصل إلى بيروت حاملا رسائل معلنة حظيت باهتمام عربي وخليجي كبير، كونها تأتي ضمن أول زيارة لمسؤول خليجي رفيع المستوى إلى الأراضي اللبنانية، منذ أزمة لبنان مع جيرانه الخليج إثر تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي بشأن الحرب اليمنية ومشاركة التحالف العربي بقياد المملكة العربية السعودية لدعم الشعرية في اليمن بتلك الحرب.
وزير الخارجية الكويتي في لبنان
وتضمنت رسائل الصباح، أن لبنان أيقونة متميزة في العالم العربي مؤكدًا ضرورة عدم تدخله في شؤون أي دولة عربية، وأن تلك الزيارة تعد في إطار الجهد الدولي لإعادة الثقة بلبنان مرة أخرى، والتعاطف مع الشعب اللبناني، وأن الخليج والعرب لا يريدان أن تكون لبنان منصة للتهجم على الدول العربية والخليجية، وثالثًا أن يلتزم لبنان بالإصلاحات المطلوبة منه، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون متضامنة مع لبنان والتحرك الكويتي بالتنسيق مع دول الخليج.
لبنان لا يكون مضاد للخليج والعرب
في ذات السياق، يرى الدكتور عايد المناع، الباحث السياسي والأكاديمي الكويتي، أن زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى لبنان تأتي في إطار رئاسة الكويت للدورة الحالية للجامعة العربية، تزامنًا مع عقد جلسة طارئة غدًا الأحد في الجامعة العربية بالقاهرة لمناقشة هجمات الحوثيين على أبو ظبي، بطلب من الكويت.
وأضاف المناع في تصريحات لـ القاهرة 24، أن زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى بيروت تأتي وسط محاولات خليجية ألا يكون موقف لبنان مضاد للخليج والعرب بشكل عام، على عكس ما بدى عليه الموقف اللبناني خلال الفترة الماضية بالتقارب لإيران أكثر من الخليج والعربي.
وأوضح المناع، أنه عقب تلك الزيارة فإن أي موقف أخر مضاد من قبل لبنان تجاه الخليج والوطن العربي سيعكر الأجواء، وسيؤدي إلى إجراءات قادمة أشد للتعامل مع لبنان.
ليست مخرج مباشر للأزمة
في حين يرى حسان قطب، مدير مركز لبنان للدراسات السياسية والاستشارات، أن زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى لبنان تأتي بالتزامن مع تداعيات سياسية وأمنية وعسكرية خطيرة، تجاه دول منطقة الخليج العربي، خاصة عقب الهجوم الحوثي على الإمارات.
وأضاف قطب لـ القاهرة 24، أن زيارة وزير الخارجية الكويتي لن تشكل مخرجًا مباشرًا أو سريعًا للأزمة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، ولكنها تؤكد على أن الدول العربية، وخاصة مصر والدول الخليجية لم تتخل عن لبنان ولن تترك الساحة اللبنانية لحزب الله وإيران للتفرد والهيمنة عليها.
وأوضح قطب، أن زيارة الصباح – وزير الخارجية الكويتي - تمثل زيارة تبليغ رسائل سياسية، والتعبير عن التضامن مع الشعب اللبناني واستطلاع للواقع اللبناني والتأكيد على دعم الاستقرار في لبنان، وأن الدعم العربي والخليجي خاصة مرتبط بتغيير الواقع اللبناني والخروج من نفق الهيمنة الإيرانية، وضبط أداء حزب الله وعدم التورط في صراعات المنطقة.
لبنان ذاهب إلى المجهول
في السياق ذاته، يقول زياد علوش، السياسي اللبناني، أن زيارة المسؤول الخليجي الأولى للبنان، تعبر عن مشاعر أخوية وثيقة وتاريخ طويل من التفاهم والثقة بين لبنان والكويت، لكن عمليًا من غير المتوقع الآن عودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى طبيعتها.
وأضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أن المشكلة الأساسية تكمن في تدخل حزب الله، وعجز السلطات اللبنانية عن كبح جماحه، خاصة أن هذا التدخل العسكري طال الكويت نفسه في أكثر من مرة.
وأوضح علوش، أنه يوجد مؤشر مقلق بأن لبنان ذاهب إلى المجهول وسط توجهات من قبل رؤساء الحكومات اللبنانية السابقة بعدم خوض الانتخابات النيابية بضغط خليجي، لأن المطلوب من لبنان هو الحياد الإيجابي كشرط لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية اللبنانية الخليجية.
قرداحي يعلق على زيارة وزير الخارجية الكويتي
وتواصل القاهرة 24، مع جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني السابق، والذي تسببت تصريحات بشأن الحرب اليمنية ما بين مليشيات الحوثيين المدعومة من قبل إيران، وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، للتعرف على رؤيته بشان أول زيارة لمسؤول خليجي رفيع المستوى إلى بلاده، ليرد قرداحي في تصريح مقتضب قائلا: «عساه خيرًا».