الحياة تبدأ بعد الستين.. آمال قهرت السرطان مرتين وأصبحت أكبر طالبة في مصر | فيديو وصور
بخطوات بسيطة متناغمة تسير داخل الحرم الجامعي، خطوط وجهها وتجاعيده تعبر عن زمن قست أيامه على تلك العجوز، يد تتكئ على عكازها، والأخرى تحمل كُتبها ومذكراتها، وما أن تصل للقاعات تفاجئك بنشاط ابنة العشرين، تجدها في المقعد الأمامي تناقش الأساتذة تارة، وتوجههم وتجادلهم تارة أخرى.
في عام 2014، التحقت آمال إسماعيل متولي صاحبة الـ79 عامًا بكلية الآداب جامعة المنصورة، لتبدأ تحقيق حلم انتظرته على مدار 60 عامًا، بعدما حرمتها ظروفها الأسرية منه، رافعة شعار الحياة تبدأ بعد الستين.
آمال إسماعيل أكبر طالبة علم بمصر
في عمر 12 عامًا، أُجبرت آمال على ترك المدرسة والتفرغ للزواج، وكانت حينها طالبة في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة العائلة المقدسة، وتدرس باللغة الفرنسية، وانصاعت لأوامر وتقاليد عائلتها في العلن، لكن الخفاء كان يحمل أحلاما أخرى.
26 عامًا قضتهم السيدة السبعينية بعيدة عن المدرسة، تقرأ وتتثقف وتدون خواطرها، وحلم الجامعة يمر يوميًا من أمام عينيها دون يأس، حتى انتهزت فرصة سفر زوجها للعمل بدولة ليبيا، وعاد حبل الود الدراسي مجددًا، وحصلت على الشهادة الإعدادية وكان عمرها 38 عامًا، ولكنه سرعان ما انتهى، بعدما اصطحبها زوجها معه، وظلا هناك لمدة 4 سنوات.
أدت آمال رسالتها، وزوجت أبناءها الأربعة بعد حصولهم جميعًا على شهادات عليا، وبعدها أصيبت بالسرطان، وساندها زوجها في رحلة علاجها، وكانت وفاة حبيب العمر صدمة لم تفق منها إلا بعد سنوات، وبداية الانطلاق نحو الماجستير.
باحثة الماجستير تحدت المرض وحاربت السرطان مرتين
تقدمت آمال للمرحلة الثانوية وعمرها 68 عامًا، وكانت من المتفوقات، وحصلت على مجموع 305.5 درجة، والتحقت بكلية الآداب قسم الاجتماع في عمر الـ71، وبعد أقل من عامين هاجمها السرطان مرة أخرى، لكنها لم تيأس وحصلت على الليسانس.
مواقف مختلفة تعرضت لها أكبر طالبة بمصر خلال رحلة تعليمها، وبنبرة حادة طالبها المُدرس بمغادرة مدرج الكلية، باعتباره مكان تلقي علم وليس ساحة انتظار لأولياء الأمور، لتفاجأه بأنها طالبة، وروت له قصة كفاحها.
ومرت السنوات ولم يدب اليأس بابها، ودفعها حب العلم لخوض رحلة الماجستير، وقاربت على الانتهاء من خطتها البحثية، وأصبحت على بُعد خطوات من تحقيق إنجاز جديد، لتضرب مثلًا في التحدي والإصرار، وتُثبت أن العمر مجرد رقم، وبحر العلم ليس له نهاية.
طموح أكبر طالبة علم في مصر ليس له حدود، ومازالت تأمل في استكمال رحلتها حتى الدكتوراه، رافعة شعار لا يأس مع الحياة.