كيف ولماذا حكم السيسي مصر؟.. أحدث مؤلفات الكاتبة الصحفية الدكتورة فاطمة سيد أحمد
صدر مؤخرا للكاتبة الصحفية فاطمة سيد أحمد، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، ورئيس تحرير صحيفة روزا اليوسف الأسبق، كتاب - كيف ولماذا؟ حكم السيسي مصر، عن مؤسسة روزا اليوسف للصحافة، والذي تؤرخ فيه الأحداث التي شهدتها مصر، خاصة أحداث الفوضى التي هددت الاستقرار في مصر، وتدهور في الأوضاع المعيشية للمواطن، من خلال محاولة للكاتبة الصحفية في تتبع تلك الأحداث من منظور واسع، إبان ثورة الخامس والعاشرين من يناير، والتي رفضت فاطمة سيد أحمد توصيفها، تحت مسمى الفوضى الخلاقة، وهو المسمى الذي أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق كوندليزا رايس.
أحداث يناير
وأوضحت الكاتبة الصحفية، أن أيادٍِ خارجية؛ اخترقت المشهد، وسعت لتحقيق أهداف مُغرضة لها، والتقى ذلك مع مُحاولات من أطراف انتهازية بالداخل لاستغلال الفوضى، وانتزاع ما كانت تعتقد أنه مكاسب لها، مبينةً أن الأيام الثلاثة الأولى من ثورة يناير 2011؛ كانت نظيفة، وتعبر عن أحلام شباب نقي يطمح في تحقيق حياة كريمة لأبناء الوطن.
وأضافت أن ما أفسد هذه الثورة وأفشلها، هو قفز مجموعة الانتهازيين من قُدامى السياسيين والأحزاب، حيث كل يسعى لتحقيق منافع شخصية، والحصول على مميزات تزيد من نفوذه وسلطاته.
وذكرت فاطمة أحمد أن الإخوان المسلمين؛ الذين ظلوا طويلا يحلمون بالوصول إلى سدة الحكم، وجدوا في هذه الثورة الشبابية فرصة تتيح لهم، الخروج من مكامنهم، وركوب الموجة ظانين أن الدولة انهارت مع انهيار النظام.
وظهرت حركات تُريد أيضًا، أن يكون لها مكانة على خريطة الأحداث، البرادعي وحركة كفاية، وبعض التيارات المعارضة؛ التي سرعان ما تحالفت مع الإخوان واندرجت تحت مظلتها، بعد أن راهنت على قوتها وحسن تنظيمها.
ولفتت إلى أن أشخاص كانوا في يوم ما موضع ثقة الشعب بحكم مناصبهم، ولكنهم خلعوا أقنعتهم، ووضعوا أيديهم الملوثة في يد متآمر خارجي؛ يسعى دوما لأن تكون بلادنا في ذيل الحضارة، مع أننا من بعثها في الكون، ومنهم من اعتبر الوطن كعكة؛ عليه أن يلتهم جزءا منه، مهما حدث وجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه، وذلك كما جاء في مقدمة الكتاب.
محاولة اغتيال عمر سليمان
الجزء الأول من الكتاب يتناول الأحداث التي مهدت لثورة يناير، وعلى رأسها ملف توريث الحكم، وسعي جمال مبارك الحثيث لتولي رئاسة مصر، وبدأت مساعيه بخطوات تدريجية، بالتخلص مما يسمى بالحرس القديم المحيط بمبارك، وتعيين شخصيات موالية له داخل الحزب الوطني ومجلس الوزراء، ولأنه كان يعلم أن الجيش بحكم وطنيته العريقة، وتعهده بحماية مصالح البلاد، لم يكن معينا له في مشروعه الشخصي برئاسة مصر.
وأشارت الكاتبة إلى أن جمال مبارك؛ كان يعلم أن القوات المسلحة لم تكن راضية عن تغول وفساد رجال الأعمال، ومن بينها رفضها استيلاء رجال الأعمال الفاسدين، على مساحات واسعة من الأراضي، أصبحت الآن مقرا للعاصمة الإدارية الجديدة، فامتلأ قلب جمال مبارك بالحقد على المشير حسين طنطاوي، ثم على اللواء عمر سليمان، وهما شخصيتان كان الرئيس الراحل مبارك؛ يكن لهما تقديرا بالغا.
وأوضح الكتاب؛ كيف جال بخاطر جمال مبارك، أن يستعين بحليف أمني، هو وزير الداخلية القوي حبيب العادلي، في مواجهة كل من المشير طنطاوي واللواء عمر سليمان؛ لكن اتضح أن ذلك الرهان جانبه الصواب تماما، فيما أشار الكتاب إلى واقعة محاولة اغتيال عمر سليمان، وإطلاق الرصاص على سيارة كان من المعتقد أنه يستقلها، ولكنه لم يكن فيها وقتل السائق والحارس.
ويتناول الكتاب؛ محاولات مبارك في الأيام الأولى ثورة الخامس والعشرين من يناير استرضاء الشارع بتعيين عمر سليمان نائبا له، وأحمد شفيق رئيسا للوزراء، ولكن ميدان التحرير؛ الذي كان له صوت مسموع وقتذاك لم يتقبل هذا الإجراء، وفشلت محاولات الحوار؛ التي أجراها النائب عمر سليمان مع شباب الثورة.
عمليات تخريب وفتح للسجون
محاولات مبارك تواكب في ذلك الوقت مع عمليات تخريب وفتح للسجون وتدخل جهات أجنبية، لتنفيذ أجندات خارجية، لينتهي التصعيد بتنحي مبارك وتولي المجلس العسكري إدارة شئون البلاد في فترة صعبة؛ تولى فيها الجيش تأمين الجبهة الداخلية بعد انسحاب الشرطة وتقككها.
وفي اليوم الأول من ترأسه لجهاز جهاز المخابرات العسكرية؛ وجد عبد الفتاح السيسي نفسه محملًا بواجب وطني جبار؛ استلزم تنفيذ خطة الطوارئ العاجلة للدولة، لتأمين أوراقها ومستنداتها ووثائقها، على عجل ووضعها في مكان آمن لا تصله يد عابث.
ويستعرض الكتاب؛ مواقف المرشحين لرئاسة الجمهورية، ووقتها قال المجلس الأعلى، إنه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وكان كل منهم يعتقد أن له قواعد شعبية؛ تؤهله لحكم مصر، ومن بينهم عمرو موسى والبرادعي وعبد المنعم أبو الفتوح، وكيف ثبت ضعف هذه القواعد أمام الناخبين؟.
الإخوان مع المجلس العسكري
كما يتضمن الكتاب فصلًا عن قصة الإخوان مع المجلس العسكري، حيث تلقى الفريق سامي عنان، أثناء زيارته لأمريكا، رسالة من المخابرات الأمريكية؛ تفيد بأن يتم التعامل مع الإخوان كتيار سياسي معترف به.
ويتناول الكتاب صُعود جماعة الإخوان المسلمين إلى رأس السلطة في مصر، وحالة الغضب الشعبي التي واجهت الجماعة.