إكليل الزهور وشظايا الأعمدة.. رسائل ماكرون عن الأقباط ومسيحي الشرق ومصر (صور)
حل اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضيفًا على الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، بلقاءه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ضمن برنامج زيارته لمصر والذي استغرق ثلاثة أيام.
وحملت زيارة إيمانويل ماكرون للكاتدرائية الأعرق في الشرق الأوسط، عدة رسائل هامة فيما يتعلق بقضايا الأقباط في مصر، وما تعرضوا له من عمليات إرهابية خلال السنوات القليلة الماضية.
استهل ماكرون توجيه رسائله بمخاطبة البابا تواضروس الثاني وجموع الأقباط في مصر، مؤكدًا أهميتهم ومقدار ما تعرضوا له، إذ قال للبابا تواضروس:”قدم الأقباط في مصر واهميتهم، مثالًا لأهمية الأقباط المصريين في فرنسا، وأعلم جيدًا كم عانى الأرثوذكس في السنوات الأخيرة من العنف و الارهاب و الهجمات”.
بتلك الكلمات وثق ماكرون أمام العالم، معرفة فرنسا كأحد الدول العظمى لما تعرض له الأقباط من هجمات إرهابية وحشية، راح على إثرها العشرات من الشهداء ومثلهم من المصابين، ولكن تلك الرسالة لو لم يلحقها الرسالة التالية، لكانت أسئ فهمها وتم استغلالها أسوأ استغلال.
الرسالة التالية جاءت ملاحقة للأولى في المضمون والهدف، فقال ماكرون:”أنا أعرف أن العمل الذي تقوم الحكومة به لضمان الأمن ولكي تتمكنوا من ممارسة دينكم والعيش في مجتمع آمن”، ليُعلن بذلك ماكرون أمام المجتمع الدولي، إن الأقباط قدموا دمائهم كأضحية لجرائم الجماعات الإرهابية، ولكن الحكومة المصرية لا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا، بل تسعى جاهدةً لمواجهة هذا الخطر.
“يسعدني أن يكون لنا هذا اللقاء خاصةً في ظل الظروف الحالية التي تمر بها مصر و المنطقة بأكملها.. أنا أعتبر أن التعددية وما تمثلونه انتم في المنطقة عنصرًا اساسيًا لإحلال السلام، ويهمني أن اسمعكم عن ما ذا يقلقكم وماذا تخشون”، بتلك الرسالة حسم إيمانويل ماكرون الجدل حول ما يُردد عن دعم أوروبا لمخطط تفرغ الشرق الأوسط من مسيحيه وتحديدًا أقباط مصر.
إيمانويل ماكرون لفت الأنتباه بشكل أكثر ناحية قضايا مسيحيي الشرق الأوسط، حيث قال في رسالته: “وجودنا هنا معكم اليوم صاحب القداسة يشهد علي الأحترام الذي نكنه للكنيسه القبطية الارثوذكسية والأعتراف بما تمثله كنيستكم ليس فقط لماضي مصر ولكن لمستقبل مصر ايضًا، كذلك نقر ماشهدته هذه الكنيسة والشهداء الذين سقطوا وأريد أن اعرف رأي قداستكم عن كيفية الحوار بين الديانات ولمرافقة كل مسيحي الشرق الأوسط، لأن هذا هو دور فرنسا ايضًا، وإننا سوف نعقد في باريس مؤتمر جديد لنري كيف يمكن أن نعمل بفاعلية أكبر لمصلحة مسيحي الشرق”.
ماكرون خلال لقاءه البابا تواضروس الثاني، كان يعي جيدًا قيمة بطريرك الكنيسة الأرثوذوكسية وبابا الأقباط، وأراد عبر كاتدرائية الكنيسة الأرثوذوكسية الإعلان عن خطواته تجاه مسيحيي الشرق، ولكنه أقرنها برأي الكنيسة القبطية العريقة، لما تمثله من قوة ومكانة عالمية.
“أنا أؤيدكم تمامًا فيما قولتموه عن الحوار بين الشرق و الغرب، ففي كثير من الاحيان من الجانبين وخاصة في عالمنا اليوم هناك سرعة في أن نحكم علي الآخر من الجانب المطلق وأنا من جانبي أعتقد أن الحقيقة هي في هذا الحوار و الكلام من أجل أن نتعلم من الكلام و الحوار وهذا ما نعيشه يومًا وهذا جزء من جدلية الحوار، وأنا بهذه الروح أقود شؤون فرنسا”.
بتلك الكلمات السابقة، أيد ماكرون ما جاء على لسان البابا حول فقدان التواصل بين الشرق والغرب، والتشديد على ضرورة إقامة حوار بناء بين الشرق والغرب، فبحسب ما قاله البابا: “الغرب عقل العالم والشرق قلبه”.
“تخليدًا لذكرى أقباط مصر ضحايا الإرهاب الوحشي”، رسالة أخرى حملها ماكرون على عاتقه بحسب ما قال قصر الإليزييه، الذي نشر صورة للرئيس الفرنسي وهو يلامس أحد أعمدة كنيسة البطرسية التي تعرضت لهجوم إرهابي عنيف، بل وقام ماكرون بوضع أكليل من الزهور على اللوحة التذكارية لشهداء البطرسية، في رسالة تؤكد حرص بلاده على تخليد ضحايا العمليات الإرهابية، ومعاينته لما تخلفه الحرب الضروس التي تخوضها البلاد ضد المتطرفين.