لأول مرة.. فرنسا تفرج عن أشرطة فيديو تصل لـ 180 ساعة لحربها في الجزائر
تكشف السلطات الفرنسية، في الأول من مارس المقبل، عن وثائق تاريخية وشهادات حية وغير مسبوقة، تتعلق بالثورة الجزائرية والحرب على الاحتلال الفرنسي.
ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية عن المعهد الوطني الفرنسي للسمعي البصري، إنه سيشرع بداية من الأول من شهر مارس المقبل، في نشر 180 ساعة من المقابلات مع المدنيين والمقاتلين من كلا الجانبين الذين شهدوا أحداث الحرب في الجزائر، وذلك عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنيت، وفق بيان صادر عن معهد السمعي البصري الفرنسي.
تقرير بنجامان ستورا
وكان تقرير بنجامان ستورا الذي أعده بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد تضمن مقترحا بإحراز تقدم في المسائل المتعلقة بالأرشيفات، بهدف نقل بعضها من فرنسا إلى الجزائر، والسماح للباحثين من البلدين بالاطلاع على الأرشيفات الفرنسية والجزائرية، وتسريع مسار رفع السرية عن الوثائق.
والشهود الذين سيفرج عن شهادتهم، هم مدنيون جزائريون، وفرنسيون ولدوا في الجزائر (أقدام سود أو معمرين)، ومجندون فرنسيون وجنود نظاميون، ومناضلون مؤيدون للاستقلال من جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية التابعة لمصالي الحاج، وأعضاء في منظمة الجيش السري الإرهابية، ومثقفون وطلاب.
وأوضحت الصحيفة الجزائرية، أن الجيش الفرنسي في الجزائر، كان يوجد ضمن صفوفه مختصون في التصوير وتسجيل الفيديوهات أثناء الحرب التحريرية، غير أن تلك المادة الإعلامية كانت ممنوعة من النشر إلا بموافقة من السلطات العسكرية الفرنسية.
ووفق مدير المؤسسة الفرنسية، أنييس شوفو، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس)، فإن هؤلاء الشهود على "حرب الجزائر" وفق الأدبيات التاريخية الفرنسية و"الحرب التحريرية" وفق التسمية الجزائرية، لم يتم سماع شهاداتهم على هذا النحو من قبل.
الذكرى الستين لتوقيع اتفاقيات إيفيان
وتأتي هذه الخطوة بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع اتفاقيات إيفيان في 18 مارس 1962، التي رسمت انتهاء "الحرب الجزائرية"، وتحاول السلطات الفرنسية من خلال معهد السمعي البصري، وعبر هذه المبادرة "الوصول إلى مجموعة متنوعة من الجماهير والأجيال"، وفق ما جاء على لسان مسؤولة المعهد.
وحرص القائمون على هذه الخطوة، على التأكيد بأن ما يُظهر من تنوع هذه الشهادات، هو أنها لم تكن حربا ثنائية، بل حروبا خاضها الجميع من أجل رؤية الجزائر، بمعنى أن كل طرف كان يحاول تبرير موقفه من الحرب في الجزائر، والتي اختلفت إلى درجة التناقض، لأن الجزائريين كانوا يحاربون من أجل الاستقلال، في حين أن الفرنسيين سواء كانوا من العسكريين أو المدنيين والمعمرين، كانوا يحاربون من أجل بقاء الجزائر فرنسية.