حرب على نار هادئة.. أوكرانيا تتحول لمخرن سلاح في انتظار الشرارة الأولى بين روسيا وأمريكا
تتعالى أصوات طبول الحرب على الحدود الأوكرانية الروسية، لتصل أصدائها في مختلف أرجاء القارة الأوروبية، وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما بدأت تلك الدول في إرسال ترسانة عسكرية إلى الأراضي الأوكرانية استعدادًا للشرارة الأولى من الحرب التي قد تمثل انطلاقة للحرب العالمية الثالثة حال اندلاعها.
طبول الحرب الروسية الأوكرانية ترافقها مساعي أوروبية وروسية لإخماد نيران الحرب قبل انفجارها ووصلها إلى مرحلة اللا عودة، إذ يجري اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، بهدف التوصل لتوافق أو بادرة قد تمثل بداية لنهاية الأزمة العسكرية بين الطرفين على الحدود الشرقية الأوكرانية.
الحرب الروسية الأوكرانية
اتصال وزير الخارجية الأمريكي بنظيره الروسي، يشهد ترقب دولي حول إمكانية التعامل مع الأزمة الأوكرانية عالية الخطورة، والوصول إلى حلول للتهدئة، بعد تبادلات خطّية بين موسكو وواشنطن، إذ أعلن مسؤول أميركي وفقًا لفرانس 24، أنّ الولايات المتحدة تلقّت من روسيا رسالة خطّية تتضمّن ملاحظات الكرملين على الجواب الخطّي الذي سلّمته واشنطن إلى موسكو الأسبوع الماضي وضمّنته ردّها على مطالبه الأمنية واشتراطاته لحلّ الأزمة الأوكرانية، من دون ان يُحدّد فحوى الرد.
فيما نفت الخارجية الروسية، إرسال موسكو ردا إلى الولايات المتحدة على الضمانات الأمنية، مؤكدة أنها لن نتراجع عن خطواتنا أمام تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات.
أوكرانيا في مواجهة روسيا
في حين أشاد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنيسكي، في بيان له، بما وصفه أكبر دعم عسكري ودبلوماسي تحظى به لاده منذ 2014 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، مؤكدًا أن بلاده ستعمل على زيادة تعداد الجيش بمقدار 100 ألف جندي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
المساعي الأوروبية تأتي عقب ساعات من اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، شهد مبارزة كلامية بين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، والذي قال إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد خلق ما وصفه بحالة من الهستيريا والخداع للمجتمع الدولي من خلال توجيه اتهامات لروسيا لا أساس لها، متسائلا عن ماهية الأسباب التي تدفع الدول الغربية لتأكيد وجود 100 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، موجهًا حديثه بشأن الحرب الأمريكية في العراق بأنه قبل الغزو الأمريكي للعراق أكدت واشنطن بامتلاكها أدلة على وجود أسلحة دمار شامل، لكن لم يتم العثور عليها أبدا.
لكنه سرعان ما جاء الرد الأمريكي على لسان نظيرته الأميركية ليندا توماس، خلال ذات الجلسة، قائلة أن نشر أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا من شأنه أن يبرر عقد اجتماع بمجلس الأمن معللة ذلك بان القوات الروسية من شأنها ان تهدد الأمن والسلم الدوليين.
حرب أمريكا وروسيا
وعلى صعيد مختلف يسعى الأوروبيون إلى ألا تتفوق عليهم جهود واشنطن الدبلوماسية، باثبات تواجدهم إلى جانب اوكرانيا على المستويين العسكري والدبلوماسي،،فبالتزامن مع اتصال هاتفي بين بلينكين ولافروف، سيزور رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون العاصمة الأوكرانية اليوم، للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
فيما أجرى إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، اتصالا هاتفيا جديدًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين، ليعد بذلك الاتصال الثاني خلال 4 أيام في محاولة لتحديد موعد لمحادثات السلام المقبلة مع مسؤولين من روسيا وألمانيا وفرنسا
وعلى الصعيد الأوروبي أيضا جاءت آخر الخطوات قبيل ساعات بإعلان بولندا أنها ستزود أوكرانيا بمنظومات دفاع ومسيرات أخرى من الأسلحة الدفاعي، لتستمر سيناريوهات قرع طبول الحرب الأوروبية الأمريكية الروسية، بموازاة مساعي السلام عبر مفاوضات مارثونية خوفًا من الرصاصة الأولى بين جميع الأطراف.
