بيروت تحبس أنفاسها.. ما سيناريوهات الرد الخليجي على الورقة اللبنانية لعودة العلاقات؟ | تقرير
يحبس الشارع اللبناني أنفاسه ترقبا للرد الخليجي على الورقة اللبنانية التي قدمتها بيروت إلى الكويت خلال الساعات الأخيرة، وسط رهانات دولية على حلحلة الأمور بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان والتي توترت قبل أشهر، على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، انتقد فيها تعامل التحالف العربي بقيادة السعودية في حرب اليمن.
وخلال الساعات المقبلة تستعد الإدارة السياسية بلبنان لسماع الموقف الخليجي على الردود اللبنانية على الورقة التي قدمتها دول الخليج، ويبدو أن المشهد اللبناني سيسير إلى استمرار الحكومة اللبنانية وصناع القرار هناك في ركاب حزب الله، ومن ثم سيزداد التصعيد تجاه بيروت.
مراقبون لبنانيون وسعوديون قدموا، خلال حديثهم مع القاهرة 24، السيناريوهات التي ستحملها الردود الخليجية حيال الورقة اللبنانية، مؤكدين أن المبادرة الكويتية فرصة ثمينة لبيروت كانت ستعيدها على طريق الاستقرار الأمني والاقتصادي وفتح أفق تعاون إقليمي.
اختبار لبيروت حيال نفوذ إيران
الكاتب والسياسي اللبناني المتخصص في الشؤون الخليجية والعربية، طارق أبو زينب، قال لـ القاهرة 24، إن ما حملته الورقة الكويتية الخليجية ببنودها هو اختبار للدولة اللبنانية وأركان الحكم لتحديد حقيقة ووضوح التموضع الرسمي للبنان في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح السياسي اللبناني، أن الاختبار الخليجي سيعرّي الموقف اللبناني الملتبس والمزدوج إزاء الاختلاف على مفهوم الدولة والسكوت عن الهيمنة الإيرانية، وأيضا الانقسام إزاء النظرة لقضايا جوهرية منها سيادة لبنان واستقلاله وتنفيذ القرارات الدولية وسلاح مليشيا حزب الله ونزعه تنفيذا للقرار 1559.
وتابع: للأسف لا يكترث أركان الحكم اللبناني بالعمل الجاد لمصلحة اللبنانيين، وتطبيق الوثيقة الكويتية الخليجية في زمن بدء تحجيم الدور الإيراني في المنطقة العربية (العراق وسوريا وغيره من الدول)، وبدء رسم معالم مرحلة جديدة للمنطقة ولبنان من ضمنها، فتحديد خيار أي لبنان يريد اللبنانيون ضرورة.
لبنان يصدر الإرهاب
ونوه المتخصص في الشأن الخليجي بأن لبنان الآن أصبح يصدر "الإرهاب" و"المخدرات" ويوفد شبابه للقتال في اليمن والعراق وسوريا ضد العرب، في ظل الانهيار والجوع والفقر والمخدرات ومصالح الزعماء والطوائف والمذاهب، حتى أصبح لبنان الدويلة الذي هجّر شبابه ويكاد يفرغ من أهله.
وتابع: هنا بيت القصيد في الورقة الكويتية الخليجية، والقرار بيد اللبنانيين لتحديد المستقبل والمصير، بعد قرار الرؤساء الثلاثة في الرسالة الجوابية، وما على الشعب سوى تأكيد الخيار في صناديق الاقتراع لانتخابات مجلس النواب في 15 مايو المقبل، متسائلا: هل سيفاجئ اللبنانيون العالم وتكون كلمتهم مدوية في صناديق الاقتراع واستيراد لبنان وما يمثل من ثقافة وعلم وتنوع بتثبيت عروبته؟ أم سيبقى مختطفًا لمليشيا إرهابية إيرانية؟.
سيطرة حزب الله على لبنان
وعلى صعيد آخر قال الكاتب الصحفي السعودي نايف الحربي، لـ القاهرة 24، إن المملكة العربية السعودية تدرك أنه ليس هناك من أحد يملك خطة بديلة تنتزع سيطرة حزب الله سوى الشعب اللبناني، وأن الرد الخليجي على الورقة اللبنانية سيكون عبر صوت واحد بأن خليجنا واحد.
وأضاف الحربي، أن الحكومة اللبنانية لم تقل الشعب اللبناني أولًا، بل قالت حزب الله وإيران أولًا حتى دمرت لبنان، قائلا: المطلوب من الحكومة اللبنانية الآن هو أن تتخلى عن حزب الله، موضحا سواء أعطت دول الخليج فرصة للبنان ستظل لبنان رهينة حزب الله، فلبنان يقود نفسه للهاوية.
رسالة لبنان والرد الخليجي
وأمس، سلّم وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، نظيره الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح الردّ اللبناني الرسمي على المذكرة الكويتية التي حملها الأخير إلى بيروت قبل أسبوع.
وينتظر لبنان في ترقب الردود الخليجية حيال الورقة اللبنانية التي قدمتها بيروت لدول الخليج، وسط استمرار للتوتر بين الجانبين، والذي أعقب تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي على خلفية انتقاده التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.
ويعاني لبنان من أوضاع إنسانية واقتصادية متردية، بسبب الانقسامات السياسية التي تضرب الحكومة والأحزاب اللبنانية، وسط انسدادات سياسية بين المكونات الشيعية والمسيحية والسنية وباقي أطياف المجتمع، ازدادت حدتها عقب إعلان رئيس المكون السني سعد الحريري اعتزاله السياسة.