أحمد درويش يشيد باختيار يحيى حقي شخصية معرض الكتاب: اختيار موفق
أشاد الناقد الدكتور أحمد درويش باختيار وزارة الثقافة الأديب الكبير يحيى حقي ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين.
وقال أحمد درويش خلال ندوة عن يحيى حقي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن التفات المسئولين عن الثقافة في مصر للرواد أمثال يحيى حقي التفات جيد يحاول أن يشدنا قليلا من الضجيج الإعلامي، وفي زحام هذا الضجيج نكاد ننسى فكرة التراكمية في الحضارة.
وتابع أستاذ النقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: نحن نولع بنجوم اليوم، وهذا حق هذه النجوم، لكنها تنسينا العودة قليلا للوراء، ففي فرنسا تقدم كلاسيكيات المسرحيات وتروج الدولة ويشتبك معها الشباب مع الاحتفاء بالحديث.
وقال أحمد درويش: يحيى حقي يمتد على مدار القرن الماضي كله منذ لحظة ميلاده، اشتبكت تجربته بأدوات الحوار والابداع والثقافة، ويثبت أن اللغة التي كتب بها أنها لغة قابلة للحياة والتجدد.
وأشار درويش إلى أن يحيى حقي درس القانون، وهو ليس بالضرورة أن يكون من أصحاب الثقافة واللغة الأدبية البحتة ولكنه استطاع أن يقتحم الأدب، وهو حين يحاول أن يبني شخصيته الأدبية يتجه للتواضع حتى مع أقرانه.
وأكد درويش أن يحيى حقي يوزع ثرواته ثرواته بين النقد الأدبي والكتابة الأدبية، وهذا أمر نحن محرومون منه لأننا نظن أن الإبداع والعلم لا يجتمعان مع بعضهم، وهو ما حرمنا من مواهب كثيرة، موضحا أن يحيى حقي صار في المجالين بخطى متوازية.
وتابع درويش: عندما ننظر للمسات يحيى حقي النقدية نجد أننا في حاجة لها، فهو كان ناقدا قارئا يعرف كيف يستفيد من تجارب النقد، وعرف كيف يربط جسرا بين التراث النقدي القديم والنقد الحديث.
لغة الكتابة عند يحيى حقي
وكشف درويش أن يحيى حقي اهتم بمسألة أغفلناها هي أن أدبية الأدب تنتج من كونه مكتوب بلغة راقية صيغت في قالب أدبي، فنحن نناقش النصوص من حيث البنية الأدبية وزمانها ومكانها بطريقة حسابية مجردة، وننسى اللغة وهو ما أدى إلى الفقر اللغوي.
وشدد درويش على أن اللغة أحيانًا حين يكتمل الأدب تكون هي البطل العظيم والأدباء ينسون ذلك فهم فقط يعرفون بنية الرواية وحين يتحدثون لا يظهر عندهم ثقافة لغوية، فالأدب عشق للغة وإذا لم تستدعيك اللغة لتوظيفها فأنت لست بأديب، وهناك أناس يفتخرون بعدم قرأتهم للقواميس طوال حياتهم.