السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تحركات عربية تجاه سوريا.. ماذا يريد العرب من دمشق؟

جامعة الدول العربية
سياسة
جامعة الدول العربية
الجمعة 04/فبراير/2022 - 06:15 ص

منحنى جديد كشفته الزيارات الدبلوماسية للبلدان العربية تجاه الحكومة السورية مؤخرا يكشف عن تقارب في الرؤى والسياسات تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والذي قد يمهد لعودة سوريا نحو مشاركة فاعلة في الجامعة العربية.

 

فبعد أكثر من 10 سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين بعض البلدان العربية والحكومة السورية، بدأت تتجه بعض البلاد العربية إلى فتح أفق تعاون مع دمشق، لتثار معها التساؤلات حول هذا التقارب في الوقت الآن، وما تريده تلك البلدان من سوريا، وماذا تسعى إليه دمشق حال عودتها للحضن العربي؟ وما هو المطلوب من سوريا الآن تجاه القضايا العربية الشائكة؟.

مراقبون للشأن السوري كشفوا عن أسباب التقارب بين العواصم العربية ودمشق، وما ستجنيه العاصمة السورية حال عودتها للحضن العربي.

 

كبح جماح إيران

 

الإعلامي والمفكر السياسي الجزائري، العربي زواق قال لـ القاهرة 24: لا أعتقد ولا أرى أن هناك شيئا واحدا أو مبررا واضحا يدفع بالعرب إلى العودة إلى سوريا الآن سوى التخبط، فسوريا ما قبل الحرب هي سوريا ما بعدها، إن لم تكن أسوأ.

 

وأوضح أن سوريا الآن لن تفيد العرب في شيء بل ستكون عبئا عليهم، ما دامت المبررات التي تسببت في انفجارها من الداخل لا زالت قائمة، إن لم يكن وضعها الآن أسوأ مما كان، فالأسد ما زال حاكما والنفوذ الإيراني ازداد قوة بل أصبح هو المتحكم في الأوضاع بشكل أكبر وأكثر مما كان قبل الحرب، لكن مع هذا وفي ظل غياب آفاق لحل هذا الصراع الدامي الذي دفع ثمنه الشعب السوري، بعد أن حالت الحماية الروسية والتدخل الإيراني دون سقوط النظام، لا خيار أمام العرب غير إيجاد مخارج أخرى لإنهاء الصراع وحماية ما تبقى من سوريا، ولن تكون العودة إلى سوريا أو إعادة سوريا إلى العرب سوى أحد هذه المخارج.

 

وتابع: لا شك أن ما يقلق في سوريا الحالية أو ما بعد الحرب هو النفوذ الإيراني الذي لا بد من تحجيمه باعتباره خطرا على الجميع بزرعه للفتن الطائفية في المنطقة كلها، ولنا في تجربة تعامل المملكة العربية السعودية وبدرجة أقل ومصر مع العراق خير نموذج في التعامل مع الإخطبوط الإيراني، الذي لا زال قويا ونافذا، لكن التوجه السعودي المصري نحو بغداد، مكن من تحجيم أتباع إيران وميليشياتها داخل العراق، ولعل نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة خير مؤشر على التعامل بإيجابية مع ملف كهذا، فلماذا لا يحدث ذاك في سوريا.

 

ورأى الإعلامي الجزائري، العربي زواق، أنه لتحقيق هذا الهدف على الدول العربية استغلال الهاجس الروسي من النفوذ الإيراني وهيمنته على نظام الأسد، للدفع بالأمور في الاتجاه الذي يمكن من تحرير سوريا بهذا القدر أو ذاك من هيمنة الملالي، مشيرا إلى أن العرب يتخبطون في التعامل مع الملف السوري، بدليل أن الكثير منهم ما زال مترددا في مد الجسور نحو دمشق، لكن لا أعتقد أن خيار استمرار المقاطعة ورفض التعامل مع نظام بشار الأسد خيارا وجيها في ظل النفوذ الإيراني القائم حاليا وفي ظل الدعم الروسي غير المحدود لهذا النظام، ولعلنا لسنا في حاجة إلى التأكيد على أن الحضور أحسن من الغياب.

 

مصالح سياسية واقتصادية

 

المحلل السياسي والكاتب الصحفي الليبي فائز الفرجاني قال لـ القاهرة 24، إن الوضع الآن بسوريا يسير بشكل أفضل مما كان في السابق، فبعد سيطرة القوات المسلحة العربية السورية على مساحات كبيرة من الدولة وطرد تنظيم الدولة داعش إلى مناطق بعيدة جدا، وكذلك تحجيم التدخل التركي في سوريا، فإن العالم والوطن العربي بدأ ينظر إلى دمشق بشكل آخر، وبالتالي فبعض الدول العربية رأت أن من مصلحتها أن تقوم بفتح خطوط تواصل مع الحكومة السورية وهذا أمر جيد الآن.

 

وأوضح السياسي الليبي فائز الفرجاني، أن الدولة والقيادة السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد مهمة جدا للعرب، ومن ثم فغياب الدولة أدى إلى مآسي كبيرة للمهاجرين السوريين شاهدناها جميعا، موضحا أن الشعب السوري فهم اللعبة جيدا وعرف المخاطر التي تحدق به.

 

ونوه الفرجاني إلى أن فتح أفق وقنوات تواصل جديدة من قبل البلاد العربية مع دمشق سيصب في صالح الجميع، ونحن هنا في ليبيا نهتم وندعم القيادة بالحكومة السورية، فهناك تشابه كبير في السيناريو البغيض التي تعرضت له كلتا الدولتين "سوريا وليبيا" من محاولات التقسيم التي تحاك بنا، وبالتالي فنحن الآن نتقاسم معهم في بناء الدولة.

 

وتابع: الشيء المهم هنا أن قيام الدولة السورية واستعادة الأمن فيها سيكون له تأثير إيجابي على المنطقة العربية بأسرها، فأمن سوريا من أمن الإمارات والسعودية والأردن وليبيا وغيرها من البلاد العربية.

 

الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن العربي والخليجي وائل مجدي قال لـ القاهرة 24، إن المصالح السياسية والاقتصادية تقف وراء تحركات بعض البلاد العربية تجاه دمشق، فإذا نظرنا للبعد الجغرافي لسوريا سنجد أن مربع سوريا ولبنان والعراق هام للقرار العربي، نظرا لوجود نفوذ إيراني كبير في تلك البلدان، وبالتالي فالعرب يريدون التواجد في تلك المنطقة عبر القرار السياسي لهم.

 

وأوضح المتخصص في الشؤون العربية والخليجية أن، الجانب الاقتصادي يعد أحد أبرز جوانب التقارب العربي مع دمشق، فالدول العربية تريد تقليل اعتماد سوريا الاستراتيجي على إيران حتى تكون ورقة ضغط على طهران إذا لزم الأمر، مضيفا أن مكاسب دول الجوار لسوريا ستكون كبيرة فلبنان يسعى لتزويد بيروت بالوقود حتى يخفف من أزمته الحالية، وكذلك الحال مع الأردن الذي يسعى منذ سنوات على فتح أفق تعاون تجاري واقتصادي مع الحكومة السورية.   

 

وتابع: على الجانب الآخر فإن دمشق بعد انتهاء حربها على المعارضة وتحجيم المناطق الرافضة للرئيس السوري فإنها الآن تشعر بالانتصار والثقة العسكرية لذلك هي الآن بحاجة إلى الأموال لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب، وأيضا لفتح أسواق من العواصم العربية، لذلك فهي أحرص إلى العودة العاجلة للجامعة العربية.

 

وأكمل مجدي: أيضا تسعى سوريا من خلال تقاربها وعودتها إلى الجامعة العربية لاستخدام النفوذ العربي لمساعدتها لرفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا والغرب عليها خلال سنوات الحرب، وأعتقد أنه في غضون أشهر قليلة سيتعين على المجتمع الدولي التعامل مع الحكومة السورية بشكل رسمي، وربما يتم إلغاء قانون المعاملات التجارية مع دمشق والمعروف باسم قانون قيصر والذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على الحكومة السورية قبل سنوات.

 

تقارب عربي مع الحكومة السورية

 

ومؤخرا بدأت بعض الدول العربية في التقارب مع الحكومة السورية، كانت الإمارات أبرزها حين زار وزير خارجيتها عبد الله بن زايد، برفقة وفد رفيع المستوى في التاسع من نوفمبر من العام الماضي، في أول زيارة من نوعها منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011.

 

أيضا وقبل أسابيع زار وفد رفيع المستوى من فلسطين دمشق، أعقبه تصريحات من السلطة الفلسطينية عن قرب زيارة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن للأراضي السورية.

 

على صعيد متصل أعربت الأردن مرات عديدة عن رغبتها في التقارب مع سوريا، حيث أشارت تقارير عديدة إلى أن المملكة الأردنية على وشك استعادة العلاقات الكاملة مع دمشق أعقبها سلسلة من المحادثات بين مسؤولين سوريين وأردنيين نهاية العام الماضي أسفرت عن إعادة فتح معبر جابر- نصيب الحدودي، كما فتحت الباب أمام مفاوضات تتعلق بالتجارة والطاقة والزراعة حينها.

 

وقبل أيام زار وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي العاصمة دمشق والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد، والذي أكد الأخير خلال لقائه بالوفد العماني، أن ما ينقص العرب هو حواراتٍ عقلانيةٍ مبنية على مصالح الشعوب.

 

وأشار الرئيس السوري إلى أن التعامل مع المتغيرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية، والتفكير انطلاقًا من مصالحنا وموقعنا على الساحة الدولية.

 

في سياق متصل، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن عودة سوريا إلى الجامعة مرتبطة بـ "توافق عربي" و"تجاوب" الحكومة السورية مع المواقف العربية المطروحة، مما يؤكد سعي كل من البلدان العربية ودمشق نحو فتح صفحة دبلوماسية جديدة.

 

وتوترت العلاقات السياسية والدبلوماسية بين بعض البلدان العربية والحكومة السورية بشكل تام منذ العام 2011، عقب اندلاع أحداث الثورة السورية ومواجهة النظام السوري تلك الاحتجاجات بالرصاص حتى وصلت البلاد إلى حرب أهلية تسببت في دمار ما يقارب نصف مساحة الأراضي السورية ومدنها.

 

تابع مواقعنا