استراتيجية إنقاذ الطفل ريان.. ما هو الموعد المتوقع لخروجه من البئر؟
الطفل ريان قصة مأساوية تعيشها أسرة مغربية بعدما سقط طفلها ذو الخمسة أعوام في بئر عميقة وضيقة جعلت من عملية إنقاذه مهمة صعبة، إلا أن دعوات الجميع داخل المغرب وخارجها تصارع الأقدار ليخرج الطفل بسلام إلى والديه.
تصدر الطفل ريان محركات بحث جوجل، ليتابع عملية إنقاذه مئات الأشخاص في موقع الحادث، بينما يتابعه مئات الآلاف من الأشخاص في العالم العربي على وسائل التواصل الاجتماعي.
مأساة الطفل ريان داخل البئر
يقبع الطفل ريان أروام في بئر عميقة للغاية منذ أكثر من 70 ساعة متواصلة، حيث سقط يوم الثلاثاء 1 فبراير في إحدى الآبار المحفورة أمام منزل عائلته في إقليم شفشاون بالمغرب، وهي حالة مزرية يعيشها الطفل في الظلام بلا طعام أو شراب، إلا أن قوات الإنقاذ والحماية المدنية المغربية، وفرت له يوم الأربعاء وهو اليوم التالي لسقوطه، بعض المواد الغذائية والماء والأكسجين للطفل حتى يتمكن من التنفس.
والد الطفل ريان يحكي تفاصيل الحادث
حكى والد الطفل ريان في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام المغربية أن البئر الذي سقط فيه ابنه ريان هو من حفره لاستخراج الماء منه، ولكن بعد الانتهاء من حفره بعمق 62 مترا وقطر لا يتجاوز الـ 60 سنتيمتر وجده خاليا من الماء فقام بسده بقطع من الحديد غير المثبت، وأثناء لعب الطفل في المزرعة في ذلك اليوم الموعود سقط سهوًا داخل البئر عند عمق 32 مترًا.
والدة الطفل ريان تتشبث بالأمل
ومن جانبها قالت أم الطفل ريان وفقًا لما نقلته صحيفة هسبريس الإلكترونية: أنا مصدومة؛ لكن أملي في الله. نترجى من الله أن يخرج ولدي حيا من هذه المحنة.
وأضافت: قلبي يخبرني أيضا أن ابني على قيد الحياة، مضيفة في سردها للحظات الأولى من اختفاء ريان: لقد كان طوال صباح الثلاثاء يلعب في المنزل، وعند الساعة الواحدة والنصف خرج من البيت ولم يعد، قبل أن نتأكد من أنه سقط في البئر.
وتابعت: أبتغي لقاء ولدي حتى إن كان ميتا، لقد أخبرني المنقذون أنه حي، لكونه يتنفس حتى الآن، وأنا أريد ريان حيا كان أو ميتا”.
جدير بالذكر أن محاولات إنقاذ الطفل ريان بعد سقوطه في حفرة مائية جافة بدأت من خلال إدخال بعض المتطوعين إلى الحفرة وهي العملية التي باءت بالفشل بسبب ضيق المكان.
3 أيام متتالية لإنقاذ الطفل ريان
تواصل عمليات الإنقاذ المغربية جهودها الحثيثة لإنقاذ الطفل ريان وإخراجه من البئر، وكانت آخر الأنباء الواردة وفقًا لما جاء على البيان فإن الجرافات والآليات توقفت عن عملية الحفر العمودي، بعدما وصلت إلى عمق 31 مترا، أي أنها اقتربت بشكل كبير من مستوى تواجد ريان، والآن يتم الاستمرار في عملية الحفر الأفقي على عمق 8 أمتار، بعدما اكتملت عمليات الحفر إلى عمق مساو للبئر ومكان تمركزه.
أنين الطفل ريان
وقال رئيس لجنة تتبع إنقاذ ريان، عبد الهادي التمراني، إن الطفل لم يتناول الطعام ولكن يتم تزويده بالأكسجين على مدار الساعة دون توقف، كما أن الكاميرا الموجودة مع الطفل في الأسفل تستعمل في مهام الغوث للتأكد من الوضع الصحي للطفل والتواصل معه لإبقائه واعيا، وتم من خلالها سماع صوت أنين الطفل ريان وهو الصوت الناتج عن شعوره بالخوف، مؤكدا أن وزارة الصحة المغربية وفرت جميع الإمكانيات لنقل الطفل ريان لتلقي العلاج فور إنقاذه.
استراتيجية إنقاذ الطفل ريان
عملية إنقاذ الطفل ريان أصبحت بالمهمة الصعبة، ولكنها لن تكون بالمستحيلة فقد بدأت مهام الإنقاذ بالحفر العمودي وصولًا إلى عمق 31 مترا باستخدام الآليات الهندسية الضخمة، ثم الحفر الأفقي على عمق 8 أمتار باستخدام المواسير الإسمنتية بهدف إنشاء النفق وتدعيمه، وهي المرحلة التي وصفتها فرق الإنقاذ بأنها "أهم وأعقد المراحل".
الخطة البديلة لإنقاذ ريان
أما الخطة البديلة في حال فشل الوصول إلى الطفل عن طريق الحفر، فستتم من خلال إحداث حفرة موازية بنفس عمق المكان الذي علق فيه ريان، ثم إحداث فجوة في البئر لانتشاله وفقا لما ذكرته السلطات المغربية.
يشار إلى أن عملية إنقاذ الطفل تتم على قدم وساق باستخدام خمس آليات للحفر، والعشرات من رجال الوقاية المدنية، بجانب خبراء وتقنيين طبوغرافيين من أجل المساعدة على تحديد مكان ريان بدقة، وتلافي حدوث انهيارات في التربة.
3 أمتار تفصل ريان عن الخروج من محنته
وكانت آخر الأنباء الواردة من وسائل الإعلام المغربية بشأن عملية إنقاذ الطفل ريان أن رجال الإنقاذ سيتقدمون داخل أنابيب الحفر وأن هناك 3 أمتار فقط تفصلهم عن الطفل.
كما أفادت صحيفة هسبريس بدخول ثلاثة أفراد من رجال الإنقاذ لإخراج الطفل، وأضافت أن عمليات الإنقاذ متواصلة وستدخل مراحلها الأخيرة وسط دعوات بإخراج الطفل ريان سليم معافى، حيث دخل فريق الإنقاذ الفجوة الأفقية، وحدد نقطة بدء أشغال الحفرة الأفقية التي يرتقب أن تؤدي إلى الموقع الذي علق فيه الطفل ريان، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الثقب المائي وهو بئر قديم حفر قبل عدة سنوات.
موعد خروج الطفل ريان من البئر
صرح مصدر مسؤول بلجنة إنقاذ الطفل ريان بأن عمليات الحفر مستمرة ولن تتوقف مهما كلف الأمر، ومن المتوقع انتهائها الساعة 8 بالتوقيت المحلي للمغرب.
وأضاف أن هناك الكثير من المعدات الطبية بانتظار خروج الطفل المغربي ريان لإنعاشه وإسعافه، حيث فريق صحي كامل مكون من طبيب مختص في الإنعاش والتخدير وممرضين في الإنعاش والتخدير و3 ممرضين تابعين للمركز الصحي بالمدينة.
وبعدها أفادت وسائل الإعلام المغربية بأن الثلاثة أمتار الباقية للوصول إلى الطفل ريان ستستغرق ساعة لكل مترًا ليكون الموعد المتوقع لخروجه هو منتصف ليل الجمعة 4 فبراير.