مهداة إلى أخي.. ننشر قصيدة أجمل الأخوين للشاعر محمود سباق
محمود سباق شاعر مصري، حصل عدة جوائز منها جائزة اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2019 عن ديوان محاولة لاستصلاح العالم، وجائزة الاتحاد العالمي للشعراء عن ديوان أوراق الجنوب والشمال.
أبناء القطط السوداء
للشاعر محمود سباق دواوين شعرية منها كان الوقت تأخر، عن دار المحروسة للنشر والتوزيع 2010، وأبناء القطط السوداء، عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة 2017، ومحاولة لاستصلاح العالم عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2018، وأوراق الجنوب والشمال عن الاتحاد العالمي للشعراء 2019.
وله تحت الطبع دواوين: النهر.. شعر وموسيقى، وغرام الغابة وقصائد أخرى، واللون والكلمة والنغم.. دراسات في الفن والتلقي، وإليكم قصيدة أجمل الأخوين التي كتب الشاعر جوار عنوانها: مهداة إلى أخي السيد سباق.
أجمَلُ الأخَوَيْن..
مهداة إلى أخي السيد سباق
وليسَ أجملَ مِنكَ في الصَّفحِ الجَمِيلْ
فَيابْنَ أُمِّي خُذْ يَدِي دَربِي طَوِيلْ
وَيَا حَبِيبِي مُنْذُ كُنَّا في خَيَالِ الْغَيْبِ
أفكارًا وأوْرادًا تَسِيلْ
ويا نَقِيَّ الرُّوحِ رُوحِي فيكَ تَخْطُرُ
مِنكَ تَقْطُرُ كالنَّدَي كالسَّلْسَبِيلْ
جِئنَا وإنَّا صَابِرانِ مَعًا على
أيَّامِنا نَمضِي ويَشْتَعِلُ الفَتِيلْ
واللهُ يَفتَحُ يا حَبِيبِي بَيْنَنَا
واللهُ نورُ عُيُونِنَا وهُوُ الدَّلِيلْ
مِنْ أرضِ غُربَتِنَا ومِنْ أوْطانِنَا
خَرَجَتْ قَوَافِلُ شَمْسِنَا وَقْتَ الأصِيلْ
وخُيُولُنا أقْدَامُنا البِكْرُ التي
تجري إلى غَدِها ويُطْرِبُها الصَّهِيلْ
للْمَوْعِدِ المَضْرُوبِ بَيْنَ شَمَالِنَا الغَالِي
وبينَ جَنُوبِنا القَاسِي النَّبِيلْ
نَبنِي بِلَادًا لا تَغِيبُ، نُوَدِّعُ المُدَنَ
الَّتِي غَارَتْ وضَيَّعَتِ السَّبِيلْ
وعِيَالُنا، أحفَادُنا جُندُ المَسِيرَةِ
يَحفَظُونَ العَهْدَ والْوَصلَ الجَمِيلْ
وبَينَنا والليلِ معركةٌ
سَنَْقْضِيهَا سَهَارَى لا نَكِلُّ ولا نَمِيلْ
ونُعَلِّمُ النَّجمَاتِ بَوْحَ سُكُوتِنَا
ونَقُولُ للشُّرُفَاتِ ضِيعِي في الهَدِيلْْ
ونُحَرِّرُ الأسْمَاءَ مِنْ شَرَكِ الغِوَايَةِ،
نَزرَعُ الأغْصَانَ في الصَّدرِ العَلِيلْ
ونُصَاحِبُ الصَّحرَاءَ والسُّحُبَ النَّظِيفَةَ
شَوْقُنا فَرَحُ القَوَافِلِ بالنَْخِيلْ
ونُطارِدُ الأحزانَ حَتَّى نَبْلُغَ الفَرَحَ المُقِيمَ
ونَهْزِمَ الْفََقْدَ البَخِيلْ
ونُعَمِّرُ الوَادِي ونَمْنَحُ للقُرَى
خُبْزَ الْمَحَبَّةِ لا عَوِيلَ ولا ذَلِيلْ
ونُعِرِّفِ المَوٰتَى على الأحيَاءِ
نَأْخُذُ مِنْ دَمِ القَنَّاصِ أحلَامَ القَتِيلْ
وَنُقِيمُ عُرسَ لقائنا سَبعًا بِهِنَّ
نُصالِحُ الدُْنْيا على الرِّمْشٌ الٰكَحِيلْ
يا أجملَ الأخوَيْنَ يا نَهَرًا يعانقني
ويدفَعُنَا مَعًا عُمْرًا طَوِيلْ
أغْرَتْكَ بالسَّيرِ المَنَافِي الفَاتِنَاتُ
وَأبعَدَتٰكَ ومَا ارتَضَتْ عَنْكَ الْبَدِيلْ
فتَرَكْتُ نَفْسِي هَادِرًا فِي نَشْأَتِي،
حُرًّا مَسِيرِي، ناعِمًا كالأَرخَبِيلْ
ومُغَامِرٌ مَائِي شَرِيدٌ فِي البِقَاعِ
أسُوقُ قُدَّامِي الكَثِيرَ مَعَ القَلِيلْ
ومُسَافِرٌ لا زَادَ يُشْبِعُنِي ولا يُبقِي
على وَصلِي عَدُوُّ أو خَلِيلْ
وألُومُ في ضِيقِي المَسَافَةَ،أكٰسِرُ القممْ
التي حَجَبَتْكْ أنْ تَجِدَ السبيلْ
وأُغَيِّرُ المَجْرَى، أُجَدِّدُ هِمَّتِي
كَيْ أسْتَقِيمَ وأسٰتَدِيرَ وَأسْتَطِيلْ
وأُبَدِّلُ الأصحَابَ والأحبَابَ
لَكِنِّي أعُودُ بِهِمْ على وَعدٍ جَلِيلْ
لا شَيْءَ يَبقَى إنَّما أَثَرٌ وَرُوحٌ
هائلٌ تَزْدَانُ بالجَسَدِ النَّحِيلْ
فلنتلقي يابن التَّجارِبِ والهضاب الشُّمِّ
تحت نخيلنا العالي الظليلْ
فَأَبِِي أبُوكَ النَّبعُ حُرٌّ طَاهِرٌ
وبِنَا تَوَحَّدَ مُمْكِنٌ بالمُسْتَحِيلْ.