خالف الشعر وطرق باب القِصص.. حكاية خلف جابر مؤلف ألف سيرة وسيرة | حوار
من جنوب الصعيد إلى قلب القاهرة، ومن رحم الشعر إلى بطن القصص، يبزغ ضوءه بحروفٍ تعيد ترتيب قافية السير بشكلٍ جديد، وتدعو القارئ إلى النهل من غناويها، والتصالح مع جمالها، من سيرةٍ واقعية تحتمي بخيال لطيف، إلى سردٍ ممتع يفهمه الناس ويعشقونه.
ألف سيرة وسيرة، كتاب جديد في معرض القاهرة الدولي للكتاب، من شاعرٍ قرر الخوض في غمار جديدة، وراح يطرق باب القصص في حلة متميزة، ينير بها ظلمات حيوات هؤلاء الذين لفظتهم الحياة إلى قمتها دون وعي، فصاروا أشهر من يكون في التاريخ، وعزم على أن يضيء سماءهم بنبذة مختلفة عنهم، ويسير عليها من أراد المسير في كنف النجاح.
وباعتباره نموذجًا من النماذج التي يحبها الناس ويحترمونها، التقى القاهرة 24 مع الشاعر خلف جابر، ليكشف لنا تفاصيل كتابه الأول بعيدًا عن فم الشعر، ويروى الكواليس الخفية وراء حب القصص والسير بشكل شخصي، ويجيب عن التساؤلات الأخرى حول سبب اختياره للشخصيات في كتابه وسر نجاحه.
وإلى نص الحوار…
• من أين أتت فكرة الكتاب؟
الكتاب كان مُعدَّا في الأصل كسلسلة لموقع الكتب الصوتية Storytell، تحت عنوان ألف سيرة وسيرة، فأردت توثيقه في كتابٍ ورقي؛ حيث يصل لأكبر شريحة من الناس، ويكون علامة موثقة لسير هؤلاء الشخصيات عن طريق القراءة بعد تحقيق سلسلته الصوتية نجاح مميز.
• لماذا اخترت التوجه إلى كتابة السير بشكلٍ خاص؟
كان اختيار كتابة السير قرارًا، حيث وجدت أن السير تجذب الناس ويحبون حكاويهم، غير أنني أشعر بانتماءٍ شديد إلى كتابتها بشكل شخصي، غير أنها تستحق أن يعرفها الناس، وقبل كل هذا أرى فيها شعورًا إنسانيًا نبيلًا يقدّم قيمة حقيقة للقارئ.
• حدثنا عن سبب اختيارك للشكل القصصي لعرض هذه السير، خاصة بعد 3 دواوين شعرية حققت نجاحًا وحصدت الجوائز؟
أحببت فكرة القصة، رأيت فيها أهمية تضافر الأحداث وحبكتها وتقديم السيرة للمتلقي بشكلٍ لين، بالتأكيد ليس كل الناس يستطيعون الاستمتاع بقراءة الشعر في طبيعته، لكن القصص سهلة فن تتيح لكل من لم يستطع الاستماع بالشعر الاستمتاع بها.
• ما السير التي طرحتها في الكتاب ولماذا وقع الاختيار عليها؟
كان اختيار السير قرارًا مشتركًا بيني وبين إدارة موقع Storytell، لذلك فقد تم الاتفاق على 6 من السير، كل واحدةٍ منهم تحتوى على شخصية مؤثرة في العالم، وليست مقتصرة على مجالٍ واحد، بل ميزتها أنها تتسم بالتنوع، فقد عرضت لحياة نجيب محفوظ، وانتقلت إلى الإحدى عشر يومًا التي اختفت فيهم أجاثا كريستي عن العالم، منضمًا إليهما سيرة الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وتوجهت بعدها إلى سيرة السعودي طلال مداح، مرورًا بسيرة شكسبير، وانتهاءً بحياة الكروي المصري محمد صلاح.
• أي سيرةٍ من تلك السير هي الأقرب لقلبك؟
سيرة ترامب هي الأقرب لقلبي، وأتت تحت عنوان: الصفقة.. من يشتري ترامب؟، وتناولت الأحداث فيها بناءً على كتاب ترامب الشهير الصفقة، حيث أنه كان من ضمن الكتب الأعلى مبيعًا على مستوى العالم، وحققت في هذه القصة خاصية الخيال أكثر من الواقعية في بداية السرد، وأردت استعراضها، كما أن الشخص الأقرب لقلبي من هؤلاء الشخصيات هو نجيب محفوظ.
هل واجهتك صعوبات أثناء الكتابة أو عند تحويل الكتاب من الصوتية إلى الورقية؟
الحقيقة أن كل الصعوبات، التي واجهتني كانت في الجهد المضنى الذي بذلته من أجل كتابة السير ذاتها، رغم حبي لها، فواجهتني صعوبة مثلًا في كتابة سيرة محمد صلاح، ليس لشيء سوى أن انتماءاتي ليست كروية بالشكل الذي يمكنني من متابعة المباريات ومراقبته فيها والكتابة عنه، وواجهتي أيضًا صعوبة في الكتابة عن سيرة الفنان طلال مداح، لأنه لم يكتب عنه أحدٌ من قبل، وهذا ما أثار دهشتي، ولكنني كنت دقيقا جدًا في المعلومات عنه، كما أن تحويل الكتاب من خاصية السماع ليتاح لعين القارئ ليست مشكلة بالقدر الكبير، هي فقط تحتاج لتكنيك معين تبعًا الخواص الكتب الورقية من تنسيق الكتاب بشكل أميز ليحبه القراء، وبرغم الصعوبات التي واجهتني إلا أن الكتاب كان فرصة ذهبية لي؛ حيث اكتشفت فيه قدرتي على كتابة السرد القصصي بتمكن لا يقل عن كتابتي للشعر، رغم أنها أول تجربة.
• ماذا عن الإقبال على العمل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ولماذا اخترت دار تشكيل لنشر الكتاب بالتحديد؟
الكتاب يحقق مبيعات مميزة حتى الآن، وأثق أنه سوف يذيع صيته بسبب الشخصيات الموجودة بين دفتيه وتنوعها، واخترت دار تشكيل للنشر والتوزيع، لأن هناك صداقة تجمعني مع الناشر صاحب الدار، بجانب أن تجربتي الأخيرة معهم كانت مميزة في النشر، وهي ديوان من الشعر تحت عنوان: من أعلى نخلة في الصعيد.. عيل بيطير غناويه للقاهرة.
• ما الفئة التي تستهدفها في الكتاب؟
في الحقيقة اختلاف الشخصيات يشجع على قراءة الكتاب، فكل شخصية لها جمهورها الخاص، بجانب أن الكتاب موجه بشكل خاص إلى الجمهور المهتم بالأدب وقراءة السير والقصص خاصةً، وراعيت بساطة اللغة لتصل إلى كل الشرائح العمرية والاجتماعية المتنوعة.
• هل تحاكي باسم الكتاب سلسلة الحكايات المشهورة ألف ليلة وليلة؟
بالتأكيد، اسم الكتاب مستوحى من اسم سلسة ألف ليلة وليلة باعتبار أنها حكايات تُحكى، إلا أن الفارق أن هذه الحكايات صنعها أصحابها بأنفسهم، بجانب أنها حكايات حقيقية ممزوجة بلمحة خفية من الخيال، فهي قائمة على سرد حكايات وسير الناس بشكل عام.
• مَن مِن شعراء العامية المصريين تأثرت بهم وشكلوا ملامح أشعارك؟
تأثرت بفؤاد حداد، وأثر في شخصيتي كثيرًا، غير أنني أعشق عبد الرحمن الأبنودي وأعشق أشعاره، بالإضافة إلى صلاح جاهين، ولم أقتصر على قراءة لشاعر واحد حتى لا تشبه تجربتي تجربته، حيث القراءة لأكثر من شاعر تخلق تجربة مختلفة ومميزة مضاف إليها أسلوبي الخاص.
• حدثنا عن الأعمال التي سوف تشارك بها في الحقل الثقافي في الفترة القادمة؟
أتمنى أن يكون لي تجربة مع كتابة السيناريو، ولي كتاب سوف يصدر في مارس المقبل يتحدث عن شخصية أدبية بأمر الله في نسختيه الصوتية والورقية.