الجراح المسؤول عن زراعة قلب خنزير في إنسان: سنتمكن من إنقاذ أرواح البشر قريبًا.. والإسلام لم يحرم ما فعلناه | حوار
استيقظ العالم، صباح يوم الثلاثاء الموافق 11 يناير، على أنباء تُشير إلى حدوث معجزة طبية تُعد ثروة في عالم الجراحة، حيث نجح أطباء من جامعة ميريلاند في إجراء أول عملية جراحية، لنقل قلب خنزير مُعدّل وراثيًا إلى جسم إنسان، وهي العملية الأولى من نوعها، والتي أحدثت جدلًا عالميًا حول جواز تلك العملية، ومن ثم تصدرت كافة الصحف العالمية والعربية.
القاهرة 24 تواصل مع الجراح محمد محي الدين، وهو طبيب أمريكي من أصل باكستاني، ومدير برنامج زراعة الأعضاء من الحيوانات بجامعة ميريلاند، وهو القائد لفريق الجراحين؛ الذين أجروا عملية الزراعة الأولى في العالم.
جراح نقل قلب خنزير إلى إنسان يكشف تفاصيل الجراحة
وقال محيي الدين، قائد فريق الجراحين، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إنهم استخدموا أعضاء الخنزير بالتحديد، بسبب قدرتهم على عمل هندسة وراثية لها، وتعديل الجينات عليها، بالإضافة إلى تميزها بالنمو السريع، وتشابه أعضاؤه مع البشر ودورة التكاثر السريعة.
وأضاف الطبيب الأمريكي محيي الدين أن المريض يُدعى ديفيد بينيت، 57 عامًا، يتعافى ببطء حاليًا، لكن القلب المزروع يعمل بشكل جيد للغاية، وهو أول رجل في العالم يعيش بقلب خنزير، بعدما كان غير مؤهّل لعملية زراعة قلب بشري طبيعية.
وعن العقبات التي واجهت الجراح محمد محيي الدين، أوضح: قلب المريض كان أكبر من قلب الخنزير؛ لذا تحتم علينا إجراء بعض التعديلات الجراحية، لتفادي تلك المشكلة، وفي النهاية الأمور سارت على ما يرام.
وتابع مدير برنامج زراعة الأعضاء من الحيوانات بجامعة ميريلاند: أعضاء الخنزير تتشابه كثيرًا مع أعضاء البشر، خاصةً عضو القلب، لذا هو أنسب حيوان متبرع للإنسان.
هل يجوز شرعًا نقل عضو خنزير إلى إنسان؟
شهدت مصر وكافة الدول الإسلامية؛ حالة من الجدل الواسع حول مشروعية عملية زراعة أعضاء الخنازير في أجساد البشر، واختلف الكثير في هذا الأمر هل يعد حرامًا أو حلالًا؟ فهناك مَن رأى أن حيوان الخنزير مكروه ومُحّرم أكله، وحتى أعضائه حرام على المسلم، أما البعض الآخر فرأى أنها وسيلة مُنقذة لملايين الأرواح التي تحتاج إلى زراعة عضو قد يفرق في بقائها على قيد الحياة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد محيي الدين: بالنسبة لي إنقاذ الأرواح باستخدام أي وسيلة مهما كانت، فهي مسموح بها في دين الإسلام.
حول وجود فئات معينة، يُسمح لها بالخضوع لهذه الجراحة، يقول الجراح محيي الدين، لـ القاهرة 24: إنه بمجرد أن يُصبح هذا الخيار متاحًا للجميع، يمكن هنا لكل مجموعة أن تخضع لهذه العملية.
وتوقع الدكتور محيي الدين أن تصبح هذه العملية شائعة خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا: في غضون سنوات قليلة ستكون لدينا أعضاء كافية، لإنقاذ جميع الأرواح حول العالم.
وأجاب قائد الجراحين عن حالة الخنزير الصحية أولًا قبل إجراء العملية، قائلا: يجب أن يكون مناسبًا للجسد؛ الذي ينتقل إليه أعضاؤه أم لا، مؤكدًا أنه يتم تربية هذه الخنازير لهذا الغرض فقط، وهي خالية من جميع الأمراض وصحية تمامًا، كما يتم الاحتفاظ بها في منشأة نظيفة للغاية.
واختتم الطبيب محمد محيي الدين حواره، مع القاهرة 24، بالرد على سؤال ما إذا كان سيتوفر قريبًا أعضاء للبشر بدلًا من التبرع بالأعضاء، قائلا: نعم سيوفر كثيرًا، وحقيقي آمل في ألا يموت أحد بسبب عدم توفر الأعضاء.