السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عرشها المنبر مرفوع الجناب.. كيف عبّر عباس العقاد عن حزنه لفقد مي زيادة؟

مي زيادة والعقاد
ثقافة
مي زيادة والعقاد
الجمعة 11/فبراير/2022 - 04:49 م

تحل اليوم 11 فبراير، ذكرى ميلاد الكاتبة والأديبة مي زيادة، وهي كاتبة لبنانية ولدت في مثل هذا اليوم عام 1886، وحظيت بمكانة كبيرة في قلوب كثير من الشعراء والأدباء، لأنهم حزنوا حزنًا شديدًا على وفاتها.

وكان من ضمن الكُتَّاب الذين رثوا مي زيادة، الكاتب عباس العقاد، حيث كان خبر وفاتها صدمة كبيرة بالنسبة له، وهو العاشق لها كحال معظم الأدباء، غير أنهما كانا أصدقاء يجتمعان في صالونها الأدبي، يكتبان الأدب وينشدان الشعر. 

وعبر العقاد عن حزنه الشديد لفقد الأديبة مي زيادة في قصيدته التي رثاها بها، حيث ظل ينكر موتها، ويشكر في حسنها، ويتساءل: كيف يكون كل الذي عهدوه منها تحت التراب، ويصف عباس العقاد صفات الأديبة مي زيادة، موضحًا أنها كانت تمتاز بالذكاء الجميل الذي لا يضاهى.

وإلى نص القصيدة: 

أين في المحفل مي يا صحاب؟

عودتنا ها هنا فصل الخطاب

عرشها المنبر مرفوع الجناب

مستجيب حين يُدعى مستجاب

أين في المحفل مي يا صحاب؟

سألوا النخبة من رهط النديّ

أين مي؟ هل علمتم أين الندى مي؟

الحديث الحلو واللحن الشجي

والجبين الحر والوجه السني

أين ولى كوكباه؟ أين غاب؟

أسف الفن على تلك الفنون

حصدتها، وهي خضراء، السنون

كل ما ضمته منهن المنون

غصصٌ ماهان منها لا يهون

جراحات، ويأس، وعذاب

شيم غرّ رضيات عذاب

وججي ينفذ بالرأي الصواب

وذكاء ألمعي كالشهاب

وجمال قدسي لا يعاب

كل هذا في التراب

آه من هذا التراب

كل هذا خالدٌ في صفحات

عطرات في رباها مثمرات

إن ذوت في الروض أوراق النبات

رفرفت أوراقها مزدهرات

وقطفنا من جناها المستطاب

من جناها كل حسن نشتهيه

متعة الألباب والأرواح فيه

سائغ ميز من كل شبيه

لم يزل يحسبه من يجتنيه

مفرد المنبت معزول السحاب

الأقاليم التي تنميه شتى

كل نبت يانع ينجب نبتا

من لغات طوفت في الأرض حتى

لم تدع في الشرق أو في الغرب سمتا

وحواها كلها اللب العجاب

يا لذات اللب من ثروة خصب

نير يقبس من حس وقلب

بين مرعى من ذوي الألباب رحب

وغنى فيه، وجود مستحب

كلما جاد ازدهى حسنا وطاب

طلعه الناضر من شعر ونثر

كرحيق النحل في مطلع فجر

قابل النور على شاطئ نهر

فله في العين سحر أي سحر

وصدى في كل نفس وجواب

حي ميًا  إن من شيّع ميا

منصفًا حيا اللسان العربيا

وجزى حواء حقًا سرمديا

وجزى ميا جزاء أريحيا

للذي أسدت إلى أم الكتاب

تابع مواقعنا