ض
لماذا قُدم فيلسوف أثينا الأشهر سقراط للمحاكمة وما هي آخر كلماته؟
سقراط، الفيلسوف اليوناني الأشهر، أحد مناهل الفلسفة العالمية، وملهم طرق التفكير الفلسفي لكل من أتى خلفه، والذي حكم عليه في من قبل الأثينيين، بالإعدام، في 15 فبراير من العام 399 ق.م، بعد أن اتهم بإفساد المفاهيم العامة، واتباع الشياطين.
ولد سقراط في أثينا، وكان ابن سوفرونيسكوس، الذي عمل معه في مراحل شبابه الأول في البناء، وتعلق خلال تلك الفترة بفن النحت، لكنه لم يحترفه ويوجه حياته له فيما بعد.
جذبت الفلسفة سقراط وهو في سن السابعة عشرة، حيث تعرف عليها للمرة الأولى من خلال الفيلسوف أرخيلاوس، ومنذ اللحظات الأولى، وكان اعتقاد سقراط الداخلي بأن الفلسفة هي منحة إلهية، لا تتاح للجميع، فهي وصية الإله للمصطفين، الذي كان هو منهم، فذهب في فكره إلى العديد من الأمور التي طرق أبوابها دونما خوف أو مواربة.
اتهم العديد من حكماء المدينة وحكامها سقراط بأنه مفسد لأفكار الشباب، وأنه يقتادهم إلى التشكيك في الآلهة، والهيئات السياسية، والفئات الحاكمة، والساسة، وأحيل للمحاكمة، حيث واجه حكما بالإعدام، عن طريق شرب القنب، وقبل سقراط التهمة، ولم يتراجع عن أي فكرة من أفكاره.
زهد سقراط في حياته
أنا أموت وأنت تعيش، لكن من يذهب لمكان أفضل؟.. لم يتردد سقراط في التعبير عن أفكاره أمام القضاة، الذين لم يهبهم، رغم علمه بمصيره، حيث يقول للقاضي أنت لم توجه لي اتهاماتك لأنني أدين بها، بل لأنني أحترم ذاتي، وأشعر بالخجل من أن أخبرك بما يرضيك، ولأنني لم أبك وأنا أعترف.
لم يكن سقراط يحب ارتداء الملابس الفاخرة والتزين، وكان يحبذ ارتداء الملابس الإسبارطية الخشنة، ولم يكن يحب ارتداء الأحذية، وطوال حياته، لم يقبل سقراط أي أموال مقابل تدريسه للفلسفة، حيث عاش أغلب فترات حياته فقيرا، رغم شهرته الواسعة كمعلم وفيلسوف، حتى أنه لم يكن يقبل الهدايا التي كانت ترده من كبار القوم، منهم هدايا ملك المقدونيين.