القمح في خطر.. الأزمة الأوكرانية الروسية تهدد خبز المصريين
تهدد الأزمة الروسية الأوكرانية الدائرة حاليًا والتي تنذر بحرب مقبلة بين الجارتين القمح الوارد من الدولتين، والذي تعتمد عليهما مصر بشكل رئيسي ما يمثل خطرًا على خبز المصريين، وكذلك ارتفاع أسعار الواردات من القمح.
ويؤكد اقتصاديون، أن التوغل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تُحد من الصادرات الروسية، سيُمثلاان أسوأ سيناريو عالمي، كما يمكنهما أن يحرما الأسواق العالمية من إمدادات القمح من كلا البلدين.
زيادة تصل إلى 20% في سعر القمح عالميًا
ويقول الدكتور يحيى متولي خليل أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، إن الارتفاع في سعر القمح الوارد إلى مصر سيزيد بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 20 %، حيث تستورد مصر قمح بقيمة تزيد عن 7 مليارات دولار، أي أن الزيادة في فاتورة استيراد القمح ستتجاوز 15 مليار جنيه في حالة حدوث غزو روسي لدولة أوكرانيا، منوهًا بأن الأزمة الأوكرانية الروسية ستؤثر على أسعار القمح، لأن الدولتين من كبار المصدرين حول العالم، مشيرًا إلى أنه إذا حدث هجوم على أوكرانيا، قد يؤدي ذلك إلى استيلاء روسي على الأرض، مما قد يؤدي لانخفاض إنتاج القمح وسط فرار المزارعين وتدمير البنية التحتية.
وأوضح خليل في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن حجم استيراد مصر للقمح نحو 13 مليون طن، منها: 6 ملايين طن تابعة للدولة، و7 ملايين طن أخرى تستوردها شركات خاصة، ويبلغ سعر تلك الكمية أكثر من 7 مليارات دولار.
وأدت التصريحات الواردة من الولايات المتحدة بشأن هجوم وشيك من روسيا على أوكرانيا، إلى اهتزاز أسواق المال العالمية.
ووفق خليل، فإن مصر تعتمد بشكل رئيسي حاليًا على روسيا وأوكرانيا وكازاخستان، لاستيراد القمح، وتستغرق عملية استيراد شحنات القمح الواردة إلى مصر حوالي 10 أيام، بينما البديل لهذه الدول وهى الولايات المتحدة الأمريكية، سيضاعف الفترة التي يصل بها القمح إلى مصر، نظرًا للُبعد الجغرافي والمكاني بين الدولتين.
وحول تأثير الأزمة على سوق الغذاء العالمي، يقول الدكتور علي المصيلحي وزير التموين: إن وجود المناوشات بين أكبر مصدري القمح والغلال في العالم يثير حالة من عدم اليقين في السوق، موضحًا ان مصر اتخذت إجراءات لتأمين مخزون القمح، وتم العمل على تنويع مناشئ الاستيراد كالولايات المتحدة وفرنسا.
برنامج دعم السلع الغذائية
وتدرس الحكومة حاليًا، إصلاح برنامج دعم السلع الغذائية المعمول به منذ عشرات السنين، ويوفر الخبز يوميًا لنحو ثلثي السكان، حيث يكلف هذا البرنامج الحكومة حوالي 5.5 مليار دولار، ومن المتوقع وفقًا لبيانات وزارة المالية أن يؤدي ارتفاع أسعار القمح إلى زيادة الدعم إلي 763 مليون دولار في موازنة 2021-2022.