الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قلب ولدي عليّ حجر.. أب طرده أبناؤه بسبب تبوله لا إراديًا واستضافه الموتى |صور

عم طارق ضحية جحود
تقارير وتحقيقات
عم طارق ضحية جحود الأبناء
الخميس 17/فبراير/2022 - 09:58 ص

خلف سور يفصله عن العالم الحقيقي، اختار عم طارق صاحب الـ 54 عامًا أن يعيش في ضيافة الموتى، عسى أن يشعر بينهم بحنان لم يجده في فلذة كبده، ومكان يؤويه في أيام عمره الأخيرة.

واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله، آية كتبت على حائط قبر اتخذه عم طارق مأوى له، بعدما طردته زوجته وأولاده، تجعلك تشعر وكأنها رسالة ربانية لمن عاقوا والدهم، وحرموه من حقه في الحياة.

عم طارق داخل المقابر

جحود الأبناء دفعهم لطرد والدهم

 

في قرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، طُرد الرجل الخمسيني من منزله على يد أبنائه الثلاثة وزوجته، بسبب عدم قدرته على خدمة نفسه، بعدما نهش المرض جسده، وأصيب بتبول لا إرادي.

رفضت الزوجة رعاية زوجها، وتحولت قلوب أبنائه لحجارة، وتعدوا عليه بالضرب وتركوه لمصير مظلم، دون رحمة أو رأفة بمرضه، ليجد بين أرواح الموتى أمانًا لم يجده وسط أسرته، ويستوطن المقابر ويقاسي فيها الوحدة وجحود الأبناء.

من أسطى نجار بريمو لمشرد في المقابر

بين ليلة وضحاها تبدل حال عم طارق من أسطى نجار بريمو، لمشرد في المقابر، بعدما أفنى حياته في تربية فتاتين وشاب، حتى حصلوا على شهادات عليا، وترك لهم منزلًا ملكًا، معتقدًا أنه يزرع بهم ما سيحصده في شيبته.

عم طارق ضحية جحود أبنائه

قبل عامين وجد المسن نفسه شريدًا، بعدما قرر أبناؤه التخلص منه، وطردوه من منزله، وأذاقوه الجحود والمهانة،  دون أن يراعوا ما قدمه لهم، وخدمته لهم طوال حياتهم.

على مدار تلك الفترة تدهورت الحالة الصحية لعم طارق، وأصيب بجلطة وضمور بالمخ، وازدادت مضاعفات مرض التبول اللاإرادي لديه، ما دفع جاره «السعيد» لمساعدته وخدمته، وتقاسما معًا اللقمة، ووجد فيه الونس والصحبة.

يوميًا يذهب السعيد لعم طارق ليطعمه، ويجلسان معًا يتسامران ويهونان على بعضهما مصاعب الدنيا، حتى يحل الليل، ويختار الرجل الخمسيني إما البقاء في المقابر، أو الانتقال لغرفة مهجورة في منزل والده المتوفى، تخلو من أي فرش أو أثاث، مجرد جدران تؤويه من ظلم وقسوة القلوب، ثم يعود لمكانه في الصباح.

عم طارق داخل المقابر

محاولات كثيرة أجراها أهالي المنطقة للم شمل عم طارق مع أبنائه واحتضان والدهم المريض، إلا أنها باءت بالفشل، بل اصطحبت بتهديد ووعيد بالضرب والإيذاء حال اقترابه من المنطقة، وكأنه عدو وليس أبًا أفنى عمره في تربيتهم ورعايتهم.

عامان ظل خلالهما عم طارق ساكنًا للقبور، بعدما غدر به أبناؤه وزوجته في محنته، ليكون الشارع أرحم عليه منهم، منتظرًا من يعطيه قبلة الحياة، لتثبت قصته مقولة «قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليَّ حجر».

تابع مواقعنا