حكايات السيرة الذاتية 6.. توفيق الحكيم يسرد حياته في سجن العمر
يحرص عدد من الشخصيات الشهيرة على كتابة سيرهم الذاتية كنوع من البوح مع القارئ وإراحة الكاتب، هناك من يكتب كل الأحداث والوقائع وتفاصيلها وهناك يوجز ويتحدث عن أحداث معينة.
كتاب سجن العمر
كتاب سجن العمر واحد من أهم كتب السيرة الذاتية لأديب من أهم أدباء القرن العشرين وهو توفيق الحكيم الذي يسرد لنا من خلاله عن مرحلة ما قبل ميلاده منذ زواج والده بوالدته مرورًا بمولده ونشأته في الصغر، ثم مرحلة صباه وينتهي مع قرار ذهابه لباريس حتى يُكمل دراسته.
يعد توفيق الحكيم نفسه سجين والده وإرادته واختياراته وتدخله في كل شيء يخصه، وكذلك والدته لذلك يشعر أنه يعيش في سجن يقول توفيق الحكيم: هذا السجن الذي أعيش فيه من وراثات كأنها جدران، هل كان من الممكن الخلاص منها؟.. حاولت كثيرا كما يحاول كل سجين أن يفلت، ولكني كنت كمن يتحرك في أغلال أبدية.. وبدت المأساة لعيني عندما خيل إليّ يومًا أني أحلل نفسي، أني لا أعيش حياتي إلا في نسبة ضئيلة.. أما النسبة الكبرى فهي تلك العجينة من العناصر المتناقضة التي أودعت تلك النطفة التي تكونت منها.. والنسبة الضئيلة التي تركت لي حرة، قضيتها كلها في الكفاح والصراع ضد العوائق التي وضعها أهلي أنفسهم في طريقي، ومن خلفهم.
لم يكن كتاب سجن العمر هو الوحيد عن السيرة الذاتية للكاتب بالكبير توفيق الحكيم بل هناك كتاب آخر بعنوان زهرة العمر يذكر ما بعد ذهابه إلى باريس وحياته هناك.
كتاب سجن العمر هو كتاب من أشهر كتب الأديب والكاتب الروائي والمسرحي توفيق الحكيم. وقد ذاع صيت هذا الكتاب وانتشر انتشارًا كبيرًا في الأوساط الثقافية، وحقق مبيعات كبيرة في سوق الكتاب العربي.
للكاتب الكبير توفيق الحكيم الكثير من المؤلفات منها بنك القلق، السلطان الحائر، عصفور من الشرق، أهل الكف، بجماليون، عهد الشيطان وغيرها الكثير من المؤلفات وتتميز أعمال توفيق الحكيم بالبساطة اللغوية، حيث يبتعد أسلوبه عن الفصيح المتقعر كما أنه لا ينحدر درجة العامي المبتذل بل هي لغة سلسة تناسب أهل النخبة المثقفين والإنسان العادي في الوقت نفسه.