شعبة المستوردين تكشف الآثار السلبية لقرار المركزي بوقف العمل بإيصال الاستلام
تقدمت الشعبة العامة للمستوردين، برئاسة حمدي النجار بمذكرة إلى إبراهيم العربي، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، تطالب فيها بوقف تنفيذ القرارات الأخيرة للبنك المركزي الخاصة، بوقف التعامل بمستندات التحصيل في تنفيذ كافة العمليات الاستيرادية، والعمل بالاعتمادات المستندية فقط، وتفنيد الآثار السلبية المترتبة على الاقتصاد المصري والمستهلك البسيط.
مذكرة الشعبة العامة للمستوردين
وقال محمد رستم سكرتير عام الشعبة، إنه في المذكرة التي تم عرضها على الاتحاد العام للغرف التجارية، فإن القرار صدر دون قياس مدى تأثيره على حركة التجارة الخارجية، تصديرا واستيرادا وعلى الصناعة وعلى الاستثمار والأسواق الداخلية، ومدى تأثيره علي المواطن البسيط في مصر.
وأوضح رستم، أن العلاقة بين المستورد المصري والمصدر الأجنبي، هي علاقة خاصة خلال السنوات الطويلة تنظمها ثوابت هامة، مثل السمعة الطيبة والائتمان الكبير نتيجة للالتزام بالسداد خلال سنوات طويلة، وذلك يؤدي إلى سماح المصدر الأجنبي بتسهيلات ائتمانية كبيرة منخفضة التكلفة، وتعاقدات ضخمة لمدد طويلة، وبالتالي فإن التدخلات الحكومية قد تفسد هذه المزايا بين المستورد المصري والمصدر الأجنبي، وهذه الامتيازات المهمة تصب في النهاية لمصلحة الاقتصاد القومي.
ورصدت الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، في المذكرة بعض النتائج السلبية الهامة التي ستنتج عن هذا القرار وهي كالاتي:
1- التهريب: إذ أن فرض قيود علي الاستيراد دائما يؤدي إلى تفشي ظاهرة التهريب، لأن ندرة البضاعة بالسوق وارتفاع سعرها، سيؤدي إلى ظهور فئة ضالة من المهربين ويساعدهم بعض المنحرفين من القائمين علي التنفيذ، وذلك يؤدي إلى ضياع إيرادات الجمارك علي الدولة، وضياع إيرادات الضرائب علي الدولة، عمل مخصصات مالية ضخمة لجهاز شرطة التهريب لملاحقة المهربين والمنحرفين.
2- دخول قطاعات جديدة إلى السوق، لمن لديهم فوائض مالية غير نظيفة للدخول في عملية الاستيراد مهما كانت النتيجة ربح أو خسارة، وذلك لعمل تنظيف غسيل لهذه الأموال وتكون النتيجة خروج التجار والصناع الحقيقين، خاصة صغار ومتوسطي الحجم ممن ليس لديهم أموال كافية للقيام بعملية الاستيراد التقليدية لعدم تمكنهم من السداد المقدم بكامل القيمة.
3- ارتفاع أسعار السلع بنسبة كبيرة، نتيجة ندرة البضائع بالأسواق وذلك بسبب عدم استطاعة قطاعات المستوردين والصناع التقليديين على تغطية الاعتمادات المستندية بنسبة 100%.
4- الاحتكار نتيجة تحكم قلة من المستوردين والصناع لديهم الفوائض المالية الكبيرة، وخروج عدد كبير من المستوردين والصناع متوسطي وصغيري الحجم من السوق، لعدم تمكنهم من تغطية الاعتمادات المستندية بنسبة 100%، وخاصة الاتفاق علي برامج الشحن الكبيرة والتعاقدات طويلة الأجل.
5- المعاملة بالمثل من الدول الأخرى التي ستتأثر بهذا القرار، إذ لا يجوز أن تأخذ الحكومة إجراءات تعسفية للاستيراد من تلك الدول نتيجة صدور هذا القرار بتغطية الاعتمادات المستندية بنسبة 100%، وبالتالي ستقل نسبة الاستيراد من هذه الدول وينتج عن ذلك قيام تلك الدول، باتخاذ نفس الإجراءات مع صادراتنا الزراعية والصناعية وغيرها.
6- لم يحدد القرار طرق التعامل مع دول الكوارث، أو التي لديها مشاكل مثل السودان والعراق ولبنان وسوريا والتي لديها حظر مصرفي من أمريكا ودول العالم التي لا تستطيع معه البنوك السورية، من التحويل لها أو اليها بالعملة الأجنبية أو فتح اعتمادات مستندية منها ولها علما بأن حجم وارداتنا وصادراتنا لدولة سوريا والدول الأخرى كبيرة والسوق في حاجة لهذه البضائع.
7- تسريح العمالة والموظفين نتيجة خروج كثير من المستوردين، وأصحاب البضائع متوسطي وصغار الحجم من السوق وهم يمثلون عدد كبير جدا ولديهم موظفين وعمال بأعداد ضخمة.
8- ضعف الميزة التنافسية للصادرات الصناعية والزراعية المصرية، التي تعتمد في إنتاجها بنسبة كبيرة علي استيراد الخامات والسلع الوسيطة والآلات والمعدات وقطع الغيار، نتيجة ارتفاع تكلفة التمويل للقروض والتي ستستخدم في تغطية الاعتمادات المستندية في استيراد هذه المستلزمات المهمة للإنتاج، وأيضا الأرضيات والغرامات التي يتكفلها المستورد والمًصنع نتيجة إنهاء الإجراءات والموافقات، وعمل الائتمان اللازم للاعتماد المستندي، وأيضا تأخر وصول المستندات بما يعارض مبدأ الدولة في تقليل زمن الافراج للشحنات الواردة.
9- ارتفاع أسعار السلع المصرية البديلة للسلع المستوردة، وذلك نتيجة لانخفاض الكميات المستوردة، بسبب هذا القرار نتيجة لزيادة الاستهلاك المحلي عليها لعدم وجود سلع مستورده بديلة، مما يؤدي إلى زيادة تكلفة التصدير للسلع المصرية نتيجة ارتفاع أسعارها، وفقد الميزة التنافسية للصادرات المصرية في الاسواق المختلفة ودخول دول أخري مصدرة لنفس المنتجات لهذه الأسواق المستوردة ليفقد المصدر المصري هذه الأسواق.
10- ضياع فرص التمويل الناتجة عن تسهيلات الموردين الأجانب، ذات التكلفة المنخفضة التي يعطيها المصدر الأجنبي للمستورد المصري في صورة تأجيل سداد قيمة البضائع لأجل بعيدة لحسن السمعة، وأيضا ضياع فرصة التعويض للبضائع الواردة التالفة أو الناقصة من الفواتير المقدمة من المصدر الأجنبي بقيمة التالف أو الناقص في البضائع بسبب سداد قيمة الاعتمادات المستندية بنسبة 100%.
11- ارتفاع أسعار العملات الأجنبية من اليورو أو الدولار وغيرها، نتيجة كثيرة الطلب لكل المستوردين والمصانع في وقت واحد.
12- الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص، نتيجة أن القرار اختص بإعفاء الشركات الأجنبية وفروعها من الالتزام بتغطية الاعتمادات المستندية، بنسبة 100% مثل باقي الشركات والمصانع المصرية التي ستفقد فرصتها في المنافسة داخل وخارج مصر نتيجة فتح الاعتمادات المستندية، بما تسببه من زيادة تكلفة التمويل ونفقات استخراج الاعتماد المستندي والأرضيات والغرامات،التي يتكلفها المستورد والمصنع المصري، نتيجة تأخر البضائع لحين إنهاء إجراءات الاعتماد المستندي ووصول المستندات.
وطالبت المذكرة بضرورة قيام البنك المركزي بإلغاء القرار أو إيقافه لمزيد من الدراسة خوفا من حدوث ردود فعل خطيرة للمعاملات التجارية والصناعية المصرية في داخل مصر وفي خارجها مع الموردين والمصدرين الأجانب وحكومات دول العالم تفاديا للتأثير السلبي للقرار علي الاقتصاد المصري والاستثمار.
وأيضا إن وقف القرار سيكون احتراما واستجابة لنداءات كل منظمات الاعمال من الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية واتحاد الصناعات المصرية وجمعيات رجال الاعمال وغيرهم ممن يمثلون عماد الاقتصاد القومي المصري وأيضا استجابة لطلبات الإحاطة المقدمة من نواب الشعب في مجلس النواب وأيضا استجابة لاعتراض الدول الأخرى تحفظا علي هذا القرار.